الأولوية العالمية-صحيفة تشرين

يبدو أن بند مكافحة الإرهاب الذي أكدت عليه الدولة السورية قبل أيّ حديث عن حلّ سياسي للأزمة في سورية، بات عنواناً رئيساً قبل الشروع في أي بحث عن تسوية سياسية أو حلّ سياسي للأزمة، لأنه لا معنى لأي بند آخر، ما دامت الأرض السورية تعيش كابوساً إرهابياً بمختلف مسمّياته وعناوينه على يد مرتزقة إرهابيين تلوّثت عقولهم بعفن آل سعود الفكري، فلا حلَّ سياسياً قابلاً للحياة في سورية من دون تحقيق الأمن والاستقرار أولاً، وثانياً من دون المساس بمكونات وسيادة الدولة السورية في أيّ حوار مرتقب.

وما بات يعرف بتوازي مكافحة الإرهاب مع دعم عملية الحلّ السياسي للأزمة في سورية في العرف الدولي، وبخاصة من الحلفاء، هو ما يجب التعويل والبناء عليه، لأيّ تقاطعات قادمة, لكن الأكثر أهميةً، أن الأولوية العالمية يفترض، أو يجب أن تكون لمكافحة الإرهاب أولاً، وهو ما تضمنه قرار مجلس الأمن ذو الرقم /2253/ القاضي بمكافحة تمويل الإرهاب، باستراتيجيته المتكاملة، كسلة واحدة بالتزامن مع عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية على الرغم من التعطيل المكثّف والمتعمّد الذي تقوم به الدول الداعمة والممِّولة للإرهاب بشكل علني وغير مسبوق وإصرارها على المضي في دعمها للإرهاب رغم أنف القرارات الأممية.

ففي جانب المحور الإخواني- الوهابي، يبرز التقارب الواصل حدّ التطابق العلني بين تركيا و«إسرائيل»، بما يخدم المصلحة المشتركة بينهما، ومثله ذلك التطابق في الوظائف والأجندات بين السعودية و«إسرائيل» التي أعلنها نتنياهو صراحةً بقوله «إسرائيل والسعودية تتكلمان بصوت واحد» وما سبقت إليه قطر من مدّ جذور بينها وبين «إسرائيل»، وكذلك ما هو معروف عن كل أذناب «إسرائيل» العاملين في ظلّها.

إذاً، مصلحة «إسرائيل» هي القاسم المشترك الأعظم بين كل دول التآمر على سورية وأدواتهم، وكذلك هي، القاسم المشترك بين تحالف الغرب الماكر وتبعيته لأمريكا واللوبي الصهيوني الذي تحكم منظماته وأمواله العالم.

تقول المؤشرات، إن حالةً من الهستيريا قد أصابت هذه الدول التي خطّطت منذ سنوات خمسٍ لتفتيت وتقسيم هذه المنطقة بهدف إضعافها، وجعلها كيانات ضعيفة ممزقة مبنية على أسس مذهبية وطائفية لتحقيق هدف «تفوق إسرائيل» على العرب مجتمعين.. الخ، وهو ما برز، ويبرز واضحاً عند أيّ تحرّك سياسي جادّ يهدف إلى إيجاد تسوية للأزمة في سورية، عبر إيعاز دول المنطقة الداعمة والراعية للإرهاب لإرهابييها بأن يزيدوا جرعات القتل، والتدمير، والخراب، قدر المستطاع في محاولات بائسة ويائسة سرعان ما تتهاوى أمام الصمود السوري وقدرته على الإمساك بدفة التحرّكات مهما غلت التضحيات، وهو ما عرفه، وأدركه العدو قبل الصديق، والذي تعرّف جيداً إلى الإمكانات والقدرات والإيمان العميق بالله والوطن، ما أسفر عن إيقاف مؤامرة القرن الإرهابية عند حدود لم يعد باستطاعة رعاتها تخطّيها أو التفكير في استمراريتها، مهما جنّدوا من مرتزقة إرهابيين، ودفعوا من أموال طائلة، واشتروا ضمائر منظمات عالمية يفترض بها أن تكون حياديةً وواقعيةً في تقاريرها ومعلوماتها من حيث تعاطيها مع ما يجري على الأرض السورية والمنطقة من إرهاب، لا أن تكون أغلبية تقاريرها مسيّسةً، وتصبّ في مصلحة تنفيذ المشروع التدميري المخطط والمعدّ للمنطقة، للأهداف التي بات الفرد العربي والغربي يعرفانها تماماً.

أما «إسرائيل» القاسم المشترك، بين كلّ الأهداف التنفيذية للإرهاب في العالم، والتي يعمل عليها عملاؤها، فمازالت تحمل في تحليلاتها ومقالات صحفها، وتصريحات مسؤوليها ذاك النَفَس المتقاطع مع المشروع الصهيو- أمريكي- الغربي وبعض العربي، في المنطقة، وما زالت تعرف الضرورات التي أنشأت من أجلها العلاقات المتميزة مع محيطها المكوّن من بعض الدول العربية والإقليمية التي أرتأت أن يصبَّ عملها في خانة الأهداف والنتائج المكوِّنة للمصلحة العليا لـ «إسرائيل» فمصلحة هؤلاء جميعاً واحدة، وعليهم أن يكونوا وفقاً لذلك يد الإرهاب الممتدة إلى بقاع العالم، لخلق حالة الخوف المعول عليها في تنفيذ الأهداف التي وجد من أجلها «بعبع» الإرهاب في سورية بخاصة والمنطقة بعامة، والعالم فيما بعد.

ومن هنا، فهذا التحالف الصهيوني، يمنّي النفس دائماً بتحقيق أهدافه رغم أن المسافة مازالت بعيدةً عن رسم الخرائط المطلوبة، ولاسيما أمام الصمود السوري الذي أوقف، وكشف سواتر الإرهاب، وعرّى خلفياته، ورعاته، وصار واقفاً مزهوّاً على ضفة الانتصار الذي يؤكد القدرة العقائدية والمجتمعية المتينة للشعب السوري، المتوّج بجيش مقدام، وقيادة حكيمة، فكّكت خيوط الإرهاب الممتدة لدول بعينها، ودمرت أهداف وأجندات ما حواه «جراب» الحاوي الأكبر، بمعناه «الشيطان الأكبر».

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA)