الشريط الإخباري

خامنئي: العالم الإسلامي ضحية الإرهاب المدعوم من بعض القوى الكبرى

طهران-سانا

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن الإرهاب الذي طال فرنسا مؤخرا عانت منه الشعوب في العراق وسورية واليمن وأفغانستان لسنوات داعيا الشباب في الدول الغربية إلى استلهام الدروس من محن اليوم لإيجاد السبل الجديدة لبناء المستقبل وسد الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هو عليه الآن.

وقال خامنئي في رسالة جديدة إلى الشباب في البلدان الغربية على ضوء ما وقع في فرنسا مؤخرا إن “العالم الإسلامي كان ضحية الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير” موضحا أن هذا العنف “كان للأسف مدعوما على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بأساليب متنوعة”.

وأشار خامنئي إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية في تكوين وتقوية وتسليح الإرهابيين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان وامتداداتهما المشؤومة وقال “إلى جانب هذا الدعم المباشر نرى حماة الإرهاب التكفيري العلنيين المعروفين كانوا دائما في عداد حلفاء الغرب بالرغم من أن أنظمتهم أكثر الأنظمة السياسية تخلفا بينما تتعرض أكثر وأنصع الأفكار النابعة من الديمقراطيات الفاعلة في المنطقة إلى القمع بكل قسوة” مبينا أن الإزدواجة في تعامل الغرب مع دول العالم الإسلامي هي نموذج بليغ للتناقض في السياسات الغربية إضافة إلى دعم إرهاب الدولة الذي ترتكبه “إسرائيل”.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية في إيران إن “الحملات العسكرية التي تعرضت لها بلدان العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة والتي تسببت في الكثير من الضحايا هي نموذج آخر لمنطق الغرب المتناقض” مشيرا إلى أن الألم الذي تحمله العالم الإسلامي خلال هذه الأعوام من نفاق المهاجمين وسعيهم لتنزيه ساحتهم ليس بأقل من الخسائر المادية.

وأعرب خامنئي عن أمله بأن يغير الشباب في دول الغرب حاضرا أو مستقبلا هذه العقلية الملوثة بالتزييف والخداع والتي تمتاز بإخفاء الأهداف البعيدة وتجميل الأغراض الخبيثة وقال إن “الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار هو إصلاح هذه الأفكار المنتجة للعنف”.

ودعا خامنئي إلى عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى من العالم طالما تسود المعايير المزدوجة في السياسة الغربية وطالما يتم تقسيم الإرهاب في أنظار حماته الأقوياء إلى أنواع حسنة وأخرى سيئة وترجيح مصالح الحكومات على القيم الإنسانية والأخلاقية.

وقال خامنئي إن “جذور هذا العنف ترسخت تدريجيا على مدى سنين طويلة في أعماق السياسات الثقافية للغرب أيضا وراحت تعد لغزو ناعم صامت” مضيفا إن “الكثير من بلدان العالم تعتز بثقافاتها المحلية الوطنية حيث غذت المجتمعات على نحو جيد طوال مئات الأعوام محافظة على إزدهارها والعالم الإسلامي ليس استثناء لهذه الحالة لكن العالم الغربي استخدم في الحقبة المعاصرة أدوات متطورة مصرا على الاستنساخ والتطبع الثقافي في العالم”.

وتابع خامنئي إن “فرض الثقافة الغربية على سائر الشعوب واستصغار الثقافات المستقلة هو عنف صامت وعظيم الضرر حيث تم إذلال الثقافات الغنية والإساءة لأكثر جوانبها حرمة رغم أن الثقافة البديلة لا تستوعب أن تكون البديل لها على الإطلاق” مؤكدا أنه لا ينكر أهمية الأواصر الثقافية وقيمتها طالما تحصل في ظروف طبيعية وتحترم المجتمع المتلقي لكن الأواصر غير المتناغمة والمفروضة ستفشل لأنها انعكاس لتأثرات التغذية الثقافية غير السليمة في بيئة ملوثة ومنتجة للعنف مشيرا إلى أن جماعات دنيئة مثل “داعش” هي ثمرة مثل هذه الصلات الفاشلة مع الثقافات الوافدة.

وبين قائد الثورة الإسلامية في إيران أن الخطأ الكبير في محاربة الإرهاب هو القيام بردود الأفعال المتسرعة التي تزيد من حالات القطيعة الموجودة ما يدفع المجتمع المسلم في أوروبا وأمريكا نحو العزلة أو الخوف وتحرمهم أكثر من السابق من حقوقهم الأساسية وتقصيهم عن ساحة المجتمع لأن التدابير السطحية والانفعالية إذا شرعنت لن تثمر سوى تكريس الاستقطابات القائمة وفتح الطريق أمام أزمات مستقبلية.

وأشار خامنئي إلى أن الكراهية العميقة التي زرعت في قلوب شرائح من المجتمعات الغربية طوال سنوات الازدهار الصناعي والاقتصادي ونتيجة حالات عدم المساواة وربما حالات التمييز القانونية والبنيوية قد أوجدت عقدا تتفجر بين الحين والآخر بهذه الأشكال المريضة داعيا الشباب الغربي إلى تجاوز الصور الظاهرة لمجتمعاتهم ومكافحة مكامن العقد والأحقاد وترميم الهوات وأن يرسوا أسس تعامل مع العالم الإسلامي قائمة على ركائز معرفة صحيحة عميقة ومن منطلق الاستفادة من التجارب المريرة للوصول إلى عالم يشرق بأنوار الأمل وبمستقبل زاهر على أرض المعمورة.

وحول القضية الفلسطينية وما يمارسه الكيان الإسرائيلي من إرهاب بحق الفلسطينيين اوضح قائد الثورة الإسلامية في إيران إن الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني منذ أكثر من ستين عاما من أسوأ أنواع الإرهاب وقال “إذا كانت الشعوب الأوروبية اليوم تلوذ ببيوتها لعدة أيام وتتجنب التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة فإن العائلة الفلسطينية لا تشعر بالأمن من آلة القتل والهدم الصهيونية منذ عشرات الأعوام حتى وهي في بيتها”.

وأشار خامنئي إلى الممارسات التعسفية والعنصرية للكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين حيث يدمر كل يوم بيوتهم ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرض أبدا لمؤاخذة جادة مؤثرة من قبل حلفائه المتنفذين أو على الأقل من المنظمات الدولية التي تدعي استقلاليتها مبينا ان كل ذلك يحصل أمام الأعين المذعورة الدامعة للنساء والأطفال الذين يشهدون ضرب وإصابة أفراد عائلاتهم أو نقلهم في بعض الأحيان إلى مراكز التعذيب المرعبة متسائلا “أي نوع من العنف يمكن مقارنته اليوم من حيث شدة القسوة ببناء الكيان الصهيوني للمستوطنات”.

وختم خامنئي بالقول “هل تعرفون في عالم اليوم قسوة بهذا الحجم والأبعاد وبهذا الاستمرار عبر الزمن.. فإمطار سيدة بالرصاص في وسط الشارع لمجرد الاعتراض على جندي مدجج بالسلاح إن لم يكن إرهابا فما هو إذن.. وهل من الصحيح ألا تعد هذه الهمجية تطرفا لأنها ترتكب من قبل قوات شرطة حكومة محتلة.. أو بما أن هذه الصور تكررت على شاشات التلفزة منذ ستين سنة فإنها يجب ألا تستفز ضمائرنا”.

وكان خامنئي حذر في رسالة بداية هذا العام شريحة الشباب في أوروبا وأميركا الشمالية من الوقوع في شرك محاولات الغرب إثارة الرعب من الإسلام مشيرا إلى أن تاريخ أوروبا وأمريكا يطأطئ خجلا أمام سلوكه الإسترقاقي والاستعماري وظلمه تجاه بقية الطوائف.

انظر ايضاً

الخامنئي: مأساة غزة تظهر زيف النظام العالمي الحالي

طهران-سانا أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن المأساة التي يعيشها قطاع …