أساليب بسيطة ومتاحة للتخلص من التوتروالقلق اليومي

السويداء-سانا
يشكو معظم السوريين نتيجة الأحداث الراهنة وتأثيراتها السلبية على مناحي الحياة كافة من الشعور بتوتر دائم وتزداد المشكلة عندما يسيطر هذا التوتر على الأشخاص بشكل كبير فيتحكم بأساليب حياتهم ويؤثر على صحتهم ومزاجهم وعملهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
والتوتر أو الضغط العصبي حسب المرشدة النفسية “هيفا المغوش” رد فعل طبيعي لجسم الإنسان عندما يشعر بخطر أو مهددات ويختل توازنه ووسيلة للمواجهة والهروب لذلك هو شعور إيجابي مفيد لحماية الجسم من الأخطار فيما اذا كان بحدوده الطبيعية كونه يشحذ الحواس ويساعد في التركيز الدراسي والمهني ومواجهة التحديات وأداء الواجبات اليومية.

وتختلف استجابة الناس للضغط العصبي كما تذكر المغوش فمنهم من يغضب وينفعل بشدة ومنهم من يكون رد فعله انسحابيا فيبتعد عن المؤثر السلبي ويسلم نفسه للاكتئاب والإحباط ومنهم من يشتعل بالانفعالات دون أن يأتي بحركة علما أن خطورة الضغط العصبي تكمن في أنه يتغلغل في حياتنا ونعتاده بشكل لا يمكننا من تحديد مدى أثره و التعامل معه.
وينبغي معرفة مسببات التوتر لنتمكن من التعامل معه وتذكر /المغوش/ أن المسببات تكون عادة خارجية كتغيرات الحياة والحالة الاقتصادية ومشكلات المنزل والعمل والإنشغال الدائم وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية وشخصية وأخرى داخلية كالتشاؤم والتحدث للنفس بطريقة سلبية وعدم تقبل الحياة دون هدف معين مع الافتقارإلى الإصرار وإصدار الأحكام غير الواقعية.
وتوضح /المغوش/ أن للتوتر كسائر الأمراض النفسية والعضوية أعراضا يمكننا من خلالها اكتشافه وتشمل مشاكل في الإدراك مثل اضطرابات الذاكرة وصعوبة التركيز ورؤية الأحداث السلبية فقط ونشوء أفكار متسارعة ومقلقة والشعور بالقلق الدائم وتغيرات شعورية كالمزاجية وسرعة الانفعال والهيجان وعدم القدرة على الاسترخاء والشعور بالوحدة والاكتئاب وعدم السعادة.
وتشمل أعراض التوتر أيضا وفقا للمغوش تغيرات سلوكية تتمثل بزيادة أو نقصان في تناول الطعام والنوم والعزلة والتعلق بعادات مثل قضم الأظافر والشفتين واللجوء للتدخين والكحول كوسيلة للاسترخاء إضافة إلى ما ينتج عنه من أعراض عضوية كالآلام المتفرقة والغثيان والشعور بالدوار ومشكلات هضمية
كالإصابة بالإسهال أو الإمساك والسمنة وسرعة ضربات القلب والإصابة بنزلات البرد بشكل متكرر وظهور أمراض جلدية وصولاً إلى أمراض المناعة والقلب كما يمكن للضغط العصبي المتواصل أن يفاقم حالات مرض السكر والربو.
وتتفاوت قابلية الأشخاص لتحمل ما يحدث أمامهم كما تبين /المغوش/ فالبعض سرعان ما تنهار حالته النفسية تجاه الضغوط البسيطة وآخرون يحتملون ما لا يطاق ويعود ذلك لوجود عدة عوامل تؤثر على قوة احتمالهم لضغوط الحياة وهي استعدادهم وتوقعهم للضغط العصبي فكلما كانت معرفتنا لما تخبئه الحياة أكبر
استطعنا تحمله والتعامل معه بشكل أفضل.
وترى الاختصاصية أن تحكمنا بانفعالاتنا يسهم في إحداث التوازن المطلوب في شخصية الإنسان وطريقتنا في التعايش مع مجريات الحياة حيث يتميز الأشخاص الذين لا يعانون من الضغط العصبي بالتفاؤل وتقبل الآخرين والتغييرات المختلفة في الحياة والإيمان بالأهداف السامية إضافة إلى دور الأصدقاء والعائلة
الذين يسهمون في دعم الفرد فيكون علاقات اجتماعية وودية صحية تجعله قادرا على مواجهة أعباء الحياة فيما يغدو ممن يعانون
الوحدة ضعفاء قليلي التحمل.
وتنصح /المغوش/ بأساليب تمكننا من تجنب الضغط العصبي أو التقليل منه كتجنب مسبباته والبيئة الحاضنة له والتعبير عن المشاعر والحيلولة دون تراكمها كي لا تثقل كاهل الفرد وإدارة الوقت والتعامل مع متطلبات الحياة بمرونة وصرامة ومحاولة التكيف مع مسببات الضغط العصبي والنظر إلى الصورة الكاملة
والجانب الإيجابي من الأمور.
وتوصي /المغوش/ بضرورة تقبل الأشياء التي لا يمكن تغيرها وتعلم المسامحة والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة وتحديد وقت للراحة والمرح والتواصل مع أشخاص إيجابيين والمحافظة على علاقات اجتماعية سليمة وممارسة الرياضة واليوغا كنمط حياة صحي كونها تحفز استجابة الاسترخاء في جسم الإنسان والنوم بشكل كاف.

ريم ابو ترابي