مقتل العشرات في اشتباكات ببنغازي شرق ليبيا

طرابلس-سانا
قتل 38 شخصا معظمهم من المدنيين في منطقة بنينا وأماكن أخرى بمدينة بنغازي شرق ليبيا جراء القصف العشوائي بالصواريخ من قبل تنظيم ما يسمى “أنصار الشريعة” المتطرف في وقت يتسع فيه نطاق المواجهات يوما بعد يوم لتشل الحياة وتزيد من تقويض هياكل الدولة في غياب أفق قريب للخروج من الأزمة.
وأوضحت مصادر اخبارية ليبية أن ما يسمى “أنصار الشريعة” والكتائب الموالية له استهدفت منطقة بنينا وشارع جمال عبد الناصر ومنطقة سيدي حسين في مدينة بنغازي بالصواريخ صباح اليوم في محاولة منها لاستهداف مقر مجلس النواب الجديد بالمدينة ما أدى إلى مقتل 38 شخصا جلهم من المدنيين.
وأوقعت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وتنظيم أنصار الشريعة المتطرف بمدينة بنغازي مساء امس 28 قتيلا و48 جريحاونقلت صحيفة الوسط عن مصدر مسؤول بمركز بنغازي الطبي أن المركز استقبل حتى مساء أمس 26 قتيلاً و40 جريحاً أصيبوا جراء الاشتباكات المسلحة التي تجري في عدة مناطق في المدينة بينما أكدت مبروكة صالح حسن مسؤولة المكتب الإعلامي بمستشفى المرج أن المستشفى استقبل قتيلين آخرين و8 جرحى جراء الاشتباكات.

وتجددت الاشتباكات المسلحة للسيطرة على مطار طرابلس وبلغت حصيلة المعارك الدائرة منذ أسبوعين ما يزيد على 97 قتيلا و400 جريح حسب إحصائيات وزارة الصحة الليبية التي أعطت حصيلة سابقة بـ 47 قتيلا و120 جريحا.

إلى ذلك لقى ثلاثة وعشرون عاملا مصريا مصرعهم بمنطقة الكريمية جنوب العاصمة الليبية طرابلس جراء سقوط صاروخ غراد على مسكنهم.
وقال رئيس الجالية المصرية لدى ليبيا الدكتور علاء حضورة في تصريح نقلته وسائل اعلام محلية صباح اليوم إن ” العمال المصريين لقوا مصرعهم بعد سقوط صاروخ غراد على مسكنهم بإحدى المزارع التي يقطنونها بمنطقة الكريمية بطرابلس”.
وتدور بمحيط مطار طرابلس الدولي منذ 13 تموز الجاري اشتباكات عنيفة بين قوات من الزنتان وجماعات متحالفة مما يسمى غرفة عمليات ثوار ليبيا ودروع الوسطى من مصراتة ومدن الغرب الليبي في محاولة لإخراج مسلحي الزنتان من المطار الذي يقومون بتأمينه منذ اب 2011 وتسببت هذه الاشتباكات في مقتل وجرح العشرات بحسب وزارة الصحة الليبية.

وكشفت مصادر ليبية مطلعة في وقت سابق من اليوم عن تنفيذ عملية إجلاء طاقم السفارة الأمريكية من العاصمة الليبية طرابلس التي دامت نحو ست ساعات بإشراف ومساعدة الجيش الامريكى وسبقها قطع متعمد لخطوط الاتصالات وخدمات شبكة الانترنت فى العاصمة ومدن ليبية عدة أخرى.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية حذرت من السفر إلى ليبيا وحثت رعاياها فى ليبيا بسرعة مغادرة البلاد نظرا لتردي الأوضاع الأمنية بحسب بيان للخارجية البريطانية.
وتدهور الوضع الأمني في العاصمة الليبية طرابلس بعد أسبوعين من القتال بين ميليشيات متناحرة تبادلت إطلاق الصواريخ ونيران المدفعية قرب مجمع السفارة الأمريكية جنوب طرابلس وفي محيط مطارها حيث أدت الاشتباكات المتواصلة إلى توقف الملاحة الجوية في المطار.

مقتل مدير الامن بمدينة صبراتة برصاص مسلحين مجهولين
في سياق متصل اغتال مسلحون مجهولون اليوم مدير الشرطة والأمن بمدينة صبراتة غرب ليبيا العقيد حسن كاموكا بإطلاق النار عليه أمام منزله في علامة جديدة على الفوضى الأمنية التي تعم جميع مناطق البلاد.
ووصفت وزارة الداخلية الليبية في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني مرتكبي هذه الجريمة بـ “الخارجين على القانون” مؤكدة أن “مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تثن رجال الشرطة عن أداء واجبهم الوطني”.
ومن ناحية ثانية تداول الليبيون على نطاق واسع اليوم خبرا عن أكبر عملية سرقة تمت الليلة الماضية في مصرف ليبيا المركزي حيث تم نقل حاوية من احتياطي الذهب والعملة الصعبة تحت حماية طائرات أميركية وفرقة كومندوز بمساعدة من جهات ليبية وفقا لمصادر مصرفية.
ووفق الانباء المتدولة نقلا عن هذه المصادر فإن شحنة من الأموال نقلت إلى نادي الفروسية القريب من السفارة الاميركية قبيل مغادرة عامليها ومنها إلى طائرة أميركية نقلت الكمية الأمر الذي نفاه مصرف ليبيا المركزي.

تحذيرات من كارثة في طرابلس بعد اشتعال النار في خزان للوقود
في سياق متصل حذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا من “كارثة” تتهدد طرابلس بعد اشتعال النيران في خزان للوقود يحتوي ستة ملايين لتر من المحروقات جراء إصابته بصاروخ نتيجة المعارك الدائرة في جنوب العاصمة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم المؤسسة محمد الحراري قوله اليوم: “إن النيران اشتعلت في الخزان إثر إصابته بصاروخ” محذرا من خطر امتداد النيران إلى بقية الخزانات المجاورة ومشيراً إلى أن الخزانات الموجودة في الموقع تحتوي مجتمعة على أكثر من 90 مليون لتر من الوقود.
وفي طرابلس يخزن الوقود والغاز المنزلي في موقع واحد تديره شركة البريقة العامة المسؤولة عن توزيع مشتقات النفط والغاز.
وحذر الحراري من كارثة طبيعية وانسانية إذا ما امتدت النيران إلى خزانات أخرى ولا سيما إلى خزان الغاز المنزلي.
وقال: “إذا حصل هذا الأمر هناك خطر من حصول انفجار ضخم من شأنه أن يلحق أضرارا بمنطقة شعاعها يمتد إلى ما بين 3 و 5 كيلومترات”.
وتقع خزانات الوقود والغاز على طريق المطار الذي يشهد منذ 13 الشهر الجاري معارك عنيفة بين ميليشيات متناحرة.
بدورها قالت وزارة النفط والغاز على صفحتها على موقع فيسبوك إنها “تدعو المواطنين القاطنين بالجوار الى أخذ الحيطة والحذر تحسباً لانتشار النيران وانتقالها إلى باقي الخزانات الأخرى”.

مصر تدين مقتل عدد من رعاياها في ليبيا
بدورها أدانت الحكومة المصرية بشدة اليوم مقتل عدد من المصريين في منطقتي الكريمية والسواني بمدينة طرابلس الليبية أمس جراء “الاقتتال الفوضوي واللإنساني” الجاري هناك مطالبة الحكومة الليبية بتحمل مسؤولياتها والتحقيق في ملابسات الحادث البشع وموافاتها بشكل فوري بالطرف المتسبب بهذه الجريمة النكراء لمحاسبته.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها اليوم إنها “تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الليبي للوقوف على ملابسات هذا الحادث البشع” مشيرة إلى استمرار السفارة المصرية في طرابلس باتصالاتها مع الجهات الليبية وخاصة وزارتي الداخلية والخارجية “لبذل أقصى مساعيها” لتحديد عدد المصريين القتلى بدقة من بين
ضحايا حادث القصف والذي بلغ 23 ضحية مع تواصل الجهود للعمل على إخلاء جثامين المصريين الموجودة حالياً بمنطقة الاشتباكات تمهيداً للتعرف عليها واستلامها وشحنها إلى مصر.
وطالبت الوزارة بـ “القصاص ومعاقبة وتقديم أى طرف مسؤول عن هذه الجريمة النكراء للعدالة فى هذا الحادث الذي يخرج عن كل الأعراف الدينية والقيم الإنسانية”.
وناشدت الوزارة المصريين الموجودين في مدينتي بنغازي وطرابلس بـ “مغادرتهما فوراً ودون أي إبطاء حفاظاً على حياتهم في هذا الاقتتال الداخلي الفوضوي والتوجه إلى مناطق أكثر أماناً داخل ليبيا أو إلى الحدود الليبية التونسية عند منطقة رأس جدير حيث يتواجد طاقم قنصلي مصري على الجانب التونسي من الحدود لتسهيل عودة المصريين وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات التونسية” وأهابت بالمصريين الامتناع الكامل عن السفر إلى ليبيا في هذه الظروف الأمنية الصعبة التي يخاطر فيها الفرد بحياته.

تعرض موكب للسفارة البريطانية في ليبيا لهجوم مسلح

في غضون ذلك أعلن متحدث باسم السفارة البريطانية في ليبيا أن موكبا للسفارة تعرض اليوم لهجوم قرب طرابلس في محاولة لسرقة احدى السيارات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بوب فيليبسون المتحدث باسم السفارة قوله “إن موكبا للسفارة البريطانية تعرض في وقت مبكر اليوم لإطلاق النار ومحاولة سرقة سيارة” لافتا إلى أن كل العاملين في السفارة سالمون ولم يصب أي شخص بجروح بينما أشار شهود عيان إلى أن الحادث وقع في الضاحية الغربية من العاصمة الليبية.
وسرقة السيارات بقوة السلاح منتشرة جدا في ليبيا حيث لا تتردد مجموعات مسلحة في مهاجمة السيارات المدرعة للممثليات الدبلوماسية.
وعلى غرار الولايات المتحدة دعت بريطانيا والمانيا في وقت سابق اليوم رعاياهما الى مغادرة ليبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد وازدياد حدة الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المتناحرة كما دفعت الأوضاع السائدة بعثة الأمم المتحدة إلى مغادرة البلد في منتصف تموز.

دول أوروبية تدعو رعاياها إلى مغادرة ليبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيها

من جهة أخرى دعت وزارة الخارجية الألمانية جميع رعاياها إلى مغادرة ليبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد واشتداد حدة الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المتناحرة.

ونقلت أ ف ب عن الوزارة قولها فى تعليمات جديدة نشرتها على موقعها اليوم “إن الوضع بالغ الغموض وغير مستقر في ليبيا” مشيرة إلى أن الرعايا الألمان يواجهون خطر التعرض المتزايد للخطف والاعتداءات.
من جهتها دعت بريطانيا أيضا رعاياها إلى مغادرة ليبيا مع تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وجاء على موقع وزارة الخارجية البريطانية الإلكتروني في التوصيات الموجهة للمسافرين “إنه بسبب كثافة المعارك في طرابلس وعدم الاستقرار في كل أنحاء ليبيا تحذر وزارة الخارجية من أي سفر إلى ليبيا وعلى الرعايا البريطانيين فيها أن يغادروا الآن”.
وأشارت الوزارة إلى أن سفارة بريطانيا لا تزال مفتوحة لكن مع عدد قليل من الموظفين وأن قدرة السفارة على تقديم مساعدة قنصلية في ليبيا محدودة جدا”.
من جهتها طلبت فرنسا من مواطنيها في ليبيا المغادرة وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أصدرته اليوم أنه “بالنظر إلى تدهور الوضع الأمني فإن فرنسا تطلب من مواطنيها مغادرة ليبيا” داعية الفرنسيين الموجودين في ليبيا إلى الاتصال بأسرع ما يمكن بالسفارة في طرابلس بدورها دعت هولندا مواطنيها المقيمين في ليبيا إلى “مغادرة البلد بصورة عاجلة بوسائلهم الخاصة”.
كما دعت إيطاليا رعاياها إلى “الحد من تنقلاتهم على الأراضي الليبية إلى أقصى الدرجات وحتى في المدن وأن يكونوا على اطلاع دائم على الوضع الأمني”.
من جهتها خفضت وزراة الخارجية النمساوية من عدد موظفي سفارتها العاملة في طرابلس وذلك لأسباب “أمنية بحتة وحرصاً منها على سلامة الموظفين وذويهم”.
ونقلت صحيفة الكوريير عن المتحدث باسم الوزارة مارتين فايس قوله إن النمسا خفضت عدد العاملين في سفارتها في ليبيا إلى الحد الادنى خشية تعرض موظفيها وطاقمها الدبلوماسي إلى “اعتداءات جراء تدهور وسوء الأوضاع الأمنية” مشيرا إلى أن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز أعرب عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع في البلاد.
واعتبر المتحدث أن “السلطات الليبية غير قادرة على حماية المواطنين والمدنيين والبعثات الدبلوماسية والدولية على أراضيها”.
وكانت بلجيكا أوصت اعتبارا من السادس عشر من الشهر الجاري رعاياها بمغادرة ليبيا.
كما أصدرت كل من تركيا واسبانيا ومالطا التوصيات نفسها فيما نصحت عدة دول أوروبية رعاياها بتجنب السفر إلى ليبيا مثل البرتغال ورومانيا وسويسرا والسويد والنرويج والدنمارك وفنلندا.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أمس إغلاق سفارتها فى ليبيا وإجلاء فريقها الدبلوماسي إلى تونس وسط تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف “إنه بسبب أعمال العنف الجارية في ليبيا والناجمة عن الاشتباكات بين ميليشيات ليبية في منطقة مجاورة مباشرة للسفارة الأمريكية قمنا بنقل مؤقت لجميع موظفينا في ليبيا”.
ورافق عملية الإجلاء هذه صدور تحذير من الخارجية الأمريكية لرعاياها من السفر إلى ليبيا وحثت الأمريكيين الموجودين هناك على مغادرة البلاد فورا.
وتشهد ليبيا حالة متفاقمة من الفوضى وفقدان الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 الأمر الذي أدى ذلك إلى انتشار عمليات القتل والاغتيال والخطف التي طالت المدنيين والعسكريين والمسؤولين.