الشريط الإخباري

رغم الإرهاب.. أهالي حمص يعيشون أجواء العيد

حمص-سانا
يتجول أهالي حمص في الأسواق ويشترون حاجاتهم ويسابقون الوقت لإنهاء استعدادات استقبال عيد الفطر متجاوزين آلاما ومعاناة تفنن الإرهاب في كتابة فصولها اليومية من قتل وتدمير وتهجير مصرين على مواصلة حياتهم وطقوسهم وعاداتهم وكلهم أمل بعودة الأمن والاستقرار إلى وطنهم.
وتشهد أسواق حمص للألبسة ازدحاما وحركة بيع نشطة وتغص محال الحلويات بمحبيها لاقتناء ما يفضلون منها كما خصصت مؤسسات الخزن والتسويق والاستهلاكية تشكيلات واسعة من المواد الاستهلاكية والتموينية وبأسعار منافسة إضافة إلى التشكيلات الواسعة في محال ألعاب الأطفال.
ويذكر مدير مؤسسة الخزن والتسويق ياسر بلال أنه تم رفد جميع الصالات التابعة للمؤسسة والبالغ عددها 19 صالة في المدينة والريف بمختلف المواد الغذائية مع اقتراب فترة عيد الفطر لتكون متوفرة للمواطنين مؤكدا ان الصالات ستبقى مفتوحة تستقبل الزبائن طيلة فترة العيد ولساعات متأخرة.1
وأشار إلى أن جميع المواد تباع بسعر الجملة حيث شهدت حركة البيع إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان المبارك وأن التشكيلة الواسعة من المواد الغذائية والخضار تتيح للمواطن اختيار ما يناسبه من المواد والأسعار.
ويرى زياد صاحب محل لبيع ألبسة الأطفال ان حركة البيع جيدة واقبال الأهالي على محال ألبسة الأطفال ملحوظ رغم ارتفاع أسعارها نسبة للسنوات الماضية عازيا ذلك إلى اهتمام مصانع وشركات الألبسة بموديلات وألوان ألبسة الأطفال وتنويع الخيارات أمامهم.
ويقول محمد صاحب محل لبيع الحلويات والمعجنات “قمنا بتحضير كل ما يلزم لصناعة الحلويات والمعجنات حيث تكثر طلبات الزبائن خلال هذه الفترة وخاصة لشراء كعك العيد والغريبة والبيتفور اضافة للحلويات العربية الأخرى” لافتا الى انه يعمل ايضا وفقا للتواصي.
ويضيف “حركة البيع جيدة وأفضل من السنوات الثلاث الماضية وهذا دليل على عودة الحياة وطقوس العيد بعد أن افتقدناه طويلا في مدينة حمص”.
وتقول أم محمدربة منزل “رغم فقداني لأحد أبنائي في محافظة الرقة إلا أن أملي بعودته سالما يدفعني للحفاظ على أداء طقوس العيد في المنزل ففرحة بقية أبنائي بأجواء العيد وتحضير الحلويات وزيارة الأهل والأقارب وشراء ما يلزم لهم من ثياب وألعاب يمنحني الثقة بعودته إلي”.
وترى أن ما تتعرض له سورية من حرب تكفيرية وهابية يفرض على جميع أبنائها وتحديدا الشباب تقديم أغلى ما يملكون في سبيل الدفاع عن وطنهم وأرضهم.
وتعبر جهينة خضر ربة منزل عن اشتياقها لطقوس العيد التي غابت خلال الأعوام الثلاثة الماضية قائلة “قمت بتحضير الكعك والحلويات التي يحبها أولادي وأحفادي وأتمنى أن يعود العيد كل عام حاملا معه الفرح والسعادة التي حرمنا منها نتيجة الإرهاب الذي ضرب حمص وأن تعود الأفراح ونعود أحباء كما كنا في جميع الأحياء”. 1
ويوضح فادي صاحب محل لبيع ألعاب الأطفال أن حركة البيع خلال الأعياد بشكل عام جيدة وتقتصر في الأغلب على شراء الألعاب البلاستيكية التي لا تتجاوز أسعارها 500 ليرة سورية وأنه يخصص تشكيلة واسعة منها لكثرة طلب الأطفال عليها معتبرا أن العيد لا يكتمل دون فرحة الأطفال بشراء الألعاب.
وتعتبر ربة المنزل حنان خضور أن أهم ما في العيد أنه يذكرنا بقيم المحبة والتسامح وخاصة في ظل الحرب التي تواجهها سورية كما أن تبادل الزيارات تسهم بإعادة الألق للحياة الاجتماعية.
وتقول خضور “اقتصرت في شراء حاجيات العيد على الحلويات نظرا لغلاء الأسعار في حين لم أتمكن من شراء الثياب لأبنائي لقدرتي المادية المحدودة وغلاء أسعارها”.
وأوضح سعد عساف أن إرادة الحياة لدى السوريين دائما هي الأقوى والدليل أن طقوس الأعياد مازالت مستمرة رغم الجراح والآلام التي أصابت العديد منهم فالعيد يشكل فرصة لزيارة الأصدقاء والأهل وتمتين العلاقات الاجتماعية لافتا إلى تأثير غلاء الأسعار في الحد من شراء الكثير من حاجيات العيد.