بيروت-سانا
ركزت صحيفة الأخبار اللبنانية في ملف خاص على الأزمات والصعوبات التي تواجهها سياسات نظام بني سعود بعد عام على تولي سلمان بن عبد العزيز الحكم في البلاد.
وقالت الصحيفة في مقال استهلت به الملف بعنوان “متى الانقلاب” إن “من يظن أن مملكة بني سعود ينتظرها غد مشرق يكذب على نفسه فهي تواجه أزمات خانقة وأمامها أسئلة وجودية أكثر عن مستقبل البلاد والعائلة الحاكمة وخصوصا مع تشظي الأسرة إلى أكثر من فريق أبرزها يقوده محمد بن نايف في مواجهة محمد بن سلمان” مشيرة إلى أن الصراع على عرش الملك دارت حوله أحاديث كثيرة موءخرا مع مرور عام على حكم سلمان.
وتوقعت الصحيفة أن تشهد العائلة الحاكمة مواجهة لا تعرف عقباها إذا حدث أحد السيناريوهات المؤدية إلى تنصيب محمد بن سلمان قبل انتهاء ولاية والده متسائلة “هل يفعلها سلمان وسط الإخفاقات المتتالية في المستويات الخارجية والداخلية وينصب ابنه ملكا… ولو هلكت السعودية”.
بدوره أشار الكاتب والناشط السعودي فؤاد إبراهيم في مقال بالصحيفة إلى الحديث الدائر حاليا “في المجالس المقربة من أمراء بني سعود عن تهميش لدور ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف الذي لم يعد الرجل الثاني في ظل اكتساح محمد بن سلمان الجهاز البيروقراطي للدولة فهو يمسك ملفات الاقتصاد والتنمية كما يملك قرار الحرب والسلم ويهيمن على ملف السياسة الخارجية إلى القدر الذي جعل من وزير الخارجية عادل الجبير مجرد متحدث إعلامي باسم الوزارة”.
واعتبر الكاتب أن “الملك سلمان يدرك قبل أي شخص آخر أن حظوظ نجله المدلل متوقفة على بقائه على العرش نظرا لعدم وجود ضمانات أخرى يمكن أن تبقي ابن سلمان في أي من مواقعه بما في ذلك وزارة الدفاع في حال موت والده” مشيرا إلى أن سلمان استكمل خطة لضمان محاولة تسليم ابنه مقاليد الحكم في غضون ثلاثة أشهر من بدء عهده وذلك بإعادة تشكيل السلطة بطريقة انقلابية مهدت لإدماج ابنه في خط الوراثة بصورة خاطفة.
وقال الكاتب إن “السيناريو الذي يحاول سلمان تحقيقه حاليا على الأرض يتمثل بتغلغل محمد بن سلمان في كل مفاصل الدولة بما يفرض واقعا لا يمكن تجاوزه ولا ينقصه سوى التتويج الرسمي ولكن في مقابل ذلك فإن قفزه على الاعتبارات العائلية والتوازنات السياسية بل حتى عامل الزمن الذي يتعارض مع مستوى وعي المجتمع وتطلعاته الإصلاحية لا يوفر ضمانة أكيدة لإمكانية نجاح هذا السيناريو في المستقبل أي بعد موت الملك الحالي”.
وسخر الكاتب من هذه الممارسات لحكم سلمان قائلا إن “سلمنة الدولة السعودية تبدو رغبة حاضرة لدى بيت سلمان عموما ولكنها نزعة تنطوي على مخاطر على مستوى تماسك الأسرة المالكة ووحدتها ومستقبلها ما يعني أن الإخلال بالإجماع والتوافق بين الأجنحة الرئيسة يهدد الكيان برمته”.
من جهته أوضح الكاتب اللبناني خليل كوثراني أن السياسة الخارجية لنظام بني سعود سجلت في السنة الأولى من عمر فريق الحكم الجديد تغيرات جذرية تمثلت في جديد الرؤية الخاصة بثالوث السلطة محمد بن سلمان ومحمد بن نايف وسلمان بن عبد العزيز والتي عبرت عن عقل أكثر تصلبا والابتعاد عن الدبلوماسية ما جعل البعض يصف سلمان بـ “بوش السعودية”.
وأشار الكاتب إلى أن فريق سلمان لم يكد يتجرع مرارة الخيبة من الحلفاء الغربيين جراء الاتفاق النووي مع إيران حتى كانت بانتظارهم كأس لا تقل مرارة عن الأولى تمثلت في سير الأمور في سورية على غير السكة المشتهاة سعوديا ليبدو وزير الخارجية السعودي في الآونة الأخيرة مملا ومفارقا للواقعية السياسية وهو يردد أسطواناته المشروخة حول سورية وما تريده السعودية من شروط لأي تسوية سياسية للأزمة فيها يضاف إلى ذلك تغيرات الميدان السوري مع العمليات الروسية ضد الإرهاب واستحالة فرص نجاح مشروع تغيير موازين القوى على الأرض والتي تضاءلت حد الامتناع.
ولفت الكاتب إلى أن “سلسلة الاخفاقات تصل إلى اليمن حيث تجاوزت الحرب أيامها ال300 في وقت لا تزال فيه القوات السعودية غارقة في وحول الجار الفقير ومن خلفها أمراء قرروا أن يخوضوا للمرة الأولى الحرب بمعركة مباشرة” مشيرا الى عدم وجود أي أثر للأهداف التي أعلنها النظام الحاكم عشية إطلاقه الحرب على اليمن حيث انقلب الميدان اليمني إلى كماشة تستنزف النظام السعودي عسكريا واقتصاديا.
وأوضح الكاتب متهكما أن البحث عن نجاحات للسياسة الخارجية السعودية في الأشهر ال12 التي مضت “يحتاج إلى عملية مجهرية” حيث تعيد الرياض الانتشار على صعيد علاقاتها الإقليمية والدولية بعدما وجدت نفسها بفعل واقعها المأزوم في الخندق الإقليمي المستجد الذي بات يضم مثلثا قوامه كيان الاحتلال الإسرائيلي ونظام رجب اردوغان الاخواني في تركيا والنظام السعودي مضيفا أن “الرياض تودع السنة الأولى على حكامها الجدد ومعها ثقة كثيرة بفريق الحكم الذي أثبت تهوره وصبيانيته في التعاطي مع ملفات السياسة الخارجية لتستقبل سنة لا تقل دسامة في استحقاقاتها”.
بدوره أكد الناشط الحقوقي السعودي ورئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان يحيى عسيري أن “سجل نظام بني سعود في عهد سلمان بن عبد العزيز حافل بالانتهاكات حيث سجلت الأرقام إعدام 152 شخصا في 2015 ليكون بذلك العام الأعلى منذ عشرين عاما كما نفذت السلطات بداية العام ذاته إعداما جماعيا بسبعة وأربعين محكوما في يوم واحد” مبديا سخريته من الإجراءات التي يتحدث عنها البعض والتي وصفها بانها عبارة عن عمليات تجميلية يتناولها الإعلام الموالي بشيء من التضخيم إلا أن المجتمع لا يرى لها أثرا على الأرض وتختفي”.
وانتقد العسيري ابتعاد بعض المحللين والخبراء في تحليلاتهم عن حقيقة نظام بني سعود وإظهار هذا النظام وكأنه خيار شعبي أو كأنهم أصحاب مشروع سواء كان المشروع المتوهم دينيا أو قوميا.
وخلص الكاتب إلى القول إنه “في المحصلة كان العام الأول من العهد السلماني مليئا بالانتهاكات والمظالم وكان عام خوف وبؤس على الشعب تراجعت الحقوق فيه أكثر وزاد القمع أكثر”.
وفي مقال لها تحت عنوان “محمد بن سلمان… لاعب البوكر الفاشل” قالت الكاتبة مريم عبد الله إن المغامرات الخارجية والداخلية للاعب البوكر المستجد محمد بن سلمان أدت إلى ظهور بوادر حرب بينه وبين ابن عمه محمد بن نايف عبر محاولة ابن سلمان تهميش ابن نايف تمهيدا للوصول إلى ولاية العهد تدعمه في ذلك سيطرته على قرارات والده السياسية والاقتصادية ويحمله الأمل في استخدام والده سلمان ورقته الأخيرة كصاحب سلطة مطلقة وفق النظام الأساسي للحكم من أجل عزل ابن نايف وتوليته كما حدث يوم عزل سلمان شقيقه مقرن.
ورأت الكاتبة أن “ما يعرقل ذلك تسارع إخفاقات ابني نايف وسلمان الداخلية والخارجية وخصوصا الكبيرة والموءذية وأهمها حادثة رافعة الحرم وتفجيرات داعش وليس انتهاء بفاجعة حادث التدافع في منى أثناء موسم الحج التي ذهب ضحيتها الآلاف من الحجاج والتي يتولى مسؤوليتها محمد بن نايف فيما صورة محمد بن سلمان وهو يرفع الهاتف آذنا ببدء عدوان عاصفة الحزم على اليمن ماثلة في الأذهان”.
وأكدت الكاتبة أن كل الخطوات المتهورة التي يقوم بها سلمان وابنه لن تحقق ما يصبون إليه وخصوصا أن المحاولات لتحسين صورتهما لن تغفر لسلمان تكريسه مرحلة التقشف والإصلاحات الاقتصادية الباهتة التي ظهرت بوادرها بعد حرب اليمن مشيرة إلى أن ابن سلمان ربما أنه نسي أيضا أنه ليس أسطورة ولم يكن يوما خليفة للموءسس ولا شيء يشفع له سوى الرخاء الاقتصادي الذي دوما تمظهرت منه علاقة الشعب بالبيت السعودي لتبقى بذلك المملكة الوهابية لأعوام جديدة حقلا للتجارب الأميرية بعواصفها المدمرة داخل الجزيرة والدول المجاورة برعاية الحليف الأكبر.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: