الجيش العراقي يقتل عشرات الإرهابيين والبطريرك ساكو يدعو لإيجاد حلول جذرية للإرهاب

بغداد-سانا
واصلت القوات المسلحة العراقية عملياتها العسكرية ضد الإرهابيين وتمكنت اليوم من القضاء على عشرات الإرهابيين من عصابات ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في محافظات صلاح الدين وديالى وبابل والأنبار في وقت عززت خلاله القيادا ت العسكرية الامكانيات القتالية في محيط مدينة تكريت بهدف تطهيرها بشكل كامل من براثن تلك العصابات.
وأفاد مصدر أمني عراقي مسؤول في عمليات صلاح الدين في تصريحات نقلها موقع شبكة الاعلام العراقي أن طيران الجيش قضى على عشرات الارهابيين وقصف مواقع لعصابات التنظيم الارهابي المذكور شمالي تكريت كانت تحاول الهجوم على مصفاة بيجي ما أسفر عن حرق ست سيارات تابعة لهم لافتا إلى ان عناصر هذا التنظيم الارهابي فجرت منزلين يعودان لقائد صحوة ما أسفر عن اصابة خمسة اشخاص.
الى ذلك كشف مصدر أمني مسوءول الليلة الماضية في تصريح صحفي أن 35 مروحية وصلت الى قاعدة /سبايكر/ الجوية القريبة من مدينة تكريت للمشاركة في تحرير المدينة من عصابات ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام / الارهابي بعد ان تمكنت القوات الامنية من دحر العصابات الارهابية في المناطق المحيطة بالقاعدة كانت تتحصن فيها طوال الفترة الماضية لمنع وصول الطائرات للقاعدة المذكورة.
وفي محافظة ديالى أكد قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي مقتل وإصابة 100 ارهابي خلال عملية أمنية في ناحية السعدية مشيرا إلى أن طيران الجيش قصف وكرين لتلك العصابات الإرهابية في الناحية ما أسفر عن مقتل 40 ارهابيا وإصابة 60 منهم فضلا عن إحراق 12 سيارة.
بدوره أعلن قائم مقام قضاء حديثة في الأنبار غرب العراق عبد الحكيم الجغيفي عن وصول فوج مغاوير الفرقة السابعة لمساندة الشرطة ومقاتلي العشائر في معاركهم ضد التنظيم الارهابي المذكور جنوب القضاء موءكدا أن فلول تلك العصابات فقدت توازنها بعد اشتداد الحصار عليها.
وفي بابل شمال العراق أفاد مصدر أمني في شرطة المحافظة بأن قوة من جهاز مكافحة الارهاب اعتقلت سبعة من السجناء الفارين من سجن /بادوش/ الواقع في الموصل بعد نصب كمين لهم بناء على معلومات استخبارية بين منطقتي القادرية الاولى والبحيرات التابعتين لناحية الاسكندرية شمالي بابل.
وفي السياق ذاته أكد مصدر امني في ديالى مقتل مسوءول كتيبة تلغيم الطرق في ناحية العظيم المكنى ب/أبي صادق/ وهو جزائري الجنسية مع اثنين من مساعديه بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم زرعها في منطقة انجانة.
إلى ذلك أعلن جهاز مكافحة الارهاب العراقي ان سلاح الجو دمر نحو 20 سيارة للارهابيين خلال غارة جوية جنوب الموصل فيما أشار مصدر أمني مسوءول الى أن طيران الجيش شن غارات على تحصينات العصابات الارهابية في الموصل اسفرت عن مقتل عدد منهم بينهم ما يعرف بمعاون رئيس كتيبة هدم القبور.
من ناحيتها اكدت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية في بيان مقتل متزعم الخط الاول لتنظيم ما يسمى /دولة العراق والشام/ الارهابي ابو عبد الرحمن الباكستاني بضربة جوية في الموصل.
كما اكد مصدر امني مسوءول أن سلاح الجو نفذ غارات جديدة استهدفت تجمعات التنظيم المذكور في ناحية زمار بالموصل أسفرت عن مقتل واصابة العشرات من الإرهابيين واحبط محاولات سيطرتهم على ابار نفطية في المنطقة بعد قصف اليات وصهاريج يستخدمونها في تهريب النفط.
هذا وقد اوغلت عصابات التنظيم الارهابي في ممارساتها الاجرامية ضد السكان في قضاء سنجار بالموصل.
وحمل وزير حقوق الانسان العراقي محمد شياع السوداني المجتمع الدولي والمنظمات ذات العلاقة مسوءولية ما تقوم به عصابات التنظيم الارهابي في سنجار لكونها باتت تركز على الحلول السياسية في تناولها لقضية العراق متناسية ما تقترفه هذه العصابات بحق المواطنين انطلاقا من فكرها المنحرف واستهدافها الممنهج لهم الذي لا يمت للانسانية بصلة.
وأوضح السوداني في تصريح لصحيفة /الصباح/ العراقية أن عناصر التنظيم الارهابي اقدموا على حرق مطرانية السريان الكاثوليك في منطقة الميدان في الموصل وهجروا العائلات المسيحية وسرقوا ممتلكاتها وداهموا المنازل وخطفوا ساكنيها.
كما كشف مسوءول محلي في قضاء سنجار أن هناك اكثر من 150 ألف نازح هربوا الى حدود محافظة دهوك وهم بانتظار ان تمنحهم سلطات اقليم كردستان العراق تصريح الدخول وتهيئة مخيمات لهم وعدم تركهم في العراء.
كما أشار المرصد العراقي لحقوق الانسان في بيان له الى أن عصابات التنظيم التكفيرية اختطفت أمس 350 عائلة نازحة من قضاء تلعفر الى سنجار حاولت الهرب قبل استيلاء الارهابيين على قضاء سنجار أغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن واقتادتهم الى مكان مجهول.
وفي الإطار نفسه دعت وزارة شوءون المرأة العراقية إلى تدخل محلي ودولي لانقاذ النساء اللواتي اختطفهن ارهابيو التنظيم المذكور في سنجار ووضع حد للمجازر التي يرتكبونها بحق المدنيين العزل.

في هذه الأثناء دعا بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل ساكو الى الضغط بقوة على المجتمع الدولي وأصحاب القرار لإيجاد حلول جذرية لجرائم المجموعات الارهابية المسلحة بحق المواطنين العزل في العراق وسورية وقوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة.
وحذر البطريرك ساكو في رسالة وجهها الى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والى بطاركة الشرق ورؤساء المجالس الاسقفية بشأن الأعمال الإرهابية التي جرت موءخرا في المنطقة من مخاطر هذه الحرب “الراديكالية بامتياز وفق منهجية معدة لا تكترث بمصائر الشعوب” مبينا أن الكنيسة تدعو اكثر من أي يوم مضى الى التحرك قبل فوات الاوان للضغط بقوة على المجتمع الدولي لإيجاد حلول جذرية لهذه الجرائم والمخططات المدمرة.
وقال البطريرك ساكو “ان المسيحيين في الموصل غادروا بملابسهم مرعوبين واقتلعوا من بيوتهم قسرا وانتهكت حرمة كنائسهم” مشيرا الى ان نزوحا جماعيا حدث في الثاني من الشهر الحالي في القرى العراقية “تكليف وباطنايا وتللسقف” بعد دخول ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الارهابي الى قضاء سنجار غرب مدينة الموصل وقصفه بقذائف الهاون وقتله عشرات الاشخاص هناك.
ودعا البطريرك ساكو الى بذل الجهود على المستوى الدولي والعمل “بشكل فعال للبحث عن حل عبر مراجعة المجتمع الدولي لحساباته واعادة النظر في تقييم الوضع” مؤكدا أن الدول الكبرى تتحمل “مسؤولية انسانية واخلاقية ومن غير المعقول ان تكيل الامور بمكيالين ويجب ان تخرج من مصالحها الضيقة وتتحد من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي تنهي فيه هذه الصراعات والضغط بقوة على ممولي ومدربي هذه الفصائل لقطع مصادر التشدد والعنف”.
وشدد البطريرك ساكو على أن “الحوار والتواصل والعيش المشترك هو ايماننا الراسخ في تجاوز المحنة” مناشدا المجتمع الدولي تقديم “مساعدة إنسانية عاجلة للمسيحيين في العراق وحمايتهم بشكل حقيقي ودائم وفاعل لئلا ينتهوا من جذورهم المتأصلة في العراق والمشرق العربي الذي يحترق ويتمزق”.
وكانت مئات العائلات المسيحية نزحت من منازلها في الموصل بعد اصدار ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الارهابي شروطا تعجيزية عليهم اضافة الى مصادرة منازلهم وممتلكاتهم.