الشريط الإخباري

مشروع مركز معالجة الأورام بالبروتون بجامعة الأندلس نقلة نوعية في علاج السرطان

طرطوس – سانا

تواصل جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية في محافظة طرطوس العمل لإنجاز أحد أهم مشاريعها العلمية متمثلا بمركز معالجة الأورام بالبروتون والذي سيكون في حال تنفيذه الأول من نوعه في سورية والمنطقة عموما ليشكل نقلة نوعية في علاج مرضى السرطان بطاقة تستوعب 1300 حالة سنويا.

فكرة المشروع الذي تم التأسيس العلمي له قبل نحو عام انطلقت من الحاجة الماسة الى مركز بهذه التقنية المتطورة في ظل بيانات إحصائية جمعها الفريق العامل على المشروع من المشافي ومراكز معالجة السرطان في سورية واظهرت ازديادا سنويا في معدلات حالات السرطان لمختلف الأعمار.

ويوضح المستشار الإداري والمالي للمشروع الدكتور سامي الأزرق أن إحصاءات وزارة الصحة بينت تنامي أعداد المصابين بالسرطان بمعدل يصل من 15 إلى 20 بالمئة سنويا حيث سجلت أرقام السنوات القليلة الماضية ما يقارب 36000 حالة كل عام مشيرا الى إن جامعة الأندلس بمواكبتها لأحدث التطورات العلمية والتكنولوجية الطبية في العالم وضعت هذه الخطة الطموحة لإنجاز أول مركز لمعالجة الاورام بالبروتون في المنطقة وتخفيض تكلفة هذا النوع من العلاج للمرضى المحتاجين وإنشاء بيئة بحثية نشطة في مجال البحوث الطبية التطبيقية والسريرية.

وحول آلية العلاج يبين أزرق ان البروتونات تخترق الجسم مباشرة وتطلق قدرا من الجرعة المعالجة لذا لا يعود هناك ضرورة لتعريض النسيج السليم للإشعاع بشكل قوي موضحا ان هذه البروتونات عند نهاية مداها تتوقف عن الحركة وتعطي طاقة قصوى ثم تنخفض الجرعة إلى صفر في بضعة مليمترات.

ولفت إلى ان حزمة البروتونات المستخدمة في العلاج تخفض إلى الحد الأدنى وتركز الجرعة على بقعة الورم وحتى بالنسبة للورم الذي يصعب الوصول إليه بالمعالجة الإشعاعية التقليدية تتيح إشعاعات البروتون إعطاء جرعة كافية وبالتالي تمكن من تشعيع مدى واسع من البقع المرضية اكبر مما هو ممكن في حال المعالجة بالأشعة الفوتونية التقليدية مؤكدا ان هذه التقنية تسهم في تحسين نوعية الحياة وهي قابلة للتطبيق في الاستعمال السريري.

واثبتت الدراسات العلمية فعالية البروتون في علاج أورام الأطفال والعين وقاع الدماغ وأورام البروستات والأورام القريبة من أعضاء حساسة للأشعة حسب الدكتور أزرق الذي يوضح انه رغم فائدة البروتون في علاج الأورام وتفوقه على كل التقنيات المتوفرة حاليا للعلاج الإشعاعي إلا أن تكلفته الباهظة لا تزال العائق الأكبر أمام امتلاك كثير من دول العالم لهذه التقنية لافتا الى امكانية تقليص هذه التكلفة لأقل ما يمكن من خلال التحكم بما يحويه مركز العلاج الإشعاعي بالبروتون الذي عادة ما يضم معجلا واحدا يغذي ثلاث إلى خمس غرف للعلاج اضافة الى عمله لمدة تصل إلى 16 ساعة يوميا.

وتبلغ الميزانية التقديرية للمشروع 200 مليون دولار حيث تم تأسيس هيكلية تنظيمية وإدارية ووضع دفاتر الشروط الفنية والحقوقية والمالية اللازمة وفق ما يبينه أزرق الذي يشير الى انه تم تأمين الموارد البشرية والبنى التحتية اللازمة للتنفيذ بما في ذلك الطاقم الطبي والطاقم البحثي وطاقم المسرع الذي يضم الفيزيائيين ومختصي تكنولوجيا المعلومات بالتزامن مع السعي المتواصل حاليا لتأمين الموارد المالية للمشروع من خلال التمويل الذاتي للجامعة بالدرجة الاولى إضافة الى مانحين مغتربين مهتمين بالمجال العلمي.

ولتفعيل دور المغتربين السوريين في هذا المجال أسست الجامعة هيئة غير ربحية باسم /هيئة المانحين المغتربين السوريين في العالم/ بإشراف مباشر من وزارة التعليم العالي بهدف تأمين التجهيزات الضرورية للمشاريع البحثية التي تتبناها جامعة الأندلس ومنها وحدة معالجة الاورم بالبروتون وتأمين التجهيزات النوعية والمتطورة لمشافي الأندلس ومركز البحث العلمي وتمويل المنح للمشاريع البحثية الى جانب تخصيص 25 بالمئة من عائدات المشروع لمعالجة المرضى غير القادرين على دفع تكاليف العلاج السرطاني بالبروتون وتغطية تكلفة التأهيل المستمر لأعضاء الهيئة التدريسية والفنية والادارية في الجامعة والمشافي التابعة لها وتكلفة تدريب الكوادر البشرية اللازمة للمشروع.

وتحرص إدارة المشروع على الاستفادة من الخبرات المهمة في الجامعات الحكومية السورية حيث يوضح الدكتور أزرق انه تم توقيع اتفاقيات تفاهم معها لوضع خطة بحث علمي تربط مركز الأندلس للمعالجة بالبروتون مع هذه الجامعات مشيرا الى ان جامعة الاندلس تمكنت من الإعداد لبيئة علمية بحثية متطورة عبر تأسيس بنك البحث العلمي أسوة بالمراكز البحثية العالمية ووضع دليل البحث العلمي الخاص بالمشروع لمئة عام والمتضمن محاور رئيسية وفرعية بحثية حول معالجة السرطان بالبروتون وتطبيقاته السريرية مع تشكيل فرق بحثية طلابية لتنمية الطاقات الفكرية في الجامعة بهذا المجال.

ويكشف أزرق عن مساع لتوقيع مذكرة تفاهم مع جامعة هايدلبرغ الالمانية أو موسكو الروسية أو ناغويا اليابانية للتعاون فيما يخص المشروع الذي ما زال يمر حاليا بفترة المراسلات مع هذه الجامعات اضافة الى التواصل مع المانحين السوريين المقيمين داخل وخارج البلد عبر هيئة المانحين وتقديم لائحة غنية لوزارة التعليم العالي بأسماء المهتمين منهم بالمجال العلمي والتعاقد مع الشركات المصنعة لشراء الاجهزة اللازمة من قبل الهيئة مترافقة مع إنشاء البنى التحتية للمشروع.

ويتوقع الدكتور أزرق انطلاق المشروع على ارض الواقع في عام 2017 حيث يتطلب استكماله عدة سنوات بسبب الحاجة الى تأمين التجهيزات المتكاملة.

من جهته يشير أحد أعضاء الفريق العامل على المشروع الطالب حسن دباس الى اهمية دور الطلاب المشاركين في التأسيس لهذا المشروع
الطموح والذين يقومون بمواكبة احدث المقالات العلمية حول موضوع المشروع وجمعها ودراستها وتقديم ملخصات حولها مبينا ان عدد الطلاب المشاركين يصل الى 15 طالبا في كلية الطب بالجامعة يمثلون الاوائل والاكثر تميزا.

ويوضح دباس الذي يدرس حاليا في السنة الخامسة ان المشروع طموح الى حد كبير وجميع وسائل تحقيقه متوافرة ولا سيما إرادة العمل وجدية الجامعة في التواصل مع الجهات القادرة على المساعدة في إيجاد هذا المركز على أرض الواقع.

وتعمل جامعة الاندلس على مشروعين بالإضافة لمشروع مركز الأندلس لمعالجة الأورام بالبروتون وهما مشروع الكلية الصناعية المحمولة ومشروع تنقية النفايات الصلبة بالطرق البيولوجية.

رزان عمران

انظر ايضاً

الثلاثاء القادم.. محافظة القنيطرة تقيم مجلس عزاء عن أرواح شهداء قرية مجدل شمس

القنيطرة-سانا وفاء لدماء شهداء الجولان العربي السوري وأرواحهم الطاهرة، أعلنت محافظة القنيطرة عن إقامة مجلس …