حمص-سانا
تتواصل أعمال مبادرة المدينة الخطية المستدامة “محور التنمية.. طرطوس-بغداد” التي أطلقتها مجموعة من الشباب العاملين في الجهات العامة والمتطوعين المهتمين بتقديم الرؤى العلمية لتنمية التجمعات السكانية حيث تستمر فعاليات المبادرة من خلال التواصل مع الجهات العامة والمؤسسات العلمية والبحثية ومنظمات المجتمع الاهلي والقطاع الخاص القادرة على تنفيذها مستقبلا بالإضافة إلى عقد اللقاءات وورشات العمل وذلك انطلاقا من رؤية هؤلاء الشباب لدورهم في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية عبر تقديم نموذج لإحداث مجتمعات عمرانية مستدامة في البادية السورية.
وتسهم هذه المبادرة في دعم القطاع السكني لجهة سد الفجوة التنظيمية الناتجة عن عدم وجود أراض كافية معدة للبناء مزودة بالخدمات وسيشكل محور التنمية مستقبلا قطبا ذاتي الدفع للتنمية في عدد من القطاعات من أهمها قطاع الطاقات المتجددة وطاقة الهيدروجين وصناعة التكنولوجيا وصناعات الملح والرمل موفرة بذلك فرصا خضراء للعمل وإحياء طريق الحرير.
ومن الخطوات التي تلت إطلاق المبادرة تشكيل فرق عمل تسعى إلى تقديم رؤيتها المتخصصة في مجال إعمار التجمعات السكانية في البادية السورية وتشمل هذه الفرق بالإضافة إلى إدارة المشروع وإدارة الحاضنة العلمية فريق المناخ والبيئة و فريق الصناعة والطاقة و فريق المياه والغذاء بالإضافة إلى فريق المخطط الإقليمي و فريق نظم المعلومات الجغرافية وفريق مصادر التمويل إلى جانب فرق العلاقات العامة والإعلام و بنك أفكار محور التنمية.
وأوضحت المهندسة لينا خوري من مديرية شؤون البيئة في المحافظة ورئيسة فريق المناخ والبيئة لنشرة سانا الشبابية أن الفريق يسعى من خلال الدراسة البيئية للمدينة إلى خلق مناخ مصغر يؤثر على إقليم المدينة من خلال إحداث مجتمعات عمرانية إيكولوجية جديدة وهو ما يعني مجتمعات صديقة للبيئة تراعي في تصميمها وتخطيطها كل العوامل البيئية وتعتمد في إنشائها على مواد البناء الطبيعية منخفضة التكاليف وتستخدم أنظمة تحقق ترشيد استخدام الطاقة ومياه الشرب والاستخدام السليم للأراضي كما تتمتع بنظام للإدارة البيئية يكفل التخلص الآمن من النفايات .
من جهته أشار المهندس غسان مرعي من هيئة تنمية وإدارة وحماية البادية و رئيس فريق الغذاء والمياه إلى أن الفريق ما زال في مرحلة تقديم الدراسات النظرية و مناقشة الموضوع الأكثر أهمية وهو تأمين مصدر للمياه حيث يتم العمل على دراسة المصادر المائية المتوفرة على المحور بين الفرقلس وتدمر وإمكانية إقامة مشاريع زراعية وغذائية وحيوانية وتأمين فرص عمل للتجمعات السكانية وأنه سيتم طرح عناوين مشاريع تخرج لطلبة كلية الزراعة بجامعة البعث حول هذا الموضوع للحصول على رؤى علمية شبابية يمكن أن تسهم في هذا المحور .
وقال تقوم رؤيتنا على مبدأ الأحزمة الخضراء حيث نعتبر كل ضاحية نواة تحيط بها عدة أحزمة تتوزع في الأول منها المشاتل الرعوية والواحات الخضراء والمزارع السمكية والمشاتل الرعوية لنزرع ضمنها الغراس الرعوية المتأقلمة محليا والمتحملة للجفاف إلى جانب إنشاء الواحات الخضراء حيث نقوم بإنشاء عدة واحات تزرع بالأشجار الحراجية والمثمرة وهنا تعتبر واحات النخيل مشاريع اقتصادية مهمة علاوة على مظهرها الجمالي .
وتابع يتضمن الحزام الثاني محمية رعوية حيث تساعد المحميات على حماية البادية من الفلاحات العشوائية والتحطيب للشجيرات الرعوية الطبيعية والمستزرعة بينما يعتمد الحزام الثالث على إقامة محمية طبيعية أخرى تختلف عن سابقتها بعدم التدخل بها وتركها عدة سنوات لتنمو بشكل طبيعي .
وأكدت المهندسة سلاف ابراهيم من مديرية صناعة حمص ورئيسة فريق الصناعة والطاقة أن مهمة الفريق هي اقتراح الصناعات المستدامة على محور المشروع والتي تعتمد على المواد الأولية من المنطقة نفسها والحصول على طاقة تشغيل وتخديم المنشآت الصناعية والمرافق والمباني الخدمية بالطاقة اللازمة عن طريق الطاقات المتجددة .
وبينت أن أهم الصناعات المقترحة تشمل الصناعات المعتمدة على الملح الصخري وعلى التريبوليت و هو صخر رسوبي من السيلكا يوجد بكثرة في السلسلة التدمرية ويستخدم في صناعة الاسمنت والدهانات والمبيدات والمطاط ومواد العزل إلى جانب الصناعات المعتمدة على الرمل كصناعة السكب والزجاج والاسمنت والبورسلان و مواد البناء والآلياف الزجاجية التي تدخل في صناعة الكابلات والأدوية والصناعات الناتجة عن الزراعة وتربية المواشي مثل صناعة الاعلاف وصناعة الالبان والاجبان والمرتبطة بالنفايات وصناعة الطاقة كالشمس والرياح “أذ أن الطاقة بأشكالها المختلفة ستكون مصدرا وصناعة في آن معا لكون محور التنمية يتميز بالعديد من موارد الطاقات المتجددة التي يشكل استخدامها صناعة قائمة بحد ذاتها و ذلك للاستعاضة بها عن الوقود الاحفوري المحدود وغير القابل
للتجدد”.
وفي السياق نفسه لفتت ثراء العوف رئيسة فريق العلاقات العامة والإعلام إلى أن الفريق يعمل حاليا على إقامة مذكرة تفاهم بين جامعة البعث ومحافظة حمص بخصوص المشروع لحماية حقوق ملكية الأفكار والمشاريع والاقتراحات إلى جانب الاتفاق مع الجهات العامة الشريكة بالمبادرة على تعيين ممثلين عنها وتنسيق العمل معها .
بدورها ذكرت المهندسة رزان مطانس رئيسة فريق المخطط الإقليمي أن الفريق يأخذ مؤشرات من عمل الفرق الأخرى لمراعاة جميع العوامل الديموغرافية والطبيعية والبيئية اثناء تشييد التجمعات السكانية المقترحة لافتة إلى أنه لا بد من التنسيق بين مهندسي الطاقة والمهندسين المعماريين لجعل المباني طاقوية وترشيد استهلاك الطاقة بحيث يتم دمج الخلايا والمجمعات الشمسية في المباني بهدف إعطاء الطابع الجمالي والعصري لها وتوفير الطاقة المستهلكة في تدفئتها وتبريدها وتقليل الفاقد أو الكسب الحراري للمباني .
وقالت إن من مهام الفريق إدخال التقنيات الحديثة إلى المباني الذكية أذ نسعى من خلال الدراسات والرؤى التي ستقدم عبر فريقنا إلى إدخال أنظمة حديثة وتكنولوجيا المعلومات أثناء إنشاء المباني ومتابعة تشغيل جميع الانظمة بداخلها عن طريق استخدام نظام إدارة المباني بالإضافة إلى التحكم بالإنارة والتدفئة والتكييف والتهوية وشبكات الاتصال السلكية واللاسلكية وشبكات الإنترنت والصرف والمياه.
يشار إلى أن سعي الفريق لتعزيز التواصل والترابط بين الجهات العامة وكليات جامعة البعث هو أحد أهم موضوعات المبادرة كما أن استخدام الفريق شبكة الإنترنت قد ساهم بتعزيز التواصل والترابط حيث تم انشاء مجموعة عامة على موقع التواصل الاجتماعي حملت اسم “محور التنمية.. طرطوس- بغداد” و هو ما ساهم في ضم أعضاء جدد للمشروع.
هنادي ديوب
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).