الشريط الإخباري

يوم مفصلي.. ولكن-صحيفة البعث

سيكون اليوم “الجمعة” يوماً مفصلياً في مجريات الأزمة، فهو سيطلق صافرة الانطلاق باتفاق وقف العمليات القتالية، كما سيشهد مناقشة مجلس الأمن سبل دعم الاتفاق، فيما يحدّد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا موعد استئناف الحوار السوري-السوري في جنيف.. وهي محطات من شأنها، إن توافرت النوايا الطيبة وتكاتفت الجهود الخيّرة لتطبيقها، أن ترفع عبئاً جثم على صدور السوريين لسنوات خمس، حاولوا خلالها العبث بالنسيج الوطني، كمقدّمة لمحاسبة بلد، جريمته أنه أراد أن يبقى سيّد قراره ومحافظاً على هويته ومدافعاً عن حقوق أمته، ورفض السير في معسكر الانبطاح والمختلّين.

استبسل الجيش، وصمد الشعب، في مواجهة حرب ربما لم يشهد التاريخ لشراستها مثيلاً، ما أجبر المتآمرين على البحث عن مخرجات تحفظ ماء الوجه، إثر ارتداد الإرهاب وقضّه مضاجعهم، فبدؤوا بتنفيذ استدارة إجبارية، وقبلوا على مضض بتسويات أممية لا تزال واشنطن تراهن من خلالها للحصول على مكاسب تبقي لها موطئ قدم في المنطقة، وتدرأ الخطر عن حلفائها في الغرب وأدواتها في مشيخات الخليج.

ولذلك بدأنا نشهد خلال الأيام القليلة الماضية ما يمكن وضعه في خانة توزيع الأدوار، وفق ما تقتضيه المرحلة، فـ “كيري” يهدّد بخطط بديلة لم يفصح عن محتواها في حال فشل الاتفاق، وأعلنت تركيا بأن ما يجري الإعداد له ليس ملزماً لها في حال هدّد أمنها، وهي عبارة مطّاطة وحمّالة أوجه، ويمكن من خلالها تبديد الأمل بالتوصل إلى تسوية، وآل سعود أرسلوا طائرات إلى قاعدة أنجرليك في سياق تهديداتهم بالتدخل العسكري في سورية، ما يعني أن هؤلاء يمكن في أي لحظة أن ينسفوا كل الاتفاقات تحت ذرائع وحجج واهية.

ممّا تقدّم ورغم ردود الفعل الدولية الإيجابية على الاتفاق، والتي تعطينا جرعة من التفاؤل بالتوصل إلى نتائج تجنّب العالم مخاطر الانجرار إلى مواجهات كبرى ستكون نتائجها كارثية على الجميع، فإن تفاؤلنا يبقى مشوباً بالحذر من إقدام بعض المصابين بالهيستريا وحاملي اللوثة العثمانية على مغامرات غير محسوبة تضع العالم برمّته على حافة الهاوية.

ولذلك على المجتمع الدولي، إن كان جاداً في حل الأزمات عن طريق الحوار أن يكون واضحاً ويقرن القول بالفعل، عبر تسمية الأمور بمسمياتها، وصياغة الحلول وفق ما تقتضيه أولويات المرحلة، والتي يأتي في مقدّمتها إلزام جميع الدول بتطبيق قراري مجلس الأمن 2253 و2254، ووضع قوائم بأسماء التنظيمات التكفيرية، وتشكيل تحالف دولي جاد لمحاربتها، وهذا من شأنه أن يجعل من يفكر بالاصطياد في الماء العكر والالتفاف على الشرعية الدولية أن يكفّ عن عبثيته والانصياع للغة العقل، وبالتالي يترك للشعوب حريتها في تقرير مصيرها بنفسها دون تدخل خارجي.

ما يجري التداول حوله اليوم يشكل فرصة لقياس جدّية الدول الكبرى بالتوصّل إلى تفاهمات تعطي جميع الدول حقّها في اتخاذ القرار، وترفع المظالم عن الشعوب التي عانت خلال ربيع الخراب.

عماد سالم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …