دمشق-سانا
تضمن النشاط الثقافي الذي أقامته مديرية الثقافة بريف دمشق مساء أمس مجموعة من القصائد الشعرية التي تنوعت بين الغزلية والوطنية والاجتماعية إضافة إلى بعض الوصلات الغنائية من الزمن الجميل وذلك في ثقافي الميدان.
وألقى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق مجموعة من قصائده الشعرية التي تنوعت بين الشعر الاجتماعي والعاطفي والوطني حيث اعتمد في سرده الشعري على العاطفة والمفردات العفوية التي تقترب من ذائقة المتلقي كقوله في قصيدة /فصام الروح/
/من جذوة الشوق المغلغل في الحشا .. تتدفق الازهار من ماء الوريد .. بدفقة الشريان المعتق انتشي ..هي نشوة ورضاب/.
كما كان للوطن دور بارز في قصائده الشعرية التي كانت عصارة الأزمة وما خلفته من قهر وجراح بسبب تداعياتها التي انهالت بالظلم على السوريين بعد أن عرفوا ويلات الإرهاب كما جاء في قصيدته /ألمٌ ألم بموطني ../
/نازعت نفسي في اتون خصامها ..ما سرهم والروح في اقفار ..كم أنة خرجت وجرحي غائر والملح يقطر.. سكران اسهو في غياهب ظلمة..سقطت علي وساوس الاقدار/.
في حين ذهبت الشاعرة أسيل الأزعط إلى الفرح الذي أرادته أن يكون برغم كل القهر ولا سيما أن أبناءنا في سورية حققوا نجاحاتهم في عامهم الدراسي بعد أن تحدوا الأزمة وويلاتها ولقنوا الغرباء الذين يريدون النيل منهم درسا في الصبر والثبات
فقالت في قصيدة بعنوان/ فرحة النجاح ../ /يا لهفة الانسان للافراح .. من بعد جهد دائم وكفاح وأسوقه لغد ينال به المنى .. بتقدم وتفوق ونجاح ولقد آتانا الان يغمر حفلنا .. لما أطل بنوره الوضاح/.
وكان لدمشق الوجود الهام فيما قدمته الازعط حيث ارتكزت على الاصالة الشعرية في انتقائها لتعابير ألبستها ثوب البحر البسيط واختارت لها الباء حرفا للروي حيث تمكن الروي والقافية من التناغم الموسيقي مع المعاني الوطنية والانسانية التي انسابت في قصيدة /عشق توالى/ التي قالت فيها.. /عشق توالى مدى الاعوام والحقب.. لجنة تربها أغلى من الذهب نشأت فيها وما في القلب من شغف .. إلا بشدو رباه الرائع الطرب وصوت رقراقها ينساب في دعة .. بين الخمائل يغري كل ذي ارب/.
أما الفنان أحمد بربور فقدم وصلة غنائية شملت بعض أغاني الزمن الجميل التي انتقاها فأداها بصوته محاولا أن يصل إلى ذائقة الجمهور عبر رغبتهم بالتمسك بالأصالة والأغنية التي بات من الصعب وجودها في زمننا كأغاني الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ومن كان في جيله.
كما أدت الفنانة هدية سبينة مجموعة من الاغاني لمطربة الجيل ميادة الحناوي وبعض اغاني الراحلة هدى سلطان حيث حافظت على الحالة الغنائية والفنية لمستوى الاغاني التي شدت بها.
وعن سبب الاهتمام بالاصالة الغنائية والثقافية قال مدير ثقافة الريف /سمير المطرود/ //صار لزاما علينا بعد ان اوصلتنا موجات الحداثة المزيفة الى كل هذا الظلم والالم ان نعود الى ما كان يجمعنا سابقا ونعتز به ولنعمل على تقوية منظومتنا الثقافية لمواجهة اي غزو مهما كان نوعه يحاول النيل منا//.
وقالت الكاتبة مها شموط ان مثل هذه الفعاليات الثقافية تحدث أثرا واضحا في نفوس ابناء الجيل وتعمل على زرع الوعي والتفهم والعودة الى ما كنا عليه لأن الانشطة الثقافية هي حاجة ماسة لنا ويمكن ان تعوضنا عن كل ما وصل الينا من تقنيات زائفة تحبط مجتمعنا وتودي به الى الخراب.
إلا أن الإعلامية شروق حمود رأت أن هناك تقصيرا في النهضة الثقافية وعلى كل الفعاليات والجهات والمؤسسات المعنية أن تقوم على برمجة الثقافة وربط الحاضر بالماضي بشكل منطقي يضمن سلامة الاجيال عبر احترام الوقت والزمن والمواهب لخلق حالة ثقافية متكاملة يمكن ان تكون الوجه الحقيقي لمجتمعنا.
محمد الخضر-شذى حمود