رغم تجاوزها الرابعة والستين من العمر: هند النجم تواجه صعوبات الحياة بتأسيس مشروع لصناعة الخبز العربي بريف السويداء

السويداء-سانا

لم تمنع سنوات عمر هند النجم التي تجاوزت الرابعة والستين وألمها على فراق ابنها الشهيد قصي منصور قيسية من متابعة مسيرة حياتها وإقامة مشروع صغير لصناعة الخبز العربي في بلدة الغارية بريف السويداء .

أم أدهم كما تريد مناداتها هي إحدى النساء التي شكلت نموذجاً للمرأة الناجحة بصلابة إرادتها وإصرارها على العمل حين قررت أن تعيل أسرتها بعملها الخاص من خلال تأسيس منشأة صغيرة لتصنيع الخبز العربي حاولت من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرتها متحدية الصعوبات التي واجهتها والتي تمثلت بمرض زوجها الذي يبلغ من العمر 75 عاماً واستشهاد ابنها الذي كان يعيل الأسرة ليتحول مشروعها إلى قصة نجاح في بلدتها.

وتشير أم أدهم في حديثها لسانا إلى أنها بدأت مشروعها في أيار العام الماضي بعد أن حصلت على قرض تنموي من قبل صندوق التمويل الخاص للمشروعات متناهية الصغر ضمن برنامج مشروعي في قرية الغارية بقيمة110 آلاف ليرة حيث استفادت من هذا القرض في تجهيز المكان لصناعة الخبز العربي وشراء عجانة و مولدة كهربائية و بعض القمح إضافة إلى تجهيز فرن يعمل على الحطب لضمان استمرارية العمل.

وبينت أن الكميات التي تقوم بخبزها لوحدها تتراوح بين 40 و 60 كيلوغراما من مادة الطحين يومياً حيث تعمل على خبز كميات الطحين التي تأتيها من الراغبين بتحويل طحينهم إلى مادة الخبز إلى جانب خبز كميات من القمح التي تقوم بشرائه وتسويقه في الغارية والقرى المحيطة مثل أم الرمان وعنز والمغير لافتة إلى أن هذا المشروع أعانها على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة وحقق لها نوعا من الاكتفاء الذاتي واستطاعت أن تسدد جزءاً كبيراً من قيمة هذا القرض التنموي في زمن قياسي.

ويلفت محاسب صندوق التمويل الخاص للمشروعات متناهية الصغر في قرية الغارية ماهر سعيد إلى أن صاحبة المشروع ملتزمة بتسديد الأقساط المستحقة عليها والبالغة 3 آلاف ليرة شهرياً منوها بأهمية هذا النوع من الأنشطة الاقتصادية في توفير فرص عمل في ريف المحافظة وتمكين الأسر المحتاجة من إعالة نفسها من خلال مشاريع متناهية الصغر تسهم في رفع مستواها المعيشي وتحسين دخلها وبالتالي تحقيق تنمية في المجتمع الريفي مبيناً أن عدد المستفيدين من القروض التي منحها الصندوق في القرية بلغ حتى الآن 127 مستفيداً حصلوا على قروض تتراوح قيمة القرض الواحد بين 30 و 125 ألف ليرة من بينها قروض للأغراض التعليمية.

سهيل حاطوم