لندن-سانا
أقر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن إنشاء ما يسمى “منطقة آمنة” في سورية أمر غير عملي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية استبعدت أي إمكانية لفرض ما يسمى منطقة “حظر جوي” أو “منطقة آمنة” في سورية حيث اعتبرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس أن هذه المنطقة غير مجدية أو ذات فعالية في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال هاموند في كلمته خلال جلسة استماع في مجلس العموم البريطاني اليوم “إن إنشاء هذه المنطقة غير عملي” مبينا أن المناقشات مع الجانب التركي في هذا الشأن متوقفة.
ومنذ بداية التآمر على سورية دعا نظام أردوغان الذي يقدم كل سبل الدعم للتنظيمات الإرهابية التي تسفك دماء الشعبين السوري والعراقي إلى فرض مناطق حظر جوي غير أن الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري على الأرض ومتانة التحالف السوري الروسي الإيراني في محاربة الإرهاب جعل هذه المحاولات محض أوهام.
واستبعد هاموند إمكانية مشاركة بلاده بقوات برية في سورية معتبرا أن أي طرف يريد الانضمام إلى التحالف الذي تشارك فيه بلاده بدعوى محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي هو طرف “مرحب به”.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت أن طائراتها شنت مطلع الشهر الجاري أولى ضرباتها الجوية على مواقع مفترضة لتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والتي جاءت بعد ساعات على موافقة البرلمان البريطاني على انضمام بريطانيا إلى تحالف واشنطن المزعوم والمخالف لمبادئء القانون الدولي ضد التنظيم الإرهابي.
وأقر هاموند على خطى نظرائه الغربيين بعد أن وصلت ارتدادات الإرهاب الذي دعمه الغرب الى قلب القارة الأوروبية وكاليفورنيا الأمريكية بإمكانية “إشراك الجيش السوري الشرعي” في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي إلى جانب جماعات أخرى وصفها بـ “المعتدلة” دون أن يكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية السورية وخيارات الشعب السوري.
كما أقر هاموند بأن هذه الجماعات التي سماها “معتدلة” والتي تحظى بالدعم البريطاني مشتتة و”غير متجانسة” ومرتبطة بجهات عديدة علما أن هذه التسمية درج الغرب على تكرارها لتوصيف الجماعات الارهابية التي يعول عليها لتنفيذ سياساته في المنطقة.
وكانت روسيا أكدت مرارا أن الجيش السوري هو القوة الأكثر فعالية في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي داعية الى تشكيل جبهة موحدة لمحاربته بالتنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية ووفق مبادئء القانون الدولي والشرعية الدولية.
وكرر هاموند المزاعم التي اعتاد الغرب على تصديرها بأن الضربات الروسية على مواقع التنظيمات الارهابية في سورية تستهدف مواقع أخرى غير مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي علما أن موسكو فندت مرارا هذه الادعاءات وبثت صورا حية لضرباتها على مواقع التنظيمات الارهابية في سورية وطلبت من شركائها الغربيين تحديد مواقع التنظيمات التي يعتبرونها غير إرهابية دون أن يلقى ذلك أي رد.
وتدعم بريطانيا مع حلفائها الغربيين الإرهاب وتغطيه سياسيا إلى جانب نظامي أردوغان وآل سعود ومشيخة قطر الذين يقدمون مختلف أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية ما أدى إلى تفشي الإرهاب وبروزه كظاهرة عالمية لا تعرف حدودا أو تستثني أحدا.