برلمانيون ومحللون روس: روسيا تساعد القوات المسلحة السورية في محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار

موسكو-سانا

أعلن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي جيليزنياك أن روسيا تساعد القوات المسلحة السورية في محاربة الإرهاب الدولي وتمكينها من إعادة الأمن والاستقرار إلى الأرض السورية.

1

وأكد جيليزنياك في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم أنه “لا يمكن إجراء أي حوار سياسي أو أي إصلاحات ما دام سفك الدماء جاريا وأن مهمتنا أن نعمل معا على إيقاف الإرهاب الذي يهيمن على أجزاء من سورية والعمل بشكل يؤدي إلى القضاء كليا على المجموعات الإرهابية”.

وقال جيليزنياك إننا “نرى مهمتنا كما بالنسبة للحكومة السورية والمجتمع السوري كذلك للمجتمع الروسي في القضاء على الإرهابيين لأن الإرهابيين هددوا بلادنا مرات عديدة ومهمتنا اليوم ما زالت تتمثل في القضاء على الإرهاب قبل ان يستعيد قواه من جديد”.

2

بدوره أكد قسطنطين زاتولين مدير معهد بلدان الرابطة المستقلة النائب السابق في مجلس الدوما في مقابلة مماثلة أن الدول الغربية لا يمكنها أن تكون مرتاحة للعملية الجوية الروسية في سورية لأنها عاجزة مهما حاولت ان توضح للعالم لماذا لم تتمكن من القضاء على إرهاب تنظيم “داعش” بعد مرور أكثر من عام على تشكيل تحالفها ضد “داعش”.

وقال زاتولين إن “هذه الدول التي تصور نفسها على أنها قوى عظمى الأكثر قوة وتسليحا والأكثر مهارة في قيادة العمليات الحربية لكنها عجزت عن إقناع العالم بأسباب فشلها في الانتصار على تنظيم “داعش” الإرهابي وهي تتصرف بغرابة مدهشة وتلعب دورا مزدوجا في هذه المعركة مع الإرهاب” مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أوضح في مؤتمر فالداي جوهر هذه السياسة وفضح فلسفة هذا النهج إذ إن الأمريكيين يحاولون التغلب على فشلهم.

ولفت زاتولين إلى أن الأمريكيين كانوا وراء ما يسمى “الربيع العربي” وأنهم راهنوا على تغيير الأنظمة غير المرغوب بها من وجهة نظرهم في الشرق الأوسط وأنهم كانوا خلف كواليس العدوان على ليبيا بعد غزو العراق ويحاولون الآن بصورة سافرة الإطاحة بالحكومة الشرعية في سورية وكل ذلك يدل على أن السياسة الأمريكية أضحت في بعض المناطق خطرة نظرا لأنها توءدي إلى عكس ما يعلنون عنه.

وأوضح زاتولين أن العملية العسكرية الروسية في سورية مبنية على أسس متينة تتجسد بطلب الحكومة الشرعية في سورية ولا يمكن توجيه الانتقاد لها كما هي السياسة الأمريكية لافتا إلى التضليل الذي يرافق العمليات العسكرية الأمريكية بدء من غزو العراق بالذريعة الكاذبة حول المواد السامة ووصولا إلى ما يشبه هذا التضليل في محاولة التدخل في سورية.

وأشار زاتولين إلى أن سلوك التحالف الذي تقوده أمريكا مع حلفائها “ينبئ عن جنون” إذ من الغريب أن بلدانا مثل السعودية وقطر حيث لا يعرفون ما هي الانتخابات وكيف تجري يحاولون إملاء الانتخابات على سورية وكذلك من الغريب أن تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يعيش ويترعرع على حساب بيع النفط المسروق الذي يشحن إلى تركيا بصهاريج كبيرة مرئية ولا تتمكن قوات التحالف الأمريكي من رؤيتها والكشف عنها وهذا يعني أنهم “مشتركون” في هذه العملية.

وأضاف إن “الحكومة التركية كشفت عن أطماعها وتحولت في عهد رجب أردوغان ذاته من “صفر مشاكل” إلى مشاكل كبيرة مع جميع جاراتها لأن هدف هذه الحكومة اتضح أخيرا وهو يكمن في تحقيق الأحلام العثمانية بتوسيع حدود تركيا وبنت صداقة قوية مع “إسرائيل” وحين حاولت أن تظهر نفسها بأنها المدافع عن الشعب الفلسطيني خلقت النزاع مع “إسرائيل” لتبدو في عيون العرب بأنها الدولة المدافعة عن العالم الإسلامي كما أنها تصورت أن سورية تعتبر فريسة سهلة يمكن التهامها ولكن فألها خاب وهي توحي بأنها تقوم بمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في حين أنها تقوم بقصف المواقع الكردية في تركيا”.

3

من جانبه قال المحلل السياسي سيرغي ماركوف عضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية في مقابلة مماثلة إن “مشكلة الغرب بقيادة الولايات المتحدة في تصنيفه الإرهابيين إلى أشرار وآخرين خيرين وهو يريد أن يقول إنه زعيم العالم الذي يحمل الازدهار له ولكن واقع الأمر إنهم يريدون في هذا الغرب الهيمنة على العالم وأن يبقوا الأكثر غنى من غيرهم”.

وأوضح ماركوف أن هذا الموقف اللاأخلاقي من حيث المبدأ يتيح للإرهابيين تحقيق مآربهم عبر تقسيمهم إلى سيئين وجيدين مشيرا إلى أن دول الغرب عمدت بعد تقويض النظام في العراق إلى محاولة تنفيذ المخطط ذاته في سورية وتنصيب نظام موال لهم فيها فقاموا بتنظيم وإعداد هذه الحرب الإرهابية ضد الحكومة الشرعية في سورية.

وأشار ماركوف إلى أن الأمريكيين ظنوا انفسهم قادرين على إسقاط الحكومة في سورية بسرعة من خلال بضع مظاهرات أو ببعض الأعمال الإرهابية وإن لم يتحقق ذلك فبشن حرب كونية ضدها ولكن كل هذه الأساليب فشلت في إخضاع سورية ومع ذلك ما زالوا مستمرين بهذه السياسة الهوجاء وضخ المزيد من الإرهابيين إلى سورية لتحقيق تلك الأهداف التي يحلمون بها.

وأضاف ماركوف “إن استمرار الغرب والولايات المتحدة بنهجهما المعادي لسورية يدل على أن سياستهم فقدت كل معاني العقلانية وأصبحت غير أخلاقية”.

انظر ايضاً

برلمانيون ومحللون روس يدينون العدوان التركي على الأراضي السورية