الشريط الإخباري

لوحات تشكيلية متنوعة المواضيع في معرض الفنان اسماعيل الحلو

اللاذقية-سانا

معاناة الإنسان عبر العصور واضحة في جميع لوحات معرض الفنان التشكيلي اسماعيل الحلو من انطواء وتكوير في محاولة لإسقاط بعض الهموم والهواجس الإنسانية التي نعيشها فكل لوحة لها دلالات ومعان عميقة تعطي آفاقاً كبيرة تأخذنا إلى عالم غني بالحس الفني محاولاً من خلال ذلك تجسيد ما يشعر به.

واستخدم الفنان في لوحاته الفنية الـ 32 التي يعرضها في هيشون آرت كافيه في اللاذقية والتي تميل بأغلبها للصغر لعبة الظل والنور بشكل واضح وذلك للتأكيد على أن النور هو رمز للأمل والخلاص من هذه الأزمة وعودة بلادنا سليمة ومعافاة حيث يقول الحلو في حديث لـ سانا “الفن سلاحي القوي والنور في اللوحة هو نافذة الأمل”.

واللوحات المعروضة في المعرض من المرحلة الحالية التي يعمل عليها الفنان بالاضافة الى لوحات اخرى من اعمال قديمة وهي بمجملها تتحدث عن حالة
المرأة وتعبر عن وضعها في مجتمعنا الشرقي إضافة إلى تكوينات البيوت والملامح المحلية.

وطغت على الألوان التي استعملها الفنان في لوحاته الألوان الترابية التي تمثل البيئة مع اشراقات لونية للامل ضمن المعاناة التي يعانيها إنساننا الحالي فاللون عنده متدرج بانسجام رغم المظاهر اللونية المتفاوتة وذلك لأن ألوانه تميل في أحيان كثيرة إلى الجو الترابي المحلي بحيث نرى أن اللوحة الجديدة لا تلغي سابقتها من حيث طغيان الأجواء اللونية المحلية وإنما تتصل بها من حيث العمل على أجواء لونية محددة ومدروسة مائلة نحو المناخات الخافتة وتتخللها مساحات لونية ساطعة مع إعطاء لمعة خاصة للتراتبات والتركيز في اللوحات واضح لإظهار الدلالات الرمزية للوجوه الصامتة إضافة إلى بعض اللوحات عن مدينة حمص القديمة املا بعودتها كما كانت عليه بهمة أبنائها المخلصين الاوفياء .

أسلوب الفنان الحلو في لوحاته المعروضة واقعي يميل الى التبسيط مع استعماله بعض الرموز التشكيلية مثل الأسماك والقوارب والطيور وخاصة العصفور الدوري والعمارة القديمة والطائرات الورقية والمظلات وغيرها والتي تبدو غنية بتعبيرها ومكثفة بالأحاسيس الصادقة كما تدخل المرأة في جميع لوحاته الحديثة لانها ترمز للجمال فهو يركز ومنذ بداياته لإظهار المزيد من العفوية في تجسيد حركة الأشخاص فالفن بالنسبة له متعة بصرية يبرز فيها إبداعاته وكل تكوين هندسي في لوحاته يأتي مسترسلاً بشكل عفوي وتلقائي.

وجسد الفنان في لوحاته بصمات فنية رائعة برسم مواضيع متنوعة وغنية تنم عن امتلاكه لموهبة فنية غنية وأكثر ما يكون اهتمامه منصبا على إبراز عناصر المواءمة والموازنة في اللوحة ليبدو المشاهد أكثر تفهماً لرسوماته أنها تبقى في إطار الصياغة المقروءة.

أما عن تأثير الأزمة على الفن التشكيلي فقال “رغم كل ما مررنا به على مدى نحو خمس سنوات من حرب ظالمة على أرضنا السورية إلا أن ارادتنا قوية
وسيبقى املنا كبير بوطننا وقدرة أبنائه على الخلاص والولادة من جديد وأملنا بأن تنتهي هذه الحرب ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا” مشيرا إلى أن كل كل فنان استطاع التعبير عن هذه الأزمة بأسلوبه وبأحساسه.

وعن بداياته يضيف “كانت بداياتي برسم الطبيعة والموديلات كما قمت برسم العديد من اللوحات عن ريف محافظة حمص بأكمله وقد اتبعت الأسلوب الرمزي والواقعي البسيط واستلهمت به جمال المرأة والأرض والتراث ومن ثم قمت بتطوير أسلوبي بما يتناسب مع المعاصرة والفن الحديث ورسمت حمص القديمة كما فعل بعض فناني حمص واستلهمت بعض العناصر منها في لوحاتي الحديثة واستخدمت الألوان البنية التي ترمز إلى الأرض”.

وعن رأيه بالمعرض بين الفنان التشكيلي بسام ناصر أنه يتضمن لوحات تتميز ببساطة الخطوط والشكل لتقترب من شخوص طفولية ضمن محيط من العناصر والرموز التي لها دلالات قصصية معينة عند ربطها ببعضها من هذه العناصر نجد السمكة والزورق الورقي مشيرا إلى أن الفنان الحلو قدم مشاهده بطريقة رمزية تعبيرية وبهارموني لوني متناغم وناضج فهو له تجربة مميزة في استخدام اللون والشكل.

الفنان اسماعيل الحلو من مواليد محافظة حمص عام 1955حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة حلب عضو نقابة الفنون الجميلة منذ عام 1980 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب شارك بجميع المعارض التي تقيمها وزارة الثقافة ومديرية الفنون الجميلة وحصل على عدة جوائز أهمها الجائزة الأولى للتصوير بمسابقة المرأة في عيون الوطن عام 2002 في دمشق والجائزة الثالثة في مهرجان المزرعة الرابع للابداع الذي يقام في محافظة السويداء.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

 https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).