الشريط الإخباري

للميدان.. كلمة الفصل-صحيفة البعث

لا يزال محور المشغلين لداعش يترك الباب موارباً أمام إطلاق المباحثات السياسية لإيجاد حل للأزمة في سورية، ويعمل ما في وسعه لفرض أجنداته للحصول على مكاسب ترضي عنجهيته بضرورة الخروج منتصراً، ولو شكلياً من أي حرب يدخل فيها، وبالتالي نراه يدور في دائرة مفرغة ويطلق تصريحات ضبابية، تصل أحياناً إلى حد التناقض تجعلنا نتأكد بأن حديثه في السياسة هو ورقة ثانوية يضعها في سلّم أولوياته في حال اضطر لاستخدامها.

فرغم وضوح الطريق لوضع القطار على السكة الصحيحة، والمتمثل بالاتفاق على قائمة التنظيمات التكفيرية التي تُقاتل في سورية، وتحديد هوية وفد المعارضة، الذي يُفترض أن يُمثل كل النخب السياسية المؤمنة بالحل السياسي، أضف إلى ذلك وقف تدفق السلاح والتكفيريين من دول الجوار، إلّا أن لأمريكا في ذلك رأياً مختلفاً كلياً، فهي تُريد حصر وفد المعارضة بتلك التي اجتمعت في الرياض، وتُحاول تهميش مطلب قائمة الإرهابيين، لتزج ببعض مرتزقتها كـ”جيش الإسلام” و”أحرار الشام” إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي ترفضه سورية وحلفاؤها رفضاً قاطعاً لأنه في حال الاستجابة لذلك فإن إطلاق الحوار هو مضيعة للوقت، ولا يصب بأي حال في مصلحة سورية والمنطقة عموماً، في ضوء انتشار الإرهاب كالنار في الهشيم، وضربه أبرز الداعمين له في اسطنبول وديار بكر التركيتين.

من هنا نفهم أن الإدارة الأمريكية ليست على عجلة من أمرها لوضع حد للنزيف السوري، ولا يهمها إن أريقت الدماء في اسطنبول أو باريس وغيرها من الدول الحليفة، فهي تعمل بحكمة جحا “طالما حادت عن رأسي بسيطة”، وذلك بالنظر إلى المكاسب التي تجنيها من صفقات السلاح وإضعاف جيوش الدول المجاورة للكيان الصهيوني لإبعاد المخاطر عنه، وبالتالي لا ضير إن ساهمت بافتعال بؤر توتر جديدة بين دول المنطقة، كالتي افتعلها النظام السعودي مع إيران، فكلما اتسعت دائرة الصراع ازدادت المكاسب دون أن تخسر أمريكا و”إسرائيل” جندياً أو دولاراً واحداً، بل إن ذلك يخدم مشروع واشنطن لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد عن طريق الفوضى التي نعيشها الآن.

مما تقدّم يمكن استخلاص ما تريده أمريكا في حال أراد العالم وقف النزيف في دول المنطقة، فهي تطمح بتفصيل أنظمة ورسم خرائط جديدة تقسّم المقسّم إلى كانتونات ضعيفة تتقاتل فيما بينها وفقاً لرغباتها، وتبقي “فزاعة” داعش كسبيل لتنفيذ مآربها وجني الأرباح، وما قاله السفير الأمريكي في بغداد أمس “بأن لا وقت محدداً للقضاء على داعش”، وقبله الرئيس أوباما في خطابه عن حال الاتحاد بأنه ليس في وارد شن حرب جادة على التنظيم الإرهابي، يبيّن حقيقة النوايا الأمريكية.

إذاً، وفي ظل تباعد الرؤى بين الدول، التي تتلظى بنار الإرهاب، والمحور الساعي لإخمادها، وبين محور المستثمرين فيه للإبقاء على موطئ قدم له في المنطقة، فإن إطلاق المحادثات، هذا في حال عُقد مؤتمر جنيف3، لن توقف الحرب طالما أن المجتمع الدولي لم يضغط باتجاه تجفيف منابع الإرهاب، وبالتالي تبقى للميدان كلمة الفصل، والتي بدأت ملامحها تلوح في الأفق في ضوء الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري على كل جبهات القتال، واتساع دائرة الالتحاق بصفوفه وبفصائل الحماية الذاتية، تزامناً مع عمليات المصالحة التي عمّت المحافظات، وكلها تبشّر بقرب دحر الإرهاب إلى الدول الصانعة لتعيش جانباً من ممارساته، وعندها ربما نسمع كلاماً آخر، وحتى طلب المساعدة من سورية للقضاء عليه.

في النهاية المعركة معركة كسر عظم والمنتصر فيها سيحدد وجهة العالم، وبتنا على يقين بأن سورية بمساعدة أصدقائها هي الأقرب لإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيو أطلسي الرجعي العربي، وعندها سنجد هؤلاء يهرولون إلى دمشق سعياً وراء الحل.

عماد سالم

تا بعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …