الدراما والناس.. محاضرة في دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا

أوضح الكاتب عماد ياسين في محاضرته بعنوان “الدراما والناس” أن للدراما التلفزيونية تاثيرا كبيرا في نشر المعرفة واكتساب المعلومة فهي تقوم في أساسها على المحاكاة وهي أقوى طرق التعليم على الاطلاق.

وأشار ياسين في محاضرته التي ألقاها في دار الأسد للثقافة باللاذقية الى ان المسلسلات التاريخية والسير الذاتية تقدم حقبات تاريخية كاملة بشكل مبسط وسلس كما تساعد الدراما في فهم النفس البشرية.

ولفت ياسين إلى ان الدراما التلفزيونية تقدم بعض القيم والأفكار في صورة عميقة سريعة التغلغل في النفس البشرية من خلال المعايشة حيث يتأثر الفرد بمسيرة الأبطال خلال العمل الدرامي وتضحيتهم في تحقيق احلامهم فيتزود بقيم العمل والحلم والرغبة في استكمال مسيرته الخاصة في الحياة أو في تعامله مع المشكلات التي يواجهها.

وبين ان الدراما بترتيبها الزمني تشكل في كثير من الاحيان نقطة ارتكاز تساعد على الشعور بالامن والاستقرار و تشبع الرغبات الانسانية كالحب والانتقام والبطولة والانتصار حيث تقدمها للمتلقي الذي يبحث عنها خلال يومه من خلال المعايشة فيتفاعل معها ويشبع جزءا من رغباته.

وأشار ياسين الى ان تاثيرات الدراما ليست كلها ايجابية فقد تكون أداة تضليل بقصد أو بغير قصد من خلال طرح معلومات خاطئة ورؤى مغلوطة كما انها تساعد في ترسيخ الصورة النمطية التي تقدم بشكل متكرر حتى تصبح صورة ذهنية تلقائية تجعل المتلقي يقع ضحية التعميم واصدار الاحكام اضافة الى تقديمها افكارا ومشاعر يتقمصها المتلقي وجدانيا ليجد ان الحياة بعيدة كل البعد عن تصوراته وافكاره فيفقد الثقة بالواقع وينسحب من الحياة ويشعر بالبؤس هذا بالاضافة الى دورها في الغزو الفكري والثقافي متمنيا من القائمين على الدراما التلفزيونية ادراك قيمة ما يقدمونه للمشاهدين والعمل على لعب دور إيجابي في المجتمع.