الشريط الإخباري

الغارديان: أمير سعودي رفيع المستوى يدعو للاطاحة بالملك سلمان بن عبد العزيز

لندن-سانا

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن أميرا سعوديا رفيع المستوى أطلق دعوة غير مسبوقة من شخصية بهذا المستوى لعزل الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” وتغيير النظام في السعودية لافتا إلى تنامي الاستياء في العائلة المالكة وبين عامة الشعب بشأن حكم سلمان مع الانهيار المتواصل في أسعار النفط والانتقادات الموجهة اليه بشأن تعامله مع كارثة مقتل المئات من الحجاج في منى إضافة إلى إدخاله البلاد في حرب ضد اليمن.

وكتب الأمير الذي لم يكشف عن اسمه لأسباب أمنية وهو أحد أحفاد مؤسس المملكة السعودية “عبد العزيز بن سعود” رسالتين في وقت سابق من الشهر الجاري يدعو فيهما إلى إقالة سلمان ويقول فيهما “إن الملك ليس في حالة صحية مستقرة والحاكم الفعلي للبلاد هو ابنه محمد بن سلمان”.

وتابع الأمير السعودي قائلا “إن أربعة أو خمسة من أعمامي سيجتمعون قريبا لمناقشة الرسالتين وهم يعدون خططا مع العديد من أبناء إخوتهم لفتح الباب للآخرين” لافتا إلى أن الكثيرين من الجيل الثاني متحمسون للفكرة.. “كما أن أطيافا متنوعة من الشعب تدفع بقوة بهذا الاتجاه وبينهم زعماء قبائل وهم يقولون إن علينا ان نقوم بهذه الخطوة والا فان البلاد ستواجه كارثة”.

ويدعو الأمير في رسالتيه الأولاد الـ13 الباقين لـ ابن سعود وخصوصا الأمراء طلال وتركي وأحمد بن عبد العزيز إلى التوحد والإطاحة بالزعامة في القصر السعودي قبل تشكيل حكومة جديدة.

وقالت الغارديان.. إن مجموعة من الحقائق باتت تعصف بالملك السعودي وولي عهده محمد بن نايف ونائب ولي العهد محمد بن سلمان من بينها الماساة المزدوجة التي وقعت خلال شعائر الحج هذا العام وهي سقوط الرافعة على الحجاج ومقتل أكثر من مئة شخص ومن ثم حادثة التدافع في منى ومقتل أكثر من 700 شخص وهو ما أثار التساؤلات والشكوك بشأن إدارة السعوديين لأكثر الأماكن قدسية في الاسلام.

ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات السعودية وكعادتها أنكرت أن يكون أي من المسؤولين رفيعي المستوى مسؤولا عن المأساتين غير أن عامة الشعب تحدثوا بوضوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أنهم لم يعودوا يصدقون هذه الأكاذيب.

ويقول أحد الناشطين من مدينة مكة طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من العاقبة “إن الناس في المملكة يعلمون جيدا ما يجري ولكنهم لا يستطيعون الكلام .. والسلطات تلقي المسؤولية على المسؤولين الأقل مستوى كعمال الانقاذ او بطء وصول سيارات الإسعاف في محاولة لتفادي مواجهة السبب الرئيسي للمأساة”.

وتقول الغارديان إن آل سعود يستمدون شرعيتهم السياسية والدينية من إدعائهم بأنهم يشرفون ويديرون الأماكن المقدسة ويجعلونها آمنة لكل المسلمين غير أن كارثتي الحج هذا العام ستضران كثيرا بالشرعية التي يحاولون رسمها لأنفسهم.

وقالت الصحيفة إن نجل الملك محمد بن سلمان وعلى الرغم من صغر سنه بحسب المعايير السعودية وهو في الـ 35 من العمر فهو يتولى العديد من المناصب من بينها وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يعتبر لجنة صنع القرار الأساسية بشأن الاقتصاد السعودي وهو ما يجعله مسؤولا عن العديد من المشاكل في السعودية وفوقها جميعا الحرب السعودية على اليمن.

وأشارت الغارديان إلى أن الانتقادات تتصاعد لمحمد الذي يطلق عليه العامة لقب المستهتر بسبب اندفاعه الى هذه الحرب دون استراتيجية عسكرية ملائمة او خطة خروج .

ويقول الرائد دخيل بن ناصر القحطاني القائد السابق لعمليات سلاح الجو السعودي في قاعدة الملك عبد العزيز في الضهران الذي اعلن انشقاقه العام الماضي.. “هذه حرب ضد الدولة اليمنية وضد ان تكون اليمن مستقلة ..ليس لهذه الحرب أساس سياسي شرعي وهي ليس ما يريده الناس هنا”.

وأوضح القحطاني أن تسعين بالمئة من الشعب السعودي لا يريدون هذه الحرب بعكس ما تروج له وسائل الإعلام السعودية.

وقالت الغارديان ان الامير السعودي صاحب دعوة الاطاحة يقول انه يتمتع بدعم واسع سواء داخل العائلة المالكة أو بين أفراد الشعب غير انه وحتى الان لم يجروء سوى أمير واحد على التعبير علنا عن دعمه وهو أمر مفهوم نظرا للتاريخ الوحشي الذي يلتصق باسم السعودية عندما يتعلق الأمر بمعاقبة الأشخاص المناهضين للعائلة الحاكمة.

انظر ايضاً

كاتب في الغارديان: بريطانيا أدمنت التدخلات العسكرية وحولتها إلى عادة لا غنى عنها

لندن-سانا رأى الكاتب الصحفي البريطاني جون كريس أن شن تدخلات  عسكرية واعتداءات متكررة هنا وهناك …