الشريط الإخباري

أوباما يسعى إلى التعويض عن فشل حلفه في محاربة “داعش” ويدعو إلى تحالف أوسع

نيويورك-سانا

سعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاهدا خلال الاجتماع الذي دعا اليه في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بقصد البحث عن تحالف أوسع ضد تنظيم “داعش” الإرهابي إلى تبرير فشل التحالف الذي شكلته واشنطن قبل أكثر من عام.

ولم تخرج كلمة أوباما كثيرا عن السياق الذي تحدث به أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوى أن محاربة الإرهاب تحتاج الى حشد الجهود إلا أنه حاول التهرب من المسؤولية عن تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي الى مناطق جديدة من خلال أسباب تعود إلى حكومات البلدان وأسباب أخرى طائفية.

وأراد أوباما التغطية على فشل تحالفه في سورية بمحاربة “داعش” ووقف تمدده زاعما أن “هزيمة التنظيم الارهابي في سورية تحتاج إلى قيادة جديدة” مصرا عبر ذلك على التدخل في الشؤون الداخلية السورية وعرقلة أي حلول للازمة في سورية تتم بالحوار بين السوريين دون تدخل خارجي.

وكانت الولايات المتحدة أرسلت مجموعتين إرهابيتين إلى سورية ممن تسميهم “معارضة معتدلة” بعدما دربتهما وزودتهما بالسلاح لمحاربة “داعش” غير أن المجموعة الأولى لم يبق منها سوى 5 فقط والثانية سلمت أسلحتها إلى “جبهة النصرة” الإرهابية بإقرار مسؤولين أمريكيين الأمر الذى دفع العديد من المراقبين إلى التأكيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على التنظيم الإرهابي بل تحقيق الاستفادة القصوى منه.

وأعاد أوباما اعترافه بضرورة “التحدث الى روسيا وإيران لحل الأزمة في سورية” غير أنه عمد في اجتماع اليوم إلى استباق اجتماع خاص لمجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب دعت اليه روسيا التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الامن وهو ما يدل على عدم الجدية الأمريكية في التعاون مع الدول المهمة في المنطقة لمحاربة الإرهاب.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أكد أن هذه المبادرة من حيث المبدأ خاطئة حيث تقوض بشكل خطر جهود الأمم المتحدة في هذا الاتجاه رافضا أن يرتدي أحد ما عباءة أكبر منه ويتولى مهام الأمم المتحدة.

وأقر أوباما “بأن الحرب مع تنظيم “داعش” ليست حربا تقليدية بل اعتبرها مهمة طويلة الأمد” وهو ما يدل على تناقض في تفكير أوباما الذي توعد أمس بسحق ما اسماه “الدولة الاسلامية” غير أنها تعكس في ذات الوقت رغبة أمريكية بإطالة أزمات الشرق الاوسط والاستفادة قدر الإمكان من الإرهاب الموجه عن بعد لتحقيق أهداف جيوسياسية واضحة.

وادعى أوباما أن الخطوات التي حققها التحالف “أدت إلى وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية” لكن صحيفة نيويورك تايمز كشفت قبل أيام أن 250 أمريكيا يقاتلون في صفوف التنظيمات الارهابية في سورية والعراق علما أن تقارير صدرت قبل عام تقريبا أشارت إلى أن 100 أمريكي فقط انضموا إلى هذه التنظيمات وهو ما يؤكد من جديد عدم مصداقية الادعاءات التي أطلقها أوباما وعدم قدرة تحالفه في السيطرة على الحدود وضمان عدم عودة الإرهابيين الى بلدانهم حسب زعمه.

وتتجاهل الإدارة الأمريكية بشكل تام وفاضح حقيقة أنها المسؤولة الأولى عن انتشار الإرهاب في سورية عبر تقديمها الدعم المادي والسياسي والعسكري ومن وراءها دول الاتحاد الأوروبي ودول اقليمية بينها تركيا والأردن ومشيخات الخليج للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية كما تحاول دائماً تزوير الحقائق أمام الرأي العام.

كاميرون يتحد مع أوباما باعتبار أن المعركة على “داعش” طويلة الأمد

كما عكست تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للبحث عن تحالف أوسع لمحاربة الإرهاب عن نية مشتركة لدى الحليفين بإطالة أمد الازمات في المنطقة بدعوى أن الحملة الدولية لمكافحة “داعش” طويلة المدى.

وحول أزمة لجوء السوريين التي عمل الغرب على استغلالها والمتاجرة بها بأساليب مختلفة قال كاميرون إن بريطانيا أنفقت مليارا و600 مليون دولار على دعم اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وسنواصل فعل ذلك لأن هذا أمر ضروري بدلا من العمل مع بقية الدول الأخرى لحل الازمة في سورية وانتهاج سياسات واقعية تمتثل لإرادة السوريين.

ولفت كاميرون الى جريمة اعدام تنظيم “داعش” الإرهابي لرهينة بريطاني في الصحراء السورية داعيا إلى اجتثاث الافكار المتطرفة في الدول الاوربية وبناء المجتمعات المندمجة.

ورغم أن خطر الارهاب لا يقف عند حدود وإمكانية ارتداده على داعميه باتت اليوم أمرا واقعا بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دول أوروبية ولاسيما فرنسا فإن الدول الغربية ماتزال مصرة على تجاهل التنسيق مع الجيش السوري الذي يعد القوة المؤثرة والوحيدة في محاربة الإرهاب.

انظر ايضاً

بعد أكثر من عام من إعلان الحرب على “داعش” دون نجاحات تذكر…أوباما يريد تكثيف الحملة الأميركية ضد التنظيم الإرهابي

واشنطن-سانا أعلن البيت الابيض ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرغب فيما سماه “تكثيف حملة الولايات …