حمص-سانا
يجسد الشاب يحيى العسس مثالا إنسانيا متميزا في الاجتهاد والجد لتحقيق تطور ذاتي لافت وذلك عبر تحديه لاعاقته التي ابتلي بها لدى فقدانه بصره وتحويلها إلى مصدر قوة والهام زوده بكثير من العزيمة لمتابعة دراسته والتقدم خطوات إلى الأمام في مجالات عملية ورياضية وعلمية عدة حتى تفوق على الكثير من اقرانه الاصحاء مبرهنا بذلك على قدرة الإنسان وإمكاناته الفريدة متى توفر لديه الأصرار الكافي للعمل والبذل بصبر وروية.
“التقدم في أي مجتمع يقاس بمدى اهتمامه بفئاته وأفراده الأصحاء منهم أو ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يتطلب وضعهم الصحي اعداد خطط ودراسات وتضافر جهود الجهات المسؤولة والمعنية لتحقيق النسبة الأكبر من متطلباتهم” بهذه الكلمات استهل العسس حديثه لنشرة سانا الشبابية مؤكدا أن الكفيف هو إنسان سليم إلا أنه يحتاج بعض الرعاية والدعم من قبل كوادر متخصصة.
وأضاف إنه درس في مدينة حمص حيث نال الشهادة الثانوية ودخل جامعة دمشق ليدرس علم الاجتماع وقد تخرج بمعدل جيد جدا فتم اختياره ليكون رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين في مدينة حمص وكان عضوا فاعلا في هذه الجمعية اذ عمل ما بوسعه لينهض بالكفيف الى أعلى المراتب.
وقال لم يقف طموحي عند هذا الحد فقد كنت أحلم بالتقدم في مجال الشطرنج والرياضة و كلاهما من مجموع هواياتي المفضلة منذ الصغر فشاركت في بطولات عدة منذ العام 1989 وحزت المركز الاول في بطولة كرة الهدف على مستوى المحافظات وكرة الهدف هي كرة تحتوي على جرس في داخلها لتساعد الكفيف على التقاطها ولم يقف طموحي عند هذا النجاح بل تعداه الى المشاركة ببطولات خارج سورية حيث شاركت في بطولة آسيا العام 2006 ونلت المركز الخامس ببطولة كرة الهدف.
ولفت إلى أن الأساليب الجديدة المتطورة تساعد الإنسان الكفيف على متابعة دراسته وعمله بشكل أفضل وكذلك الدورات التي تقام في مجال تقويم عيوب البصر والتدريب على الكتابة على أحدث الاجهزة.
مثنيا على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة السورية في رعاية كل محتاج من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تقيم لهم دوريا ورشات عمل متخصصة تنهض بقدراتهم الفردية كما انها أصدرت مراسيم تخصهم ومنها مرسوم الدمج المدرسي لذوي الاحتياجات الخاصة مع الاصحاء.
يذكر أن يحيى سليمان العسس متزوج ولديه ثلاثة أطفال وهو من مواليد 1977 .
فاتن خلوف