S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
أستانا – سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موقف الولايات المتحدة حول حل الازمة في سورية “غير بناء” وخاصة بعد رفض واشنطن استقبال وفد روسي رفيع.
وقال بوتين بعد محادثات مع نظيره الكازاخستاني نور سلطان نازارباييف في أستانا اليوم “إن رفض واشنطن الاقتراح الروسي بشأن إجراء حوار مباشر حول الأزمة في سورية يعد موقفا غير بناء ويبدو أن ضعف هذا الموقف يعود إلى انعدام أي أجندة يمكن أن يعتمد عليها وليس عندهم ما يتحاورون حوله”.
وكان بوتين أعلن الثلاثاء الماضي أن روسيا اقترحت على شركائها الأوروبيين والأمريكيين عقد لقاء دولي رفيع المستوى في موسكو بشأن ايجاد حل سياسي للأزمة في سورية وأعربت عن استعدادها لإرسال وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف إلى واشنطن وفي اليوم التالي أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن واشنطن رفضت استقبال الوفد الروسي.
واستغرب بوتين الانتقادات التي توجهها واشنطن إلى العمليات العسكرية الروسية لمكافحة الإرهاب في سورية والتي بدأت منذ الثلاثين من الشهر الماضي رغم ان الولايات المتحدة ترفض اي حوار مباشر حول حل الازمة في سورية.
واشار بوتين إلى أنه أطلع نظيره الكازاخستاني على نتائج اجتماع رباعية النورماندي أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا المعنية بالتسوية في أوكرانيا في باريس الشهر الماضي وبسير العملية الروسية في سورية والتطورات الميدانية في هذه البلاد .
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف تعليقا على الموقف الأمريكي: “إن تخلي واشنطن عن الحوار لا يساهم في الجهود الرامية إلى إنقاذ سورية والمنطقة برمتها من تنظيم “داعش” الارهابي”.
وكان الرئيس الروسي بدأ مساء امس زيارة دولة الى كازاخستان لبحث التعاون بين البلدين في اطار الاتحاد الأوراسي الاقتصادي اضافة الى مسائل ملحة تتعلق بالأجندة الدولية والاقليمية من بينها الازمة في سورية كما سيشارك خلال الزيارة في قمتي رابطة الدول المستقلة والمجلس الأوراسي الاقتصادي الاعلى المقرر عقدهما في منتجع بوراباي الكازاخستاني غدا.
لافروف يجدد الدعوة إلى توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب
من جهته جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدعوة إلى توحيد الجهود الدولية لمكافحة التهديد الإرهابي والتصدي لهذا الشر العالمي.
وأشار لافروف في رسالة وجهها للمؤتمر الدولي الذي افتتح اليوم في موسكو تحت عنوان “روسيا وتركيا… تعزيز الشراكة المتعددة الاتجاهات” في ذكرى مرور “95” عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وألقاها نيابة عنه نائبه “أليكسي ميشكوف”إلى أن “موسكو وأنقرة تملكان وجهتي نظر مختلفتين حول بعض المسائل” معتبرا أن “تقارب الموقفين يمكن أن يتم فقط من خلال التبادل المنفتح ل
لآراء والبحث عن نقاط الإلتقاء”. بدوره انتقد ميشكوف في رد على أسئلة وجهت إليه خلال المؤتمر التصريحات الغربية حول العملية العسكرية الروسية في سورية وقال إن ” روسيا تتلقى في الآونة الأخيرة اتهامات بأنها لا تقصف في سورية من يجب قصفهم.. ولكننا كنا قد اقترحنا مرارا الجلوس معا وأن ننظر إلى الخرائط.. اعرضوا علينا مواقع المتطرفين الذين يجب قصفهم وأعطونا أهدافا وإشارات لضربها “.
ولفت ميشكوف إلى أن الأحداث الأخيرة بين تركيا وروسيا تؤكد ضرورة تفعيل التعامل عبر قنوات اتصال وزارتي الدفاع في البلدين من أجل تجنب حصول حوادث مشددا على أنه يجب في مكافحة الإرهاب توحيد الجهود بدلا من توجيه اتهامات مختلفة من قبل بعضنا البعض.
وذكر الدبلوماسي الروسي أن الوزارتين تباشران حاليا إقامة روابط بينهما من أجل مكافحة الإرهاب بجهود مشتركة .
من جانبه أشار “علي كمال أيدين” نائب وزير الخارجية التركي في كلمة ألقاها أثناء المؤتمر إلى ضرورة اعتماد موسكو وأنقرة في علاقاتهما على مبادئء الاحترام المتبادل.
بيسكوف: الهدف الرئيسي للعمليات العسكرية الروسية في سورية دعم الجيش في محاربة الإرهابيين
بدوره جدد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف التأكيد على أن الهدف الرئيسي للعمليات العسكرية الروسية في سورية هو دعم عمليات الجيش السوري في محاربة الإرهابيين والمتطرفين.
وكان بيسكوف أكد في تصريحات له أمس أن روسيا الاتحادية ستواصل تقديم الدعم للعمليات العسكرية للجيش العربي السوري.
وقال بيسكوف في رده على أسئلة الصحفيين بخصوص المعلومات حول نشر بيانات وصور لطيارين روس يشاركون في العمليات العسكرية في سورية “إن الكرملين لم يحصل بعد على معلومات عن توزيع وسائل الإعلام الأوكرانية والإنترنت لهذه الصور والبيانات ولكن إذا كان الأمر كذلك فسوف يجري اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة العسكريين الروس”.
وشدد بيسكوف على أن “أجهزة الاستخبارات الروسية تراقب مثل هذا الموضوع عن كثب وبطبيعة الحال إنها أعمال عدائية ضد بلدنا وضد جنودنا” مبينا أنه “سيتم في هذا السياق اتخاذ التدابير الواجب تطبيقها لضمان سلامة عسكريينا”.
