إعلاميون مصريون يطالبون بوضع حد للمد الإرهابي في المنطقة

القاهرة-سانا
استنكر عدد من الإعلاميين المصريين صمت المجتمع الدولي وأنظمة عربية تجاه ممارسات ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي وجرائمه الوحشية في العراق وسورية محذرين من مخاطره على الإسلام والمسيحية والمجتمعات ودول المنطقة جمعاء.
وقال الكاتب الصحفي مصطفى بكري تعليقا على جرائم هذا التنظيم الإرهابي ومشاهد الفيديو التي تظهر رؤوسا مقطوعة لأشخاص تم ذبحهم في الموصل بالعراق وتهجير مئات الأسر أنه “زمن الجاهلية والعصور الوسطى نعيشه الآن وهذه المأساة يعيشها  المسيحيون فى العراق تحت حكم التنظيم الإرهابي والتي دفعتهم إلى الهجرة القسرية إلى خارج مدنهم وقراهم وبيوتهم بينما بقي العالم صامتاً على هذه الكارثة الإنسانية الصادمة”.
واستنكر بكري في مقال نشرته صحيفة الوطن المصرية صمت الجميع على محاولات تهجير العائلات المسيحية في العراق وسورية.
وقال بكري “كان طبيعيا أن ينتفض العالم لهذه المأساة الإنسانية إلا أن الواقع عكس ذلك إذ صمت الجميع وكأن شيئاً لم يحدث واكتفت المنظمات والهيئات الدولية بالحديث عن ضرورات وقف الاعتداء على الكنائس وتهجيرالمسيحيين ولم يكلف مجلس الأمن نفسه بعقد ولو جلسة واحدة ليدين فيها هذه المأساة الإنسانية التى ما تزال في بدايتها خصوصاً أن التنظيم الارهابي المذكور سبق له أن أجبر المسيحيين على الهجرة من مناطق عديدة في سورية”.
واستغرب بكري تجاهل ما تسمى الجامعة العربية لهذه المأساة وامتناعها عن مجرد التفكير بعقد اجتماع لبحث القضية الخطيرة والتحذير من تداعياتها وكأن مسيحيي العراق وسورية وجرائم التطهير العرقي والطائفي التى يتعرضون لها لا تعني تلك المنظمة بشيء منتقدا تعامل الإعلام العربي الذي أسقط من حساباته هذه المأساة الإنسانية والدينية وتعامل مع ما يجرى على أنه حدث عادي في بلد أصبح بركة من الدماء تستخدم فيه كل أساليب القمع والقتل والترهيب.
وطالب بكري القوى الشعبية في مصر والعالم العربي بعقد مؤتمر كبير للتضامن مع مسيحيي العراق ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك السريع لإنقاذهم وإنقاذ الأديرة والكنائس والبيوت التى تتعرض للحرق والنهب والمصادرة.
وأكد بكري أن جميع المواثيق الدولية ضمنت حرية العقيدة واحترام الأديان وكان من الواجب مواجهة هذه الكارثة التي لن تتوقف عند حدود الموصل فقط بل ستمتد إلى مناطق أخرى عديدة إن لم يتم التحرك فوراً لوضع حد لهذا المخطط الذي يستهدف إشعال الحروب الطائفية والمذهبية في الوطن العربي وغيره من البلدان.
وفي صحيفة اليوم السابع أكد محمد جاد الله أن الوقت حان لأن يتخذ القائمون على الدعوة للإسلام والتعريف به منحى ومنهاجا مختلفاً عما سبقت ممارسته في المئة عام الأخيرة ولأن تتضافر الجهود بين المؤسسات الإيمانية الإسلامية والمسيحية بشكل مكثف ولمواجهة أعتى أعداء الإنسانية في هذا القرن وهي العنصرية وظلامية التطرف وضلال الإلحاد.
وقال جاد الله” الأمر لا يتعلق بمحاولة تشويه الإسلام فقط كما يصوره البعض بل يتعلق في نظرة شاملة بهدم العقيدة المسيحية وعقيدة الإسلام بعد إفراغهما من مضمونهما الإنساني وبعد أن أتمت الصهيونية إفراغ اليهودية من محتواها الأخلاقي”.
وتساءل جاد الله ماذا ينتظر الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية الأم من تهديدات أعظم للأوطان ولإيمان الشعوب فى الشرق الأوسط.. ألم يحن الوقت بعد لإحكام تنسيق منهجي غير مسبوق يخرج مصر من مهد الرسالات ثم يتوحد في موقف تاريخي مع المؤسسات الإيمانية العالمية للضغط غير المسبوق على الهيئات الدولية والرأي العام العالمي بغرض الدفاع عن رسالة الخالق الذي نؤمن به جميعاً في مواجهة رسائل الظلام والهدم للإنسانية.
من جهته اعتبر الدكتور محمود عطية في مقال بصحيفة الأخبار المصرية أن ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي يجسد حلم المهووسين دينيا والمأزومين جنسيا مشيرا الى ان التنظيم الإرهابي أصدر بعد إعلانه ما يسمى دولة الخلافة وثيقة الموصل التي احتل الحديث فيها عن النساء نصيبا كبيرا ثم أصدر فتواه بجهاد النكاح كفرض عين على فتيات الموصل.
وأوضح عطية أن هؤلاء الإرهابيين يريدون حكم الشريعة كما يفهمونه في الوهابية الظلامية ولا يهمهم سوى إعلان الإمارة وليس جامعات ولا معاهد ولا علم ولا تكنولوجيا حيث لا يتورع التنظيم عن عرض صور لهدمه مراقد وأضرحة دينية ومساجد تعد تراثا للإنسانية مؤكدا أن دموية التنظيم الإرهابي يراها العالم في القتل المجاني لمن يخالفهم الرأي والعقيدة دموية يغذيها الجنس ويتم شحذ عزيمة عناصره بمنحهم السبايا.
واعتبر عطية ان ممارسات عناصر هذا التنظيم الارهابي تعبر عن هوس ديني وهاجس جنسي يحركهم دائما.
ويشهد العراق إجراما دمويا وسط التجاهل الدولي للممارسات اللاانسانية التي يمارسها عناصر تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي رغم زعم الولايات المتحدة تقديمها الدعم للقوات العراقية في مواجهة المد الإرهابي الذي تصنفة أمريكيا تحت وصف معارضة معتدلة في سورية.