الشريط الإخباري

هل ينقذ حديث كارتر عن تحرير الرقة والموصل أوهام واشنطن بالعودة إلى المنطقة

دافوس-سانا

اعتبر وزير الحرب الأمريكي آشتون كارتر اليوم إن على التحالف الذي تقوده بلاده بزعم محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي استعادة مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية وأنه سيستعين “بقوات برية” في إطار إستراتيجيته لتحقيق ذلك.

وتشكل هذه التصريحات إعلانا أمريكيا صريحا حول نوع الاستراتيجية التي تعتمدها واشنطن في المنطقة والقائمة على ترك الإرهاب يتمدد حتى يتمكن الطامعون بالعودة إلى المنطقة من اللحاق به.

وأضاف كارتر الذي كان يتحدث في دافوس بسويسرا في مقابلة مع شبكة سي.ان.بي.سي “يجب أن نقضي عليهم في هذين المكانين وأود أن نحرز تقدما بهذا الصدد في أقرب وقت ممكن”.

أمريكا التي خرجت من العراق من باب المقاومة الكبير وبقدر كبير خسرت رهانها في سورية تريد العودة إلى المنطقة من نافذة الإرهاب ولذلك يبدو استغلالها لأزمات المنطقة واضحا إذ إن واشنطن قادت عملية السكوت الدولي على تمدد الإرهاب في سورية والعراق وليبيا واليمن واليوم تقرر العودة عسكريا غلى المنطقة بدعوى تخليصها من الإرهاب.

ولأن الحديث صادر عن وزير الحرب الأمريكي لذلك لابد من اخذه على محمل الجد وخاصة لجهة الحديث الصريح عن “الاستعانة بقوات برية” طالما نفت واشنطن أنها سترسلها إلى العراق وحاولت خداع العالم بما تسميهم خبراء ومستشارين عسكريين غير أن إصابة جندي أمريكي في إحدى العمليات شمال العراق قبل نحو شهرين كشفت المستور وفضحت التمدد العسكري الأمريكي في العراق.

وتأتي تصريحات كارتر بعد يومين من لقائه بعدد من نظرائه الأوروبيين في باريس حيث تم التوافق بحسب المصادر على اتخاذ ثلاثة إجراءات عاجلة لتسريع ما سموه “الحرب على تنظيم “داعش” ومواجهة تمدده وتوسعه في بعض المناطق”.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع إن “الإجراءات الثلاثة تتمثل أولا في طرد مقاتلي التنظيم من مدينتي الرقة في سورية والموصل في العراق وكذلك تعزيز برنامج التدريب للقوات العراقية وأيضا وضع خطة مشتركة تعتمد في تنفيذها على مشاركة دول المنطقة وخاصة دول الخليج”.

ولاشك في أن الحديث عن دول الخليج في هذا النوع من الاجتماعات له هدف جوهري يتمثل في تأمين ممول لأي عمليات حربية قد يقوم بها الأمريكيون والأوروبيون في المنطقة إذ إن مشيخات النفط الخائفة من ظلها مستعدة لتفريغ خزائنها مقابل رؤية الجيوش الغربية على حدودها لأنها ببساطة لا تملك وسائل الدفاع عن نفسها في حال قرر تنظيم “داعش” الإرهابي التمدد نحوها.

وهنا يشار إلى أن وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير الذي تدعم بلاده التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق بالمال والسلاح أعلن في تصريحات له أمس أن السعودية تفكر بإرسال ما سماه “قوات خاصة لمحاربة تنظيم داعش” الأمر الذي يجعل كلامه مرتبطا تماما بما يتحدث عنه الوزير الأمريكي.

التحالف بين القوى الداعمة للإرهاب من الخليج إلى أوروبا وأمريكا بدعوى محاربته يثير الشكوك عن دوافعه في هذه اللحظة لأن حدود الإرهاب في المنطقة رسمت ببساطة بتوجيه من الطائرات الأمريكية التي كانت تلقي الذخائر والأغذية للإرهابيين كما حصل في محيط عين العرب السورية وأربيل العراقية.

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قال قبل يومين “على الأرض الرقة والموصل يجب استعادتهما وفي انتظار ذلك سنعمل على تقليص المساحة التي يسيطر عليها تنظيم داعش” ولم يستبعد ضربات جوية للتنظيم في ليبيا أيضا لتبدو الحصة الفرنسية من تقاسم غنائم الإرهاب واضحة في شمال أفريقيا.

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون كان أكثر وضوحا من نظيريه الأمريكي والفرنسي خلال اجتماع باريس عندما قال للصحفيين “يجب أن نتمكن من استغلال الانتكاسات التي منيت بها “داعش” في العراق والمضي قدما لتضييق الخناق على رأس الأفعى في الرقة بسورية”.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم الإرهابي مرتبطة بما يقوم به الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الجوية الروسية وما يقوم به الجيش العراقي الذي استعاد الرمادي مؤخرا ولذلك فإن التحالف الغربي يشعر أن البساط يسحب من تحت قدمه ويريد أن يثبت له مكانا في المعادلة التي يرى بوضوح عسكريا أنها تكاد تصل إلى نهايتها لمصلحة الدولتين السورية والعراقية وحلفائهما الحقيقيين.

من جانب آخر ربما سمع كارتر قبل أن يدلي بتصريحه ما قاله وزير الدفاع العراقي لإحدى وسائل الإعلام الروسية اليوم بأن “العراق لا يفكر حاليا بطلب إمداد جوي من روسيا” وفهم كارتر بعقله العسكري معنى كلمة “حاليا” فأراد التحرك بسرعة.

وربطا باجتماع باريس فإن المؤشر المهم فيه والذي لا يخلو من دلالة أن أيا من الدول العربية التي تدعي التحالف مع واشنطن وباريس ولندن لم تدع ولم تشارك في الاجتماع واكتفت بتلقي التعليمات عبر قاعدة العيديد الأمريكية في قطر لتقوم بما تؤمر به.

ويبدو أن الغارات الجوية التي تشنها روسيا في سورية بالتعاون مع الجيش العربي السوري تثير قلق الغربيين وتجعل هامش المناورة أمامهم يضيق وتفرض عليهم التحرك ضد الإرهاب حفاظا على مصالحهم وليس حبا بالدولة السورية أو العراقية وإن طرح مثل هذه الافكار قد يكون الهدف منه محاولة خلط الأوراق ولكن المعطيات على الأرض تقول إن الكلمة الفصل في نهاية المطاف ستكون للقوى التي تحارب الإرهاب بشكل حقيقي وفاعل وهي الجيشان العربيان السوري والعراقي والقوات الجوية الروسية.

تا بعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency