ندوة “الترجمة واقع وآفاق” تناقش رسالة الترجمة وواقعها ودورها التنموي-فيديو

دمشق-سانا

أقام اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع الهيئة السورية العامة للكتاب ندوة بعنوان “الترجمة واقع وآفاق” تضمنت كثيرا من تداعيات الترجمة على مستوى سورية والعالم ومدى أهميتها على الصعيد الثقافي والوطني وذلك في المتحف الوطني بدمشق.

وقال الدكتور جهاد بكفلوني مدير عام هيئة الكتاب في تصريح لـ سانا “يشكل العالم جزرا ستبقى معزولة فيما بينها إذا لم ترفدها جسور التواصل والترجمة بلا ريب قادرة على مد تلك الجذور وتدعيمها لإغناء الحضارة الإنسانية ورفدها بماء متجدد يكفل صيرورتها وسيرورتها”.

وأضاف بكفلوني “تعي وزارة الثقافة أهمية الترجمة ومن هنا جاءت هذه الندوة في اليوم العالمي للترجمة للاستفادة من خبرات الباحثين الذين سيقدمون الكثير من الأفكار المهمة التي تغني عملية الترجمة إلى أبعد الحدود”.

ورأت سوزان ابراهيم مديرة الترجمة في هيئة الكتاب أن الندوة تتضمن محاور متعددة تشمل مساحات واسعة من واقع وهموم ومشكلات الترجمة وطموحاتها وآفاقها معربة عن أملها بان يتمكن المشاركون من تقديم رؤى وتوصيات لرسم خطة عمل للعام القادم حول آفاق الترجمة في هيئة الكتاب واتحاد الكتاب.

واعتبرت الدكتورة نورا أريسيان أمينة سر جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب خلال محاضرتها التي جاءت بعنوان “رسالة الترجمة” أن هذه المهنة جديرة بحمل اسم “مهنة السلام فهي تقدم ألسنة الشعوب الأصيلة وأدبها الرفيع وقيمها السامية ومعارفها المفيدة” مؤكدة أن مديرية الترجمة بوزارة الثقافة وجمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب تبذلان ما بوسعهما للعمل على ترجمة آداب العالم إلى لغتنا ومحاولة ترجمة أدابنا إلى لغات العالم.1

ودعت أريسيان الى توحيد الجهود وتكثيفها لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف وحدتنا الوطنية ويدمر آثارنا التاريخية “الشاهد الحاضر على عظمة مساهمتنا في الحضارة التي يخدمها المترجمون في كل أرجاء العالم” مناشدة باسم المترجمين السوريين زملاءهم في العالم للتضامن معهم ضد الحرب الإرهابية التي تشن على بلدنا مهد الحضارة الإنسانية.

وتحدث الدكتور راتب سكر عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في محاضرته “الترجمة الأدبية ميدانا للأدب المقارن” عن نشأة علم الأدب المقارن في فرنسا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر واتجاهه إلى جعل الترجمة ميدانا رئيسا من ميادين دراساته فغدت هذه الدراسات شريكة ومتممة لدراسات علماء الترجمة واللغات .

وأشار سكر إلى تفاوت مواقف الباحثين من تقدير دور الترجمة في التفاعل بين الآداب والثقافات وتفاوت مواقفهم من شرعية الاعتماد على منجزاتها في الدرس الأدبي المقارن مبينا في الوقت نفسه أن الترجمة قدمت في تاريخ الثقافات البشرية إسهاما واسعا وعميقا في نماء الصلات بين الآداب والثقافات العالمية المختلفة وتفاعلها.

أما المترجم عدنان جاموس عضو اتحاد الكتاب فأشار في محاضرته التي حملت عنوان “الترجمة عن لغة وسيطة.. الدكتور سامي الدروبي أنموذجا” إلى أن سر تفرد الدروبي عن غيره من سائر المترجمين عن لغة وسيطة والذي ترجم لأدباء روس عن اللغة الفرنسية لكون ترج1مته تتسم بالدقة والأمانة وبنصاعة البيان ونقاء الأداء لتأتي الترجمة صورة تمثل الأصل تمثيلا صادقا ولتكون بذلك ترجمة أخيرة إليها يرجع وعليها يعتمد فلا حاجة بعد ذلك إلى إعادة ترجمتها.

ولفت إلى ما ذكره الباحث المصري الراحل الدكتور طه حسين من أن سامي الدروبي “أنجز ما عجزت عن إنجازه مؤسسة كاملة” وإن أحد المستشرقين الروس المشهورين فلاديمير كراستوفسكي قال بعد أن اطلع على الترجمة العربية لأعمال دوستويفسكي بقلم الدروبي “لو أن دوستويفسكي كتب باللغة العربية لما كتب أجمل من هذا”.

وفي محاضرته التي حملت عنوان “دور الترجمة في التنمية الوطنية” عرض الأديب والمترجم حسام الدين خضور مقرر جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب عددا من الدراسات لباحثين سوريين تناولوا دور الترجمة في عملية التنمية معتبرا أنه يغلب على معظم هذه الأعمال الوصف والطابع التقريري فتقدم أحكاما تقنع بصحتها القارئ من دون الخوض والبحث في دليل أو برهان.

ولفت خضور إلى أن جميع من درسوا علاقة الترجمة بالتنمية أكدوا أن الترجمة محرض ثقافي وجسر يردم الهوة بين الشعوب ووسيلة أساسية للتعريف بالعلوم والتكنولوجيا وعنصر أساسي في التربية والتعليم ومواكبة الحركة الفكرية والثقافية ووسيلة لإغناء اللغة وعصرنتها وهذه كلها من مفردات التنمية.

ودعا خضور إلى التحضير لمؤتمر يضع خطة وطنية مفتوحة للترجمة وإقامة ندوات وورشات عمل للترجمة في المحافظات وتشجيع نقد الترجمة بتخصيص أبواب ثابتة في الدوريات السورية كافة وإقامة ندوات وورشات عمل للترجمة في المحافظات.

أما المترجم عياد عيد فبين في محاضرته “نحو استراتيجية وطنية للترجمة” أن الترجمة ما زالت “عشوائية” رغم ما يسعى إليه اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة لأن هناك بعض دور النشر “تغفل الجانب العلمي وتسعى إلى استراتيجيات أخرى لذلك يجب أن نلتزم بالوسائل التي تجعل الترجمة في خدمة الثقافة الإنسانية والوطنية للبلاد”.

وقال الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير مجلة الأسبوع الأدبي “إن هذه الندوة تؤكد استمرار الحياة الأدبية والثقافية في سورية بوتيرة عالية من الأداء الذي يعبر عن نفسه عبر ما يصدر من كتب مترجمة في حقول الترجمة والسياسة والأدب والبحوث والدراسات رغم كل الظروف القاسية التي تعاني منها سورية منذ خمس سنوات بسبب العدوان الجائر الذي نتعرض له”.

وأضاف نحن “نشعر بالارتياح لما يقوم به المترجمون السوريون من خلال الترجمة والترجمة المعاكسة لأن نتاجهم يشكل إسهاما كبيرا في المثاقفة بين العرب وبقية شعوب العالم ولذلك للمترجمين دور كبير في تصحيح الصورة وتصويبها والتصدي لمحاولات تشويه العلاقات الحضارية بيننا وبين شعوب العالم”.

أما المترجم جعفر علوني فاعتبر أن الترجمة يجب أن تقدم كل ما هو ضروري من أجل المثاقفة وعلى صعيد كل اللغات شرط أن يكون المترجم متأهبا لاحترام لغته ودعمها ونقلها أيضا إلى لغات العالم لتوازيها أو تتفوق عليها.

واختتمت الندوة بمحاضرة للدكتور رضوان قضماني بعنوان “حال الترجمة في زمن العولمة” بين فيها أن النهوض بالترجمة يعاني من واقع سلبي يتمثل في ضالة الكم المالي الذي ينفق على الترجمة وضعف الاحتفاء بها عربيا مشيرا إلى أن أكثر من نصف الآداب المترجمة إلى العربية محصورة في الأدب الانكليزي والأمريكي وأن أغلب الأدب العالمي يترجم نقلا عن لغة وسيطة لا عن لغته الأم.

وطالب قضماني بتشكيل وعي نقدي عال حيال الترجمة وتصعيد درجات الوعي النظري بالترجمة وحل المشكلات الجديدة الناشئة المتعلقة بإمكانيات الترجمة الآلية بواسطة الحاسوب وآفاق احتمالاتها وتوفير المترجم المتخصص في كل مجال جديد من مجالات الترجمة العلمية.

شارك في الندوة التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للترجمة الذي يحتفل به دوليا في 30 أيلول من كل عام عدد من الباحثين والمترجمين السوريين.

محمد الخضر

انظر ايضاً

بالفيديو..اتحاد الكتاب العرب يقيم ندوة بعنوان “الترجمة واقع وآفاق”