تواصل مناقشات المؤتمر الفكري الأول في سورية لبناء الإنسان-فيديو

دمشق-سانا

ناقش المشاركون في أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الفكري التنموي الأول في سورية 2015 لبناء الإنسان والذي ينظمه فرعا دمشق لنقابة الأطباء وحزب البعث العربي الاشتراكي دور وزارات الإعلام والتربية والتعليم العالي في بناء الإنسان سلوكيا وأخلاقيا والتعاون بين مختلف القطاعات والمؤسسات لتكريس فكر المواطنة ونشر ثقافة الحوار البناء.1

وأكد المشاركون على ضرورة إدراج الدعم النفسي في المؤسسات التعليمية لمعالجة آثار الأزمة النفسية على الطلاب وتفعيل دور الدراما بحيث تعرض القضايا الأكثر ارتباطا بالواقع وتنقل ثقافة وعادات المجتمع الحقيقية مؤكدين ضرورة تواصل الإعلام مع المواطنين ومنحهم مساحات كافية ضمن البرامج لعرض مشاكلهم وهمومهم.

وأشار معاون وزير التربية الدكتور فرح المطلق في مداخلة له خلال المؤتمر الذي ينظم في مبنى فرع دمشق للحزب إلى أن “الإرهاب أوقف صيرورة التعليم والحياة من خلال استهدافه المدارس وخلق حالة من الخوف والتوتر لدى الطلاب وذويهم وحرم آلاف الطلاب في المناطق غير الآمنة من الذهاب للمدارس” مبينا جهود وزارة التربية وإجراءاتها لإلحاق الطلاب بالمدارس وتقديم الدعم النفسي والدورات المكثفة لهم.

وبين المطلق أن التلاميذ هم رأسمال المجتمع ما يضع وزارة التربية أمام مسؤوليات مضاعفة توجب عليها إعداد سياسات تربوية وتعليمية تتناسب مع الوقت الراهن وتركز على تهيئة الطالب نفسيا وإعداده أخلاقيا وفكريا ليسهم في بناء مجتمعه ويمارس دوره على أكمل وجه.

2ودعا المطلق إلى التعاون والتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة والاتفاق على ميثاق وطني لبناء الإنسان ثقافيا ومعرفيا وقيميا للوصول به إلى إنسان مؤمن بوطنه ومعتزا بتاريخه وقادر على النقد والتفكير السليم والمنطقي والتواصل والحوار بعيدا عن التعصب.

بدوره لفت مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي في سورية غسان عاصي إلى دور الهيئة في بناء الإنسان معرفيا وفكريا وأخلاقيا وتوظيف الطاقات العلمية والبحثية في خدمته ليكون قادرا على الابداع والابتكار وذلك بالتنسيق مع المؤسسات العلمية كافة.

وأشار عاصي إلى مساهمات الهيئة في بناء الإنسان من خلال رسم سياسة وطنية للعلوم والتقانة والابتكار وتوجهها نحو بناء اقتصاد معرفة يقوم على رأس المال الفكري للإنسان وخبراته ومعارفه موضحا أهمية المنتديات والندوات الثقافية في تعزيز البنية المعرفية والثقافية والأخلاقية ونشر ثقافة الحوار والقراءة والعمل الجماعي والتطوعي وتوضيح معنى المواطنة وتعريف المواطن بحقوقه وواجباته وتطوير الفكر النقدي والإبداعي لديه.

3وأشار مدير الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام ملاذ مقداد إلى ضرورة تشخيص الواقع الحقيقي للإنسان السوري لوضع الآليات والاستراتيجيات اللازمة لبنائه والنهوض به على أن تسهم فيها جميع القطاعات لافتا إلى ضرورة أن ينطلق كل شيء من مصلحة الإنسان.

ودعا مقداد إلى الارتقاء بالعمل الإعلامي لكونه المساهم الأول في بناء الإنسان عبر برامجه التي تعكس مفهوم المواطنة وتعززها وتجيب عن التساؤلات المتعددة إضافة إلى دوره في نقل جميع وجهات النظر وتعديلها وتقويمها.

من جهته أكد الإعلامي في قناة الميادين كمال خلف ضرورة الاهتمام بالجانب الفكري وبإعمال العقل وإحداث نوع من العصف الذهني والفكري في سبيل بناء الإنسان الواعي والمدرك لقضايا وطنه ولاسيما أن الأزمة في سورية استهدفت فكر الإنسان وعملت على إدخال أفكار سلبية وغريبة عن ثقافته ومعتقداته مشددا على “ضرورة مواكبة الإعلام لجميع المتغيرات التي طرأت على المجتمع وامتلاك أدوات وأساليب جديدة قادرة على إيصال المعلومة والحقيقة فالإعلام يجب أن يكون صورة عن الواقع”.

6وبين خلف أن “الإعلام السوري أثبت جدارته وخاض معركة كبيرة وأن المرحلة المقبلة تتطلب منه تبني مطالب الناس والإجابة عن استفساراتهم وأن يصبح إعلام رواية وقصة تعرض فيها كل التفاصيل مع امتلاك الأدوات اللازمة لترويج هذه الرواية”.

وكان المؤتمر بدأ أعماله أمس بالتأكيد على ضرورة تكوين دراسة شاملة حول بناء الإنسان في ظل ما يتعرض له من ضغوطات تترتب عليها آثار نفسية وجسدية نتيجة الإرهاب الدولي الذي تتعرض له سورية.