الشريط الإخباري

717 قتيلا بسبب تدافع الحجاج.. إيران: الحادثة برهنت عدم كفاءة آل سعود في إدارة شؤون الحج

منى-السعودية-طهران-سانا

قتل 717 حاجا وأصيب أكثر من 800 آخرين اليوم بسبب تدافع الحجاج خلال رمي الجمرات في منى.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية واس عن الدفاع المدني قوله عبر حسابه على موقع تويتر إن “الحادث وقع صباحا في شارع 204 في منى ما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم” مشيرا إلى مقتل 717 حاجا وإصابة 805 آخرين .

خامنئي: سوء الادارة السعودية والتعامل غير الصحيح تسبب بوقوع الحادث الأليم

من جانبه قال قائد الثورة الاسلامية في إيران علي خامنئي إنه “من غير الممكن عدم الأخذ بعين الاعتبار سوء الادارة السعودية والتعامل غير الصحيح في التسبب بوقوع الحادث الأليم” لتدافع الحجاج خلال رمي الجمرات في منى والذي أودى بحياة مئات الأشخاص اليوم.

ودعا خامنئي في بيان اليوم الحكومة السعودية إلى تحمل مسؤولياتها لما جرى في الحادث المأساوي بمشعر منى والتعامل مع الامر وفقا للعدل والانصاف معلنا الحداد الرسمي لثلاثة أيام في إيران وذلك إثر هذا الحادث الذي أودى بحياة العشرات من الحجاج الإيرانيين.

وطالب قائد الثورة الاسلامية بعثة الحج الايرانية بمواصلة عملها بهدف معرفة مصير الحجاج الايرانيين وتقديم الاسعافات الضرورية لهم وتقديم العون لباقي الحجاج من الدول الأخرى والوقوف إلى جانبهم كواجب إسلامي وإنساني.

وفي وقت سابق أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان أن وزارة الخارجية شكلت لجنة لمتابعة أوضاع الحجاج الإيرانيين في حادث التدافع بمنى محملا مسؤولي النظام السعودي مسؤولية الحادث.

وقال عبد اللهيان “لابد أن يتخذ المسؤولون السعوديون الإجراءات الفورية واللازمة لإدارة الأزمة وضمان سلامة الحجاج” مشددا على أن سوء الإدارة والإهمال في ضمان سلامة الحجاج لايمكن التغاضي عنه.

وكانت الحصيلة السابقة لضحايا التدافع في منى أشارت إلى وقوع أكثر من 310 قتلى وإصابة أكثر من 400 آخرين.

وأشارت مصادر النظام السعودي إلى أن فرق الانقاذ لا تزال تعمل لاستدراك الموقف وتوجيه الحجاج إلى طرق بديلة وسط انتقادات لعدم قدرة النظام السعودي على إدارة الأوضاع في موسم الحج وعدم الإعلان عن حصيلة دقيقة للضحايا حتى الآن.

بروجردي: الحادثة برهنت عدم كفاءة سلطات آل سعود في إدارة شؤون الحج

بدوره قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إن الحادثة ناجمة عن القرار الخاطئ للسعودية في غلق طريقين يؤديان إلى الجمرات”.

وأضاف بروجردي في تصريح لوكالة أنباء فارس الإيرانية إن هذه الكارثة “برهنت على عدم كفاءة الحكومة السعودية في إدارة مراسم الحج وذلك نظرا إلى وقوع حادثتين مؤسفتين في فترة زمنية قصيرة بموسم الحج هذا العام تسببت بمقتل مئات الأشخاص”.

وأكد بروجردي ضرورة أن يكون الحرم المكي آمنا للمسلمين وقال “إن الحكومة السعودية ليست أهلا لحماية أرواح ضيوف الرحمن وهذا ما ثبت مرارا” داعيا الدول الإسلامية إلى الإسراع في اتخاذ قرار تاريخي لحماية أرواح المسلمين خلال موسم الحج الحساس وتبني طرح جديد وقرار جاد بهذا الشأن.

ولفت إلى أن عدم كفاءة سلطات نظام آل سعود ثبتت من قبل عندما ارتكبت المجازر المروعة بحق أبناء الشعب اليمني المسلم خلال الشهر الحرام.

هذا واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية ممثل السفارة السعودية بطهران لإبلاغه احتجاج إيران الشديد وتقديم التوضيحات اللازمة عن أسباب الحادث.

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن عدد الحجاج الإيرانيين في منى وصل إلى 89 قتيلا و 150 مصابا.

منظمة الحج والزيارة الإيرانية: النظام السعودي برهن على عدم قدرته على إدارة الأوضاع في موسم الحج

ومن جانبه أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد اوحدي أن النظام السعودي “برهن على عدم قدرته على إدارة الأوضاع في موسم الحج” لافتا إلى سقوط عدد من الحجاج الإيرانيين بين ضحايا حادث تدافع الحجاج في منى .

وقال أوحدي في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية فارس إن “النظام السعودي برهن هذا العام والأعوام السابقة أنه عاجز عن إدارة هذا الوضع المضطرب لرمي الجمرات” مشيرا إلى أن الطريق المؤدي إلى رمي الجمرات في اليوم الأول كان “مزدحما جدا حيث أدى الزحام الشديد في الطريق إلى سقوط ضحايا ولكن لم نحصل على حصيلة الضحايا الإيرانيين حتى الآن”.

بدوره أكد مساعد رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية حميد محمدي في تصريح مماثل سقوط عدد من الحجاج الإيرانيين بين ضحايا ومصابي حادث رمي الجمرات في منى مشيرا إلى “عدم وجود احصائية دقيقة عن عدد الضحايا”.

مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي: كارثة التدافع في منى تكمن في عدم ضبط الحشود والاخفاق في منح الاولوية للصحة والسلامة

وأثارت حادثة التدافع في منى التي تعد واحدة من اسوأ الكوارث في موسم الحج منذ 25 عاما تساؤلات حول اهتمام الحكومة السعودية بإجراءات سلامة الحجاج رغم مليارات الدولارات التي تتحدث السلطات السعودية عن توظيفها لتحسين ظروف الحج.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي التي يقع مقرها في لندن عرفان العلوي إن “المشاكل تكمن في عدم ضبط الحشود واستراتيجية الحكومة للتطوير” مضيفا.. “حاولوا تحسين المرافق ولكنهم يخفقون دائما في منح الاولوية للصحة والسلامة ويركزون على التطوير”.

وردا على سؤال عن الأسباب الاساسية لمثل هذه الكوارث قال العلوي “السبب هو الادارة” مشيرا إلى أن الجنود الذين نشرتهم سلطات آل سعود لضمان أمن الحجاج ليست لديهم مهارات لغوية ولم يتلقوا التدريب المناسب و”ليس لديهم أي معرفة بكيفية ادارة هؤلاء الناس”.

وحتى قبل وقوع حادث اليوم في منى القريبة من مكة المكرمة اشتكى الحجاج من الوضع حيث قال حاج سوداني ان “موسم العام هو الأقل تنظيما من بين اربعة مواسم سابقة ادى خلالها فريضة الحج” مضيفا إن “الناس يعانون من الجفاف ويغيبون عن الوعي”.

بدوره قال الحاج التونسي ابو سليم البالغ من العمر 58 عاما إن “المواصلات سيئة والسكن والطعام سيئان للغاية رغم اننا دفعنا نحو اربعة آلاف دولار للحضور إلى هنا”.

ولا يعد هذا الحادث الأول من نوعه خلال الموسم الحالى للحج حيث أصيب مؤخرا أربعة حجاج بجروح جراء اندلاع حريق في أحد الفنادق المخصصة لإسكان الحجاج في مكة المكرمة كما اندلع حريق فى الطابق الثامن من فندق آخر واصيب فيه شخصان وتم اجلاء اكثر من الف منه وذلك عقب حادث دام قتل فيه 108 أشخاص جراء سقوط رافعة بناء في الحرم المكي.