دمشق-سانا
تحمل نصوص السيناريست فادي قوشقجي حالات عصرية تقدم فكرا وقيما مجتمعية لا تميل إلى إلقاء المواعظ بدءا من مسلسل على طول الأيام باكورة اعماله عام 2006 مرورا بـ تعب المشوار عام 2011 و أرواح عارية 2012 /.
الشريحة المستهدفة من نصوصه وعلاقته بالرقابة كانت بداية حديثه لنشرة سانا الشبابية مؤكدا أنه يختار جمهوره من شرائح متعددة ليكون صوتا صادقا للموءمنين بما يطرحه ويقول “أما الرقابة فقد اعتدنا اللعب معها والعمل على رفع السقف تدريجيا وأعتقد أننا نحقق خطوات لا بأس بها في هذا المجال ولا أنكر انني أحلم باختفاء الرقابة تماما وبين الواقع والحلم زمن وجهد فلندع الفرصة لهما ليعملا”.
تتضمن أعمال قوشقجي صفات ودية إذ نجد أن شخصيات مسلسل في ظروف غامضة الذي أخرجه المثنى صبح وعرض في شهر رمضان 2015 تتورط في قول شيء كانت تقصد به شيئا آخر والمضمر فيه أكثر بكثير من الظاهر ما جعل البعض من الجمهور يجده متعبا كعمل كامل وهناك من وجد فيه اختلافا من الناحية الفنية عن أسلوب قوشقجي المعتاد في الكتابة.
ويعلق على هذه الفكرة قائلا “نعم هو متعب، لكنني لا أقبل أن تتحول فكرة كونه متعبا لمادة مخصصة للانتقاد. أقبل انتقادا جماليا فنيا أو انتقادا فكريا للعمل أما أن يقال إن كونه متعبا هو نقطة ضده فهذا ما لا أفهمه ولا أتقبله.. أنا أختار جمهوري، وآمل أن يختارني الجمهور الذي اخترته”.
لم يراهن قوشقجي يوما على العرض الأول لأعماله ولا على المشاهدة الأولى ويقول في هذا “لست ممن يحاولون خطف الأبصار أزعم أن عملي تراكمي وغالبا أحصد بالفعل نتيجة مرضية”.
ويذكر الفنان الشاب أن المنبر الذي يستخدمه غير منحصر بالدراما فلديه أيضا الرواية والمقالة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وسيكون في كل منها بقدر ما تسمح الظروف.
وينحاز قوشقجي للجمال وللقيم التي ينتمي إليها، للبلد وأهل البلد، ويرفض اعتباره متحيزا للمرأة ويقول “لطالما سمعت أنني متحيز للمرأة، إلا أنني لا أرى نفسي على هذا النحو. كل ما أقوله إما يشبه امرأة أو يمثل قضية تعني امرأة أكثر من سواها. كتبت عن نساء التقيت بهن، وكتبت عن نساء لم ألتق بهن، الواقع والمشتهى يسيران جنبا إلى جنب في أعمالي سواء تعلق الأمر بالمرأة أو أي تفصيل آخر، وفيما يتعلق بالمرأة، غالبا ما يكون الواقع أجمل من أي خيال”.
وفي عمله الجديد نبتدي منين الحكاية الذي يصوَر حاليا في دمشق، يكتب قوشقجي عن الحياة والحب وهاجس الموت مؤكدا أن صباحات دمشق ولياليها برغم كل ما تمر به لا تزال تحتضن العشاق وتحنو عليهم، وتقدم لهم المساحات الفسيحة ليعيشوا قصص عشقهم.
ويؤكد قوشقجي أنه لم يغادر دمشق متسائلا “لماذا أغادر…لقد قلت على لسان بطلي في مسلسل في ظروف غامضة ما بستحكم عيش غير هون فهذه الكلمة تمثلني جدا.. وأرجو ألا أبدو خطابيا لكنها الحقيقة.. لا ترضيني مدينة في العالم بعد دمشق ولا بلد في العالم بعد سورية”.
ربى شدود