دمشق-سانا
دعا المشاركون في المؤتمر الدولي للشباب في سورية خلال ختام أعمالهم إلى وقف الحرب الارهابية على سورية وشعبها بالتوازي مع الحوار السوري-السوري والحفاظ على سيادة سورية مؤكدين ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وفي بيان ألقاه رئيس جمعية “خطوة” الدكتور ريمون هلال أدان المشاركون التدخلات الخارجية بالشأن السوري مؤكدين حرصهم الشديد على نقل حقيقة ما ناقشوه ورأوه ولمسوه في سورية إلى مجتمعاتهم ودولهم.
وثمنوا صمود الشعب السوري الى جانب جيشه وحكومته مشددين على وحدة سورية وسيادتها واستقلال قرارها الوطني .
وعلى هامش أعمال المؤتمر الدولي للشباب الذي نظمته جمعية “خطوة” تحت عنوان “خطوة من أجل سورية” زار الطلاب والإعلاميون المشاركون في المؤتمر اليوم بلدتي معلولا وصيدنايا بريف دمشق للوقوف عن كثب على الأعمال الإجرامية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية المسلحة بدير القديسة مار تقلا في بلدة معلولا من خراب وتدمير طال كل شئ .
وتجول الوفد القادم من 39 دولة في دير مار تقلا وعدد من الأماكن الدينية والسياحية في معلولا وعبروا عن حزنهم وأسفهم لما شاهدوه من آثار ودمار ونهب وخراب في الدير جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة مؤكدين أن ما شاهدوه في سورية مخالف لما كانت تبثه بعض الوسائل الإعلامية وانهم سيعملون على نشر الحقائق كما هي على الأرض.
وأكد اعضاء الوفد أن من الواجب على الجميع العمل لوقف ما يجري في سورية من تخريب للحضارة والتراث الانساني ووقف مد التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والعمل على مساعدة الشعب السوري للخروج من الازمة.
وقال بورا شيلك رئيس الاتحاد الطلبي الثانوي في تركيا قدمنا مع اتحاد الشباب التركي للتضامن مع الشعب السوري وللتعبير عن محبتنا لسورية قيادة وشعبا مضيفا ان الإرهاب الذي لحق بدير مار تقلا يؤكد مدى تخلف وجهل هؤلاء الإرهابيين الذين يقومون بتخريب الحضارة والتاريخ في سورية.
وأكد رئيس الاتحاد الطلبي الثانوي التركي أن من قاموا بهذه الأعمال ليسوا بشرا مبينا أن هذا الكم من الشباب قدم لسورية للتعبير عن رفضهم لما يجري فيها وللقيام بما يجب القيام به تجاه هذا البلد لوقف هذا الإرهاب.
الى ذلك عبر احد الشباب القادمين من ايطاليا عن حزنه الكبير لما شاهده من دمار في دير مار تقلا والمدينة القديمة في معلولا مؤكدا أنه سيعمل عندما يعود إلى بلده لتبيان الحقيقة عما يجري في سورية وكشف مدى الكذب والتزييف الذي استخدمه الاعلام على مستوى العالم لحجب الحقائق عن الرأي العام وقال إن ما شاهده في سورية يؤكد أن الهدف من هذا الإرهاب هو طمس وقتل حضارة بلد وشعب يمتد آلاف السنين في التاريخ .
من جهته أكد ارتور ايرلان الصحفي في موقع الكتروني بفرنسا أهمية زيارته إلى سورية ليرى عن قرب ما يجري فيها بعيدا عن التضليل والكذب من خلال زيارة العديد من الأماكن المهمة ولا سيما مدينتي معلولا وصيدنايا ومشاهدة حجم التخريب الذي لحق بدير مار تقلا نتيجة الأعمال الارهابية لافتا الى انه لدى عودته إلى فرنسا سيشرح للناس هناك عن الواقع المختلف عما ينشر الذي شاهده وسيعمل لتغيير الصورة المرسومة عن سورية في اذهان الفرنسيين.
ودعا ايرلان إلى ضرورة مساعدة المجتمع السوري ليتمكن من الخروج من الأزمة التي يعيش فيها مؤكدا أن الحزن الذي اعتراه لدى رؤيته ما حل بهذا البلد وبشعبه كبير جدا.
إلى ذلك قدم مدير آثار ريف دمشق الدكتور محمود حمود شرحا عن بناء دير مار تقلا وسبب تسميته بهذا الاسم.
وأشار إلى انه لدى دخول الارهابيين مدينة معلولا الاثرية التي بنيت منذ 15 ألف عام دمروا كل شيء فيها وخربوا الأديرة والكنائس في البلدة وحرقوا ضريح القديسة تقلا ودمروا كل المقتنيات الأثرية والايقونات الثمينة والأجراس والتي يصل عمرها آلاف السنين.
بدوره أوضح الدكتور جوزيف سعادة عضو مجلس مدينة معلولا أن الارهابيين دخلوا البلدة في الأول من كانون الأول 2013 وهاجموا البلدة القديمة وخطفوا الراهبات وقاموا بحرق الكنيسة وسرقة كل المقتنيات والايقونات الاثرية والأجراس وكسروا جميع الصلبان إضافة الى حرق مقام القديسة بكل موجوداته .
من جهته أوضح المهندس الياس هلال المشرف على أعمال الترميم والاصلاح في دير مار تقلا أنه تتم أعمال الترميم في الدير واصفا حجم التخريب والدمار الذي ألحقته التنظيمات الارهابية المسلحة بالدير بالكبير جدا لهذا يحتاج إلى وقت طويل للإصلاح وإعادته الى ما كان عليه.
وأشار هلال الى انهم باشروا حاليا بترميم سكن الراهبات والأقسام الملحقة فيه لإعادة الحياة الى الدير الذي يضم 75 غرفة إضافة الى الكنائس والمقام والميتم لافتا الى ان الترميم يتطلب ارقاما كبيرة ومؤكدا ان عمليات الترميم تتم بكوادر محلية من مدينة معلولا وأن الدولة تقوم بتسهيل اعمال الترميم من خلال المتابعة الحثيثة لمحافظ ريف دمشق متوقعا أن تنتهي أعمال الترميم في منتصف العام 2016.
وخلال لقائها الطلاب والإعلاميين تمنت الأم فبرونيا نبهان رئيسة دير سيدة صيدنايا عودة الامن والسلام الى سورية لأنها أم الجميع ويجب المحافظة عليها واصفة كل من يقوم بالقتل وسفك الدماء بأنه بعيد عن الله.
وحول زيارة الوفد بين الدكتور ريمون هلال رئيس جمعية “خطوة” وأحد المنظمين للزيارة أنه من خلال التواصل مع الشباب المثقف الواعي خارج سورية وجدنا أن هناك الكثير من الاسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين ولا يمكن الاجابة عنها عبر الانترنت لهذا تم تنظيم هذا اللقاء الذي حرصنا على ان يضم مختلف الشباب من جميع أنحاء العالم أمريكا وأمريكا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا وهولندا وروسيا وايران وتركيا وكوريا الديمقراطية إضافة الى العديد من الدول العربية .
وأكد هلال أن كل مجموعة من الشباب تمثل منظمة او جامعة معينة ولديها اسبابها لقدومها والأغلبية من الشباب مثقف وكانوا خلال المؤتمر الذي عقد خلال اليومين الماضيين في بث حي ومباشر مع مؤسساتهم التي ينتمون اليها مبينا أن الهدف من عقد هذا اللقاء نقل صورة صحيحة وواقعية ضمن اجواء حرة وديمقراطية من خلال اجراء حوار شباب سوري مع شباب غربي حول مختلف القضايا التي تهمنا وتهمهم بالوقت نفسه لهذا كان اسم الفعالية خطوة من أجل سورية.
ولفت إلى أن الجميع اندهشوا من خلال الزيارات التي قاموا بها في سورية لما شاهدوه كونه كانت لديهم انطباعات مختلفة تماما عما يجري في الواقع.
سفيرة اسماعيل