الشريط الإخباري

الفنان العراقي محمد وهيب: الدراما السورية تجاوزت حدود الوطن ونافست مثيلاتها عربيا

دمشق-سانا

الفنان والمخرج المسرحي محمد وهيب صاحب تجربة مميزة ببلاد الرافدين وخاصة انه تتلمذ على يد أهم مخرجي أبو الفنون في العراق فاكتسب ثقافة شمولية في الإخراج وبنية التمثيل وأهمها المدرسة الواقعية والرمزية التي توسع افاق المخرج في الإعداد للعمل.

وخلال حديث مع سانا الثقافية تطرق وهيب الذي استقر في سورية بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق لواقع الفن السوري فقال “استطاعت الدراما السورية في تكوينها الفني ولا سيما قبل الأزمة أن تتجاوز حدود الوطن وتنافس الدراما المصرية على أهميتها وعراقتها لأن السوريين قدموا دراما تاريخية واجتماعية شاملة تحترم المشاهد على مستوى الوطن العربي والعالم”.

وأضاف “ان المخرج نجدة اسماعيل أنزور قدم أعماله بمختلف مواضيعها ومعانيها إلى العالم على أنها ثقافة السوريين وتاريخهم وحضارتهم فأصبح عالمياً بلا منازع وقبله كان الراحل مصطفى العقاد واللذين صنعا عدداً من نجوم التمثيل ممن امتلكوا مقومات الفن المنافس عالميا.

واعتبر وهيب أنه خلال سنوات الحرب على سورية لم تكن الدراما السورية بالمستوى المطلوب في مواجهة هذه الحرب رغم وجود بعض الممثلين والمخرجين الذين تحدوا المؤامرة على وطنهم علنا مؤكدا ان الفنان الذي لا يقوم بدوره في الدفاع عن وطنه بعمله فلا قيمة له ولا لفنه ولا لوجوده منتقدا في هذا الإطار بعض العاملين في القطاع الفني السوري ممن انضموا لركب أعداء سورية.

وعن بداية مشواره مع الفن أوضح وهيب مخرج أوبريت “سعود السندياد” أنه اطلع على ثقافة الجاحظ والخليل ابن أحمد الفراهيدي والحسن البصري وأئمة الإعلام والثقافة وشعر بدر شاكر السياب وأحمد مطر كما تعلم من الفنانين محمد عبد الوهاب ومحمد ناجي وحاتم سلطان وشوكة العطية ومحمد الجزائري وتابع الممثل العالمي جيمس دين الذي كان يقلد ملبسه فأهداه الشاعر العراقي سعدي يوسف مجلات باللغة الإنكليزية تحوي معلومات عنه وفي تلك الفترة قام بتقديم مسرحيات محورية هامة مثل مسرحية سليمان الحكيم وغيرها.

وعن مسيرته الفنية بالعراق بين بطل الفيلم السينمائي “عفره وبدر” أنه قدم إلى تلفزيون العراق عدة أفلام ورصد رؤى الشعب بمشاركة العديد من الأدباء والفنانين فضلا عن مشاركته في مهرجان المسرح العالمي عبر عروض جسدت معاناة المثقف والإعلامي والبسيط لتكون رؤية تهدف إلى مستقبل ثقافي واجتماعي يليق بحضارة بلاد الرافدين والأمة العربية ولا سيما عبر مسرحية “منعطف الطريق” للكاتب العراقي صباح عطوان بمشاركة الفنان الراحل فيصل حسن والفنانة عواطف السلمان حيث فاز العرض بجوائز متعددة.

وأضاف وهيب “ساهمت في تنشيط العمل المسرحي والسينمائي في العراق وخارجه إلى جانب المشاركة في تقديم أعمال غنائية وطنية وقومية وحرصت على تشجيع المسرح الشبابي باعتبار هذه الشريحة هي المستقبل الواعد لأمتنا” مبينا ان السبب في نجاح ما قدمه من أعمال مسرحية النمط الذي استخدمه في إخراجها بابتعادها عن المألوف والتركيز على الديكور والإنارة وسلوك الممثلين الفني والحرص على ربط المعاني التي يريدها الكاتب مع الحدث والشخصيات بطريقة تصل إلى المتلقي محملة بالوعي.

وختم وهيب حديثه بالقول “عندما وقفت لأول مرة على المسرح شعرت برهبة وقدسية هذا المكان الذي امتلكني لبقية عمري انتابني شعور بعظمة الجمهور والآن بعد مرور السنين ما زلت أعيش هذا الشعور فأعمل به لتبقى شعلة المسرح تضيء بنورها مبادئ المحبة والسلام”.

يذكر أن الفنان محمد وهيب مخرج وممثل مسرحي عراقي من مواليد البصرة سنة 1938 خريج معهد الفنون الجميلة في بغداد وتتلمذ على أيادي عمالقة المسرح العراقي أمثال إبراهيم جلال وجاسم العبودي وجعفر السعدي وبنهام ميخائيل عمل مديراً للفرقة القومية في البصرة ثم كلف مديراً للاستديو الانتقالي لتلفزيون البصرة وهو عضو مؤسس في نقابة الفنانين العراقيين وشغل منصب النقيب فيها وهو الآن رئيس رابطة الفنانين العراقيين في سورية وفي جعبته أكثر من مئة عمل مسرحي لشكسبير وألبير كامو ونواف أبو الهيجاء وغيرهم فضلا عن مشاركته كممثل ومؤلف في عدد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية.