الشريط الإخباري

الشهيد صالح مونس،أيقونة سورية تؤكد حقيقة الإنسان السوري

طرطوس – سانا

مرفوعا فوق الهامات ومجللا بعلم الوطن ودع الدنيا في أيلول الماضي إلى مثواه الأخير مكللا بالرياحين والغار تاركا إرثا مهما ورصيدا من المحبة في قلوب اسمته طبيب الفقراء، إنه الشهيد الطبيب “صالح مونس”.

درس “مونس” الطب البشري في جامعة تشرين وأعاد إنتاج مخزونه في مختبرات كليات الطب بجامعة مارسيليا الفرنسية فزخرت رحلة السنوات السبع التي أمضاها هناك موفدا من وزارة التعليم العالي لإتمام دراساته العليا بالأبحاث وأنهى ايفاده بشهادة دكتوراه في علم الوراثة وبراءتي اختراع تمكن من تسجيل إحداهما رسميا فكان أن رسم بأبحاثه هناك نقطة علام جديدة دالة على قدرات وملكات الإنسان السوري الذي قدم للإنسانية الحرف قبل آلاف السنين.

عاش الطبيب الشهيد بقلب طفل وعقل عالم وتغلب ببصيرته على كل الإغراءات التي قدمت له في بلاد الاغتراب للبقاء فغادر مرسيليا بعد انتهاء فترة إيفاده وفاء لوطنه الأم ولكل يد شاركت في إيصاله الى مجد ناله بكل استحقاق وجدارة.4

اختار “مونس” العودة إلى سورية التي تتعرض لإرهاب ممنهج يستهدف حضارتها مقدما بذلك رسالة أخرى تضاف إلى رسائله العلمية أوفى فيها بكامل واجباته.

لم يكبل “مونس” نفسه بموقعه العلمي وآثر بعد عودته الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري حيث عمل في مشفى الخدمات الطبية بحرستا وكان موعده مع الشهادة في 12 أيلول الماضي إثر قذيفة إرهابية أطلقتها التنظيمات الإرهابية المسلحة على المشفى لتسدل الستار على قلب ظل حتى آخر ساعة من حياته ينبض عشقا لهذه الأرض.

وقالت “بثينة سليمان” زوجة الشهيد لنشرة سانا سياحة ومجتمع : “كان زوجها مفرط الحساسية عصاميا إيجابيا ومبادرا لمساعدة الناس كانت تسعده أبسط الأشياء ويخلق الضحكة”.

وأشارت “سليمان” إلى إسهام زوجها في الكثير من الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين إضافة إلى تقديمه المعاينة المجانية للمرضى ولطالما ردد عبارة “أنا لا أقبل بدور تاجر أرواح، أنا طبيب وأستاذ جامعي”. 

وباعتزاز وفخر أكدت “سليمان” أن زوجها الشهيد لم يفكر يوما بالبقاء في فرنسا رغم العروض المغرية التي قدمت له وكان قراره بالعودة قاطعا لا رجعة فيه ولطالما رد على من اختار البقاء في بلاد الاغتراب بأن “الحق بائن والباطل بائن والقصة قصة بلد عم يتهدم ، بماذا أنتم أحسن من بواسل الجيش العربي السوري الذي يدافع عنكم أصلا”.

وختمت “سليمان” بالقول أن جامعة مارسيليا أطلقت اسم الشهيد على أحد مخابرها تقديرا لنتاجه العلمي.

بدوره عاد الطبيب “يوسف مونس” شقيق الشهيد إلى الحلم الذي طالما راود “مونس ” بافتتاح عيادة مجانية يجد فيها المحتاجين استشفاء مجانيا.

وأضاف أن عودة “مونس” والتحاقه بالجيش العربي السوري كانت بقناعة كاملة واندفاع ويقين مطلق وأن استشهاده شرف كبير له وللعائلة آملا أن تكون هذه الشهادة والتضحيات التي يبذلها السوريون للذود عن سورية دافعا لتقويم الأخطاء وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالكفاءات العلمية السورية.

“سهام سليمان” و “آراس سويقات” من الحالات المرضية التي عالجها “مونس” في عيادته المجانية حيث نوها بمناقب الشهيد الذي عالجهما وقدم لهما كل ما يستطيع خلال رحلة الاستشفاء.5

ولد الشهيد صالح مونس في قرية ضهر مطر بمحافظة طرطوس في /2/ أيار عام 1978وبعد تخرجه من كلية الطب تم إيفاده إلى جامعة مرسيليا الفرنسية فغادر في 13 أيلول 2008 وهناك حاز شهادة ماجستير في الطب الباطني بتقدير ممتاز ثم شهادة دكتوراه بعلم الوراثة بدرجة مشرف جداً وهي أعلى درجات التقدير.

ونتيجة أبحاثه والإضافات الجديدة التي قدمها حول علاج مرض اعتلال الأعصاب حاز براءة اختراع سجلت في فرنسا ونشرت أبحاثه في ثلاثة من أهم المجلات العلمية في العالم وهي”غليا” فرونتيرز أن نيوروساينس”لورفانيت للأمراض النادرة.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

انظر ايضاً

لقاء خاص لـ سانا مع طبيب الفقراء