المنظمة السورية للمعوقين “آمال”.. بناء كوادر وطنية مؤهلة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة

دمشق -سانا

يقال .. إذا كنت تخطط لعام واحد فازرع قمحاً وإذا كنت تخطط لعشر سنوات فازرع شجرة وإذا كنت تخطط للمستقبل فعلم إنساناً.. علم جيلاً.. بهذه الفلسفة تهتم المنظمة السورية للمعوقين “آمال” ببناء كوادر وطنية مؤهلة وفق المعايير العالمية للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة.

وشكل اليوم العالمي للمعوق مناسبة احتفلت فيها المنظمة بتخريج الدفعة الأولى لطلاب ماجستير التأهيل والتخصص في علوم السمعيات الذي أقامته المنظمة بالتعاون مع جامعة دمشق كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الهندسة الطبية وكلية الطب البشري قسم الأذنية.

وكان لافتا في حفل التخريج الذي حضرته جهات وفعاليات رسمية وأهلية وجود الأهالي إلى جانب أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاركتهم بفقرات من الحفل سواء مسرحية أو فنية وقالت والدة الطفل زيد الحلاق الذي يعاني من التوحد إن المنظمة ترعى ولدها منذ ثلاث سنوات مشيرة إلى التقدم الكبير الذي لمسته مع طفلها واندماجه التدريجي مع المحيط به لكنها لفتت إلى ضرورة وعي المجتمع بالتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

وهذا ما أكدته والدة الطفل محمد مهايني الذي يعاني نفس المرض مبينة العقبة التي تواجهها بتقبل المجتمع لحالة ولدها ومساعدته على الاندماج.
وأوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية ريمة القادري في تصريح لمندوب سانا أن الوزارة والجهات المهتمة بالإعاقة تركز على دعم ذوي الإعاقة ليكونوا قادرين على تخطي إعاقتهم الجسدية وتحفيز الطاقات الكامنة لديهم والتي تصب في خدمة المجتمع بشكل كبير.

وأشارت القادري إلى أن تخريج أطباء ومهندسين في اختصاصات سمعية يمثل “أمرا مهما ومفيدا جدا” لدعم ذوي الإعاقة السمعية أو النطقية وهو أمر يعد الأول من نوعه في سورية مبينة أن تخريج الدفعة الأولى من طلاب ماجستير علوم السمعيات يمثل خطوة ضمن مجموعة خطوات جديدة تعتمد على المزاوجة ما بين العمل والتدريب اللازم وتتم بالتكامل في الجهود ما بين القطاعين الأهلي والحكومي.

ولفتت الوزيرة القادري إلى أن منظمة آمال هي إحدى الجهات المشهرة أصولا عن طريق الوزارة التي تعنى بتحفيز كل الطاقات الحكومية أو الخاصة أو الأهلية بهدف سد الاحتياجات اللازمة وتقديم أي تسهيلات تعليمية أو رعاية لأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال مراكز الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة والجهات الأهلية.

بدوره أكد الاستاذ في كلية الطب الدكتور عصام الأمين رئيس قسم الأذنية في مشفى المواساة “أهمية الكوادر التي تم تخريجها اليوم في تلبية الاحتياجات المحلية وهي كبيرة بالنسبة لهذا النوع من التخصص” لافتا إلى المستوى الرفيع الذي تم تأهيل الطلاب وفقه خلال السنتين الماضيتين لوضع ذوي الإعاقة في أيد أمينة وإعادة الامل لهم ليعودوا عناصر فاعلة في المجتمع.

وأشار علاء الكراد أحد الخريجين إلى أهمية هذا الاختصاص الذي فتح الباب واسعا أمام الطلاب للدخول إلى سوق العمل مبينا أن بعض الخريجين سيتابعون دراستهم العليا والآخرين سيبدؤون العمل فورا.

بينما نوهت زميلته فرح أبو درغم مهندسة طبية بدور البروفسور ديفيد مكفرسون وباقي الكادر التدريسي على متابعتهم النظرية والعملية للطلاب ودمج الاختصاصات الطبية مع الهندسية مبدية رغبتها بإنشاء مركز سمعيات تكون مهمته شرح مهمة السماعات ودمج الأهالي مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

يشار إلى أن الطلاب المكرمين هم الدكتور فادي الشامي والدكتورة إليانور عثمان والمهندسون والمهندسات محمد الحلاق وفرح أبو درغم وعماد الكراد وعلاء الكراد وجهينة نعمي لحصولهم على درجة ماجستير التأهيل والتخصص في علوم السمعيات المشترك بين كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية قسم الهندسة الطبية وكلية الطب قسم الأذنية في جامعة دمشق.

والرؤية التي تقوم عليها آمال هي تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ليعيشوا حياة متكاملة وذلك من خلال العمل على تحسين حياتهم عبر بناء المعرفة والوعي وتوفير العلاج وإعادة التأهيل وتعزيز الدمج في المجتمع.