الشريط الإخباري

الأديب الدكتور هزوان الوز: أعمالي الأدبية تعكس الطبقة العاملة في المجتمع

دمشق-سانا

الأديب الدكتور هزوان الوز كتب في القصة والرواية والبحث السياسي والترجمة ما جعل حياته مليئة بالتراكمات الثقافية التي شملت كثيرا من التنوعات والاتجاهات ليخلص إلى ثقافة وأدب يساهمان في بناء الحضارة الإنسانية التي طالما آمن أن يكون وطنه أول من يهتم بها.

وقال الوز في حديث مع سانا “حرصت في كل كتاباتي أن أكون صاحب موقف ابداعي أعالج في الواقع الاجتماعي الذي طالته اللوثة السلوكية والأخلاقية من خلال الاحتكاك المباشر مع الناس والمعايشة الحياتية لتفاصيل معاشهم ..ما يصبون إليه .. وما يقف دون طموحاتهم”.

وأضاف صاحب مجموعة عيون في الخريف: “كانت أعمالي الأدبية والقصصية منها على وجه الخصوص تعكس الواقع كما هو دون تجميل أو تقبيح وكانت الغاية لرؤيتي الأدبية الواقعية الطبقة العاملة في المجتمع غير مستند في ذلك لأي أيدولوجية معينة فمرجعيتي هي الواقع”.

وبالنسبة لفن كتابة القصة القصيرة جدا رأى مؤلف رواية سرير من الوهم أن هذا النوع من القصة يعمل على إثبات هويته لأنه ما زال يبحث عن مكوناته وما هي إلا تجارب قد تذهب أحيانا إلى النجاح أو إلى غير ذلك من النتائج السلبية لأن هناك من يذهب إليها هروبا من تناول أجناس أدبية أخرى تحتاج إلى جهد وثقافة وموهبة أكبر معتبرا أن القصة القصيرة جدا ما زالت تبحث عن خلاص لتصل إلى شكلها الأخير وإن كانت في أغلب الأحيان تعبر عن مكنون داخلي مكون من تحولات اجتماعية سياسية أو إنسانية أو عاطفية أو غير ذلك.

ووجد الدكتور الوز أن الأديب الموهوب يحتاج بسبب ما يعيشه من إرهاصات وتداعيات إلى تغيير الشكل الأدبي المعهود الذي يعتنقه إلى شكل قد يسبب حالة أخرى من الارتياح طالما يخدم مجتمعه خلالها بشرط ان يساهم في تنوير سياسي حقيقي يتصدى للتضليل ولمشاعر الكره والتنافر.

وفي مجال البحوث السياسية يبين مؤلف كتاب نحو مجتمع معرفي أهمية وجود الأدب في الكتابة السياسية كما فعل في بحوثه لأنه الأساس الذي ينشئء ظاهرة التشويق والإثارة في بناء البحث أو المقالة السياسيين وهو نوع من الأشكال الثقافية الذي ينتج عن التحريض الداخلي للإنسان الكاتب ولا سيما أن المرحلة الراهنة التي تعيشها أمتنا هي بحاجة ماسة إلى مثل هذا الفكر الذي يعمل على تنوير الذاكرة والخيال.

أما عن النقد ودوره على الساحة الثقافية السورية فأشار إلى أنه يأخذ دورا مهما في رصد الحركة الأدبية على مختلف أجناسها وغالبا ما يتابعها بشكل منهجي فهو مواكب لأغلب التجارب الابداعية التي تستحق الوقوف عندها مستشهدا بمتابعة عدد من النقاد لأعماله الأدبية وتفكيك بنيتها والتوغل في مفاصلها ومعانيها وماهيتها. والنقد في سورية كما يعتبره الوز يلعب دورا كبيرا في دفع المواهب الابداعية وتطورها ولا سيما المواهب الجديدة ذات المقومات الحقيقية وإن كانت بعض الأصوات النقدية تذهب إلى اتجاهات ذاتية معبرة عن نزعات شخصية أو تفتقد للقدرة على المقابلة بين المنهج والنص بسبب عدم امتلاك ثقافة نقدية حقيقية لدى البعض.

وعن تجربته في الترجمة قال الوز “ترجمت بعض الكتب الأدبية عن اللغة الروسية وذلك وفق اختيارات تخدم ثقافة بلدي وتشكل مثاقفة واسعة بين اللغتين ولا سيما أنني ذهبت إلى اتجاهات إنسانية تنمي الحس التربوي والاجتماعي والأخلاقي وصولا إلى تنشئة وطنية ضرورية ولا بد لكل إنسان أن يتحلى بها”.

وردا على سؤال حول سبب تراجع المواهب الأدبية على الساحة الثقافية قال مؤلف كتاب الوطن في لحظة الحقيقة: “أدى عدم اتباع المنهج الواقعي وعدم الاعتماد على الاسلوب التعبيري الذي يحتاجه مجتمعنا فيما يواجهه من قهر وأزمات وأوجاع أن تبتعد التجارب الإبداعية الجديدة عن المتلقي بحجة الحداثة التي تصنع نصا ضعيفا بعيدا عن الأسس وقد يكون خاليا من الحدث” معتبرا أن انتشار قصصه ورواياته في السنوات الأخيرة هو عدم انهزامه من مواجهة الواقع المر الذي يتطلب وجود الكاتب الحقيقي والمبدع الصادق وهذا لا يقتصر فقط على القصة والرواية وانما يشمل الفكر السياسي والترجمة.

يشار إلى أن الدكتور هزوان الوز وزير التربية حاصل على إجازة في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق وعلى شهادة الدكتوراه في العلوم التقنية من معهد خاركوف البوليتيكنيكي في الاتحاد السوفييتي السابق عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق جمعية القصة والرواية له العديد من المؤلفات الاختصاصية التدريسية للتعليم المهني والتقني كما شارك في كثير من الحلقات الدراسية وورشات العمل داخل سورية وخارجها ونشر العديد من المقالات والدراسات العلمية في مجلات متخصصة له كتب مطبوعة في مجالات القصة والرواية والفكر السياسي منها عيون في الخريف وحكايا طائر السمرمر في القصة وسرير من الوهم و حاء الحبّ راء الحرب في الرواية كما ترجم أعمالا أدبية منها رواية حب ميتيا للكاتبة الروسية غالينا شير باكوفا.

محمد خالد الخضر