حمص-سانا
نموذج يحتذى به في الحماسة والجرأة والثقة وحب العمل والبذل والعطاء تجسده الشابة محاسن ابراهيم العاملة في مركز كهرباء الصويري التابع لدائرة شؤون الريف في الشركة العامة لكهرباء محافظة حمص والتي قررت ترك العمل المكتبي والانتقال إلى العمل الميداني مع ورشات الكهرباء الميدانية إيمانا منها بضرورة عدم اقتصار هذا العمل على الذكور إنما الانضمام إلى زملائها العاملين في هذا الحقل والذين قدموا الكثير من التضحيات خلال الأزمة الراهنة .
وحول هذه التجربة تحدثت محاسن إلى نشرة سانا الشبابية موضحة أنها لم تقبل الاستمرار في الجلوس وراء مكتب خشبي وهي ترى التنظيمات الإرهابية تنشر الدمار والظلام في وطنها فقررت أن تساهم في “اشعال شمعة تنير طريق الفكر والتضحية والعمل والبناء الذي تربت عليه لتبرهن على قدرة المرأة على مساندة الرجل مهما كانت طبيعة العمل وخطورته” لتنطلق إلى أرض الميدان مؤدية عملا قل أن تقوم امرأة بتنفيذه وهو التأشير.
وأشارت إلى أنها كانت تعمل سابقا بموجب عقود موسمية في رياض الأطفال لتنتقل بعد استشهاد زوجها إلى العمل في مركز كهرباء الصويري حيث بقيت لمدة سنة ونصف السنة تعمل عملا مكتبيا في المركز ألا أنها لاحظت أن هناك ضرورة للانتقال من عملها المكتبي الذي تعينت فيه إلى مساحة أكثر فاعلية من شأنها أن تقدم مزيدا من الخدمات لاشقائها في الوطن.
وأكدت أنها لم تجد أي صعوبة في هذا العمل الذي “لا يقارن بعمل الفتيات المتطوعات في الجيش العربي السوري” منوهة بأنها لاقت تشجيعا كبيرا من محيطها ومن رئيس دائرتها الذي دعم هذه المبادرة وباركها.
وكانت محاسن قد رغبت بهذا العمل الذي رأت فيه رسالة تدعو إلى محاربة الفكر الرجعي والهجمة التكفيرية التي تحد من قدرة النساء على تقديم العون في مختلف ميادين العمل وتحفيز روح الحماسة في قلوب السيدات المترددات في الأقبال على العمل الميداني لثقتها بأن لكل سيدة طاقة لا تقل عن طاقة الرجل في أداء ما يخدم الوطن ويعزز من صموده.
وقالت أردت أن أكمل ما بدأه زوجي الشهيد من عطاء وتفان لسورية السخية الأبية فلم استسلم للحزن واليأس إنما سعيت لارد الجميل الذي اغدقتني به بلدي بعد استشهاد زوجي عبر توفير عمل دائم لي يساعدني على اعالة نفسي واسرتي ومواجهة مصاعب الحياة.
من جهته لفت المهندس بشير السعيد رئيس دائرة شؤون الريف في مديرية كهرباء حمص إلى اندفاع محاسن وحبها لتغيير الكثير من الأفكار النمطية السائدة عن عمل النساء مبينا أنها أحبت أن توصل رسالة بأن المرأة السورية لم تكن يوما عبئا على الوطن بل هي امرأة منتجة وداعمة ومقاومة.
وقال بعملها هذا فانها قادت مجموعة من الأفكار المستنيرة في قريتها أولا وبين أبنائها ليكون ذلك درسا تربويا لأطفالها يكملونه من بعدها ولتكون فخراً لهم كما كان أبوهم الشهيد فخراً لهم وللوطن بالاضافة إلى تحولها إلى شريان ينبض بالحياة ويصل ما بين أهلها في الوطن بمؤسساته التي تخدم مصالحهم.
ولفت إلى أهمية تبني مبادرات مماثلة في جميع المؤسسات الخدمية بما يعزز مسيرة تطوير العمل وتفعيل جوانبه المختلفة بالحد الأقصى منوها بأن الدائرة تعمل حاليا على تطبيق الهيكل التنظيمي في مراكز الريف والتي تفيد في توحيد وتنظيم خطوات العمل في جمع المراكز العاملة التابعة لشركة كهرباء حمص.
يذكر أن الشابة محاسن ابراهيم من مواليد عام 1984/ .
هنادي ديوب