صمود المقاومة.. وفشل المتآمرين-تشرين

يعرف الجميع أن قرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، هو قرار أمريكي بالدرجة الأولى ذلك لأن «إسرائيل» تعلم جيداً أن مجازرها ضد المدنيين لا يمكن أن تمر من دون غطاء أمريكي، ومباركة من أعراب ممالك ومشيخات النفط، حيث تتشابك المصالح والأهداف بين أمريكا و«إسرائيل» وتلك الممالك والمشيخات التي نذر أمراؤها أنفسهم وخيرات شعوبهم لخدمة المشاريع المشبوهة التي تستهدف المنطقة وتزيل العقبات التي تعترض تنفيذ المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي فيها..

وبعد أن أكدت فصائل المقاومة في غزة كل هذا الصمود وكل هذه البطولات، مع استمرارها في إمطار الإسرائيليين بالصواريخ على طول وعرض فلسطين المحتلة، ونجاحها في قتل العشرات من جنود النخبة في جيش ادّعوا أنه لا يقهر، تحرك وزير الخارجية الأمريكية في جولات مكوكية على عواصم المنطقة، وكذلك فعل الأمين العام للأمم المتحدة، ووزراء خارجية الغرب الاستعماري بغية وقف إطلاق النار وفق الشروط الإسرائيلية التي تساوي بين الجلاد والضحية، وتبقي الشعب الفلسطيني في غزة تحت الحصار، وتسهم في تقييد سلاح المقاومة الذي يعد الملاذ الوحيد في الدفاع عن النفس، وفي تخفيض فاتورة الدماء التي يدفعها الفلسطينيون بين اعتداء إسرائيلي وآخر..

لقد أجبرت صواريخ المقاومة الإسرائيليين على التزام الملاجئ طوال فترة العدوان، وانتزعت الشعور بالأمان من كل المستوطنين الذين لم يعانوا من عواقب الاعتداءات الإسرائيلية في الحروب السابقة، وحتى العام 2006، حيث فرضت المقاومة اللبنانية منذ ذلك التاريخ، ومن ثم المقاومة الفلسطينية معادلة جديدة في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، من خلال الدعم المادي والمعنوي لسورية وإيران على وجه الخصوص.. فالصواريخ والأسلحة التي انتصر فيها حزب الله، وسوف تنتصر بها المقاومة الفلسطينية هي أسلحة سورية وإيرانية باعتراف الإسرائيليين أنفسهم، وتالياً فإن أمريكا و«إسرائيل» وتركيا وأمراء النفط والغاز الذين فشلوا في تفتيت محور المقاومة يخوضون اليوم معاركهم الأخيرة في سورية والعراق وغزة بواسطة «داعش» و«إسرائيل»، وباستخدام آلاف الإرهابيين الذين أتوا بهم من جميع أنحاء العالم.

لكنهم ومع كل ما وظفوه في هذه المعارك القذرة من مال وسلاح وإرهاب فإنهم يتنقلون من فشل إلى آخر، بينما ترتسم بشكل أوضح ملامح النصر الكبير لإرادة الشعوب في المنطقة، هذه الإرادة التي أسقطت رهانات المتآمرين، وعرّت مواقفهم المعادية لسورية وإيران وللعروبة والإسلام.

بقلم: محي الدين المحمد