دمشق-سانا
تحل غدا الذكرى الثالثة والخمسون لثورة الثامن من آذار المجيدة والتي شكلت معلما بارزا في تاريخ سورية والمنطقة عموما ونقطة تحول في مسار التطور في وطننا بعد أن وضعت سلطة القرار في يد الجماهير وأسست بذلك القاعدة الصلبة للصمود العربي في وجه المخططات الإمبريالية والصهيونية.
وإذا كانت ثورة الثامن من آذار وضعت الأسس واللبنات الأولى لبناء سورية الحديثة فإن الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 صححت مسارها وأعادتها إلى جماهيرها وجسدت أهدافها حقيقة على أرض الواقع لتتقدم سورية في جميع الميادين السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتصبح طليعة لحركة التحرر الوطني العربية وأنموذجا يحتذى في النهضة والبناء والمنعة.
وتبرز في هذا السياق إنجازات ثورة آذار والتي كانت بحق ثورة العمال والفلاحين والمثقفين ضد قوى الاستبداد والتخلف ممثلة بالإقطاع والبرجوازية التي سخرت مقدرات الوطن لخدمة مصالحها الخاصة وعملت على نشر الجهل والتخلف لإبقاء سورية خارج دورها الأساسي كرقم صعب في معادلة المنطقة وحامل للواء مواجهة كل المشاريع الاستعمارية التقسيمية التي تستهدفها.
ويمكن القول إن ثورة الثامن من آذار تمكنت وفي وقت قصير من بناء القاعدة المادية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية على مستوى سورية وعلى مختلف الصعد حيث نجحت في تحقيق نهوض تنموي شامل في المجالات كافة الأمر الذي حقق تنمية متوازنة شاملة جعلت من سورية دولة قوية تعتمد على قدراتها الذاتية وثرواتها لإدارة شؤونها ما أعطى قرارها الوطني استقلالا تاما لا يتأثر بأي شكل من الأشكال بالضغوط الخارجية التي مارستها وتمارسها الدول الاستعمارية للسيطرة والهيمنة على مقدرات الشعوب وهو العامل الأساسي لصمود سورية شعبا وجيشا في مواجهة المؤامرة الإرهابية التي تتعرض لها منذ خمس سنوات وحتى اليوم.
كما عملت ثورة الثامن من آذار وبشكل خاص بعد قيام الحركة التصحيحية على إعداد البنية التحتية الأساسية لبناء أجيال شابة واعية ومؤمنة بقضايا وطنها وقادرة على مواجهة الجهل ومقارعة كل ما يحاك له من مؤامرات
من خلال نشر التعليم وتوسيع قاعدته لتشمل كل السوريين عبر بناء المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والبحثية لتكون سورية إحدى الدول الرائدة في المجال التعليمي والثقافي والفكري.
ويشكل بناء جيشنا العقائدي الذي يخوض اليوم أشرف المعارك وأشرسها ضد “السرطان” الإرهابي المدعوم أمريكيا وغربيا وصهيونيا ومن ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب اردوغان في هذا الإطار إنجازا من أعظم ما
أنجزته ثورة الثامن من آذار حيث عملت وبعد قيام الحركة التصحيحية المباركة على تأمين القدرة القتالية العالية لقواتنا المسلحة من خلال التدريب والتسليح والبناء العقائدي ورفعت الروح المعنوية لدى المقاتلين عبر غرس قيم الإيمان بالوطن والنضال والتضحية من أجل تحقيق أهدافه وتثبيت التمسك بعدالة قضيتنا في صراعنا مع العدو الصهيوني وأدواته في المنطقة.
وتمثل حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد عام 1973 ضد العدو الإسرائيلي الدليل على أن بناء هذا الجيش العقائدي أتى ثماره وحقق نتائجه في الطريق لتحقيق كل الأهداف في تحرير الأرض المحتلة
والدفاع عن الوطن في وجه كل الطامعين والحاقدين والمتآمرين فيما يأتي صمود جيشنا الباسل في كل معاركه وانتصاراته التي يحققها على التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الخمس الماضية ليؤكد هذه الحقيقة الدامغة.
وتؤكد الوقائع أن ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية المباركة استطاعت أيضا أن تكرس دور سورية الأساسي والفاعل في محيطها العربي والعالمي لتصبح إحدى مقومات أمن المنطقة واستقرارها والداعمة الأولى لكل حركات التحرر والمقاومة فيها وهو ما جعلها هدفا للتآمر من قبل القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية في المنطقة والذي نشهد منذ خمس سنوات وحتى الآن التجلي الأخطر له من خلال الهجمة الإرهابية الشرسة التي تشنها قوى الجهل والتخلف والظلامية والتكفير على بلدنا بشعارات تخريبية تدميرية تستهدف كل ما له صلة بحضارة سورية وتطورها.
واليوم تمر الذكرى الثالثة والخمسون لثورة الثامن من آذار وسورية شعبا وجيشا وقيادة تزداد صمودا وثباتا وثقة بالنفس نحو تحقيق الانتصار على الإرهاب والتآمر الدولي والإقليمي وأدواته ليبقى الوطن موحدا وعزيزا ومصانا وتتواصل المسيرة نحو تحقيق الأهداف في التحرير والتطور والتقدم.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: