تفتح صفحات الإجرام على الأرض السورية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها ذراعا تنظيم القاعدة الإرهابي ما يسمى “داعش والنصرة” وحلفائهما الميدانيين ، على تناقضات كبيرة مصحوبة بالصخب والضجيج والبروباجندا والتضخيم إلى حد مبالغ فيه، ولكنه يتم وفق ما يراد ويتناسب مع الهدف الذي يدور حوله افتعال الجريمة.
وبدون مبالغة فإن ملف الإجرام بصفحاته المتتالية والمتناقضة والمفضوحة يبدو أنه مرفوض التوقف عن ملئه بالمزيد من الجرائم؛ ذلك أن الوحوش الممسوخة في صورة بشر والمنتجة والمعدة لهذا الغرض لم تشبع من دم شعب السوري، وبالتالي لم يشبع ماسخوها ومنتجوها لكون جعبتهم ما زالت ممتلئة بالكثير من مخططات الإبادة والإرهاب وحفلات الدم المجنونة، ولا يخرجونها من جرابها إلا وقت اللزوم وعند الضرورة.
ومثلما تمكنت الأعوام الخمسة الماضية من عمر المؤامرة المحاكة ضد سورية، من تكريس وجودها في ذاكرة المنطقة والعالم بحجم جرائم الحرب التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المنتجة والمدعومة من قبل حلف التآمر والعدوان على سورية، يراد لهذا العام 2016 أن لا يكون مختلفا عن أشقائه من الأعوام الخمسة السابقة التي تميزت بحفلات دم مجنونة وجرائم حرب بالجملة، فها هو يبدأ تعبئة صفحاته بمجزرة البغيلية المؤلمة التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي في ريف محافظة دير الزور باستحلال دماء حوالي ثلاثمئة مواطن سوري بين طفل وامرأة وشيخ، واختطاف أربعمئة آخرين.
وما يندى له جبين الإنسانية، أن هذه الجريمة الإرهابية المروعة تبلدت كل الضمائر التي استيقظت مرة واحدة وانتفضت لما ادعت أنه دفاع عن أهالي بلدة مضايا القريبة من الحدود السوريةـ اللبنانية، وانطلقت أبواق النفاق ونعيق البوم، وتحركت الماكينات الإعلامية لتصنع “من الحبة قبة” ـ كما يقال ـ وينبري المأجورون لتضخيم الحدث بفبركات صور، صادمة من شدة كذبها، وما زاد ذلك، تلك الأم التي لا علاقة لها بالوضع السوري ولا ببلدة مضايا لتجد صورة طفلتها تتناولها ماكينات إعلام المؤامرة على سورية على أنها من ضحايا الحصار الذي يفرضه الجيش العربي السوري وحزب الله وليست من ضحايا التنظيمات الإرهابية التي اتخذت أهالي مضايا دروعا بشرية ونهبت ما عندهم من قوت، ونهبت ما يأتيهم من مساعدات إنسانية، وتبيعهم من تلك المساعدات بأغلى الأثمان، في حين أن صورة الطفلة لا علاقة لها بما وظفت فيه الصورة.
لقد تعدى وضع بلدة مضايا إلى مجلس الأمن الدولي الذي اهتزت جوانحه باستفاقة ضمائر العواصم الثلاث “واشنطن، لندن، باريس” الداعمة لمخطط المؤامرة على سورية، والداعمة للتنظيمات الإرهابية فيها، لكنه سرعان ما ماتت تلك الضمائر وانخرست تلك الأبواق وانسدت القنوات الدمعية عن أن تسح دموع التماسيح أمام مجزرة البغيلية.
إنها تناقضات ومفارقات تتواصل لتتخم بطون الكلاب، لكنها بكل تأكيد ستكون كما كانت سابقاتها من جرائم الحرب والإبادة بكافة تناقضاتها ومفارقاتها،حقائق تتدحرج على مذبح الحرية للشعب السوري الذي يراد تدفيعه ثمن مواقفه العروبية والقومية تجاه أمته. فكما كانت جرائم السلاح الكيماوي في خان العسل والغوطة وحي جوبر، ومجزرة الحولة وغيرها، عارا يطارد المتاجرين بدماء الشعب السوري وحقوقه، وداعمي الإرهاب ضده، ستكون مجزرة البغيلية مع ما سكب حول بلدة مضايا من دموع تماسيح ونفاق وأكاذيب وفبركات، حقائق جديدة لا تزيد الشعب السوري وجيشه الباسل وقيادتهما إلا صمودا وتضحية.
على السؤال الذي يفرض ذاته هنا: لماذا خيم الصمت على الأمم المتحدة تجاه هذه المجزرة؟ وما موقفها من هذه الجريمة ومن أربعمئة مواطن سوري بريء رهائن بيد تنظيم “داعش” الإرهابي معرضين للإبادة في أي لحظة؟ وهل هؤلاء سيكونون ضمن قوائم ضحايا “النظام” كما جعلت من قبل ضحايا المجازر السابقة للتنظيمات الإرهابية من ضحايا “النظام”؟ وعلى أي مصدر ستستند إليه في أخذ هذه الأرقام الجديدة لتقرأها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع لها؟
رأي الوطن
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).