اللاذقية – سانا
تابع مهرجان المسرح الجامعي في دورته الـ25 فعالياته بتقديم عرضين في مدينة اللاذقية هما “برونز” و”وجوه”.
وتناول العمل المسرحي “وجوه” لفرقة جامعة تشرين مفهوم الوفاء والخيانة لدى المرأة والرجل ونظرة المجتمع لعلاقات كليهما ما قبل الزواج اضافة لقيم اجتماعية وحياتية أخرى جسدتها خمس سيدات بمواقع اجتماعية مختلفة نجحت خلالها ممثلات العرض بتجسيد تفاصيل ومشكلات تعاني منها المرأة.
التأليف الجماعي للمسرحية المأخوذ عن نص “نساء لهن ماضي” لديمتير ديموف اضافة لقيام الممثلين بإخراج النص مسرحيا ترك أثرا في الايقاع السريع للأحداث الدرامية المتواترة في العمل الذي لم يتجاوز وقته الأربعين دقيقة كانت كافية لإيصال فكرته بشكل مكثف ورشيق.
وأوضحت رغداء جديد مشرفة العمل أنها اتاحت الفرصة للجيل الشاب ليأخذ فرصته لإتمام جميع التفاصيل الاخراجية الخاصة بالعمل المسرحي ليقتصر دورها على اضافة لمسات بسيطة على الجو العام المقرر من قبل المجموعة التي يعتبر جميع أفرادها حديثي الخبرة في المجال المسرحي لذلك كان لابد من وجود مشرف يرمم الثغرات الموجودة لديهم ليخرج العمل متكاملا قدر الامكان.
وقالت.. “قامت المجموعة التابعة لفرقة المسرح الجامعي بجامعة تشرين باختيار النص ومعالجته دراميا اضافة الى اخراجه مسرحيا بطريقتهم الخاصة ودربتهم بشكل كبير على مسألة الاحساس للوصول إلى الذروة التي تتطلبها الشخصيات”.
وأكدت الفنانة وفاء غزال التي قدمت دور الخادمة في العرض أن التركيز على تفاصيل الديكور وادراج رقصات وموسيقا في سياق العمل ناسبت روحه الشبابية بشكل كبير ولاسيما ان المجموعة اختارته بعد قراءة واسعة لعدة روايات واعمال مسرحية.
وتابعت.. “عالجنا النص بأسلوبنا ليناسب بيئتنا المحلية ويكون قريبا من مشكلات المرأة السورية بشكل عام ولاسيما تفاصيل حياتها الزوجية بشيء من الجرأة في بعض المواقع”.
أما الممثل خليل دالي الذي يخوض تجربته الأولى على خشبة المسرح ولعب دور الزوج الخائن الذي يسترجع ذكرياته مع حبيبته السابقة فلفت إلى ان مسألة الاخراج الجماعي كانت موجودة في المسرح الجامعي في مرحلة من المراحل وأعيد احياؤها رغم أنه لم يكن سهلا على المجموعة التنسيق بين سبعة آراء مختلفة.
وتابع قائلا.. “لا يوجد شخصية محورية في العمل فلكل منا دوره المكمل للآخر ولحسن الحظ كنا فريق عمل ناجحا على المسرح ونفذناه بروح واحدة ساعدتني كممثل مبتدئ على تقديم أفضل ما لدي على الخشبة وتجاوز رهبة التجربة الأولى”.
وضمن فعاليات المهرجان ايضا قدم كل من دانيال الخطيب وعلي منصور من فرقة طرطوس المسرحية عرضا اعتمد على الحوار الثنائي بعنوان “برونز” للكاتب مضر حجة وذلك على خشبة المسرح القومي باللاذقية.
وذكر الممثل ومخرج العمل دانيال الخطيب أن “برونز” هو فكرة حوار بين الخاطف ادهم وهو شخصية لها خصوصية بعض الشيء والمخطوف الشاعر هاني والعلاقة التي تنشأ بينهما حيث يقوم أدهم باختطاف الشاعر ليجبره على ان يكتب له قصائد يرضي بها حبيبته وكلما اختلف معها يعود ليخطف الشاعر لنفس الهدف وتتطور هذه العلاقة بين الخاطف والمخطوف حتى نشعر ان كلا منهما هو مرآة للآخر.
وبين الخطيب انه اسس فرقة المسرح الجامعي في طرطوس عام 2005 وقدم عرضين الاول “القرية عالم صغير” والثاني “المقولوية” وبعد ان تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قدم عدة عروض في المسرح القومي بطرطوس واسس فرقة “المسرح الصغير” مشيرا إلى أن التركيز حاليا على النصوص السورية ضمن مسعى لتكريس صناعة مسرح سوري بالكامل.
من جهته علي منصور الذي أدى شخصية الشاعر في العرض والذي يعتقد بأنه لم ينل التقدير في حياته يختطف من شخص يجبره على كتابة الشعر لمعشوقته وهي فرضية قام عليها العرض المسرحي بين شخصيتين متناقضتين احداهما تحمل الشعر والاخرى بعيدة كل البعد عن المشاعر والأحاسيس.
وأشار منصور إلى أن هذه المهرجانات فكرة جيدة لان مجرد اقامتها في الظروف الراهنة مهم جدا لإثبات ان الحياة مستمرة وتمنى ان تعود في المستقبل المهرجانات النوعية كما كانت من قبل ويعود بلدنا الى سابق عهده.
يذكر ان المهرجان يختتم فعالياته مساء اليوم بإعلان نتائج المسرحيات المشاركة وتقديم الجوائز للعروض المميزة.