صحيفة إسبانية: الحكومة الإسبانية تسعى لوضع حد للإرهابيين الذين يقومون بنشر تهديداتهم بارتكاب عمليات إرهابية في بلادهم

مدريد-سانا

أكدت صحيفة أ بي سي الإسبانية سعي الحكومة الإسبانية جاهدة لوضع حد للإرهابيين الذين يقومون بنشر تهديداتهم وتوعدهم بالقتل والإرهاب في بلادهم.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم إن الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف التي سيتم التصديق عليها من قبل مجلس الوزراء الإسباني في الأسابيع المقبلة تتضمن في جزء منها مكافحة ومحاربة التطرف الإرهابي في الفضاء الإلكتروني.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسبانية ترى أن الخطة ستكون فعالة ومجدية لأن عمليات التبليغ والدعوة إلى “الجهاد” تتم كلها عن طريق مواقع الانترنت وشبكات التواصل الإجتماعي في جميع أنحاء العالم وتهدد الأمن العالمي بما فيه الأمن الوطني الإسباني حيث يتم عن طريق هذه الشبكات الإجتماعية الفضائية إصدار التعليمات والأوامر إلى الإرهابيين بشن هجمات وعمليات إنتحارية في قلب الدول الأوروبية التي إحتضنتهم وإستضافتهم على أراضيها وشرح كيفية إستخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة إضافة إلى تشجيع القتال والحث على “الجهاد” في سورية والعراق ومالي والإنتشار الواسع والمخيف على مواقع الانترنت وشبكات التواصل الإجتماعي للدعوات “الجهادية” إلى “إستعادة الأندلس” وعودة ما تسمى “الخلافة الإسلامية” إلى إسبانيا.
ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى ما قام به أحد المتطرفين في 31 أيار الماضي بنشر تعليق له على صفحة الفيسبوك يحرض على تنفيذ عمليات وهجمات إنتحارية وإلحاق خسائر فادحة في صفوف ما سماهم “الكفار” ويؤكد على وجود “جهاديين” في أوروبا جاهزين الآن للقيام بهذه المهام وغيرها من الأعمال الإرهابية وكذلك على أهمية تكرار العمليات الإنتحارية في قلب أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى قيام شاب فرنسي يبلغ من العمر 18 عاما في أواخر العام الماضي بنشر تعليق له على صفحة الفيسبوك يشير ويؤكد على تجنيده من قبل المجموعات والتيارات المتطرفة في فرنسا وسفره إلى سورية وإلتحاقه بتنظيم ما يسمى “جبهة النصرة” الإرهابي.
واضافت الصحيفة إن تقارير الأجهزة الأمنية الإسبانية تؤكد قيام مجموعة متطرفة في شهر تموز من العام 2010 بإختراق المنتدى الإسلامي في البلاد الذي سرعان ما حقق حضورا و إنتشارا واسعا على مواقع الانترنت وصفحات التواصل الإجتماعي الفيسبوك وتويتر وإستقطاب العديد من التابعين والأنصار بعد نشر عدة تصريحات ودعوات متطرفة تحث على “عودة الخلافة” وتمجيد “الجهاديين” وعندما شعرت هذه المجموعة بمراقبة وملاحقة رجال الأمن قامت بالإختفاء والتوقف عن العمل والنشاط وإغلاق موقعها الإلكتروني والعودة للعمل تحت اسم جديد مشيرة إلى أنه تمت ملاحقتها وإعتقال ستة من أفرادها وتفكيك شبكة إرهابية تابعة لها كانت تقوم بتجنيد وإرسال “جهاديين” للإنضمام للتنظيم الإرهابي المسمى “موياو” في منطقة الساحل المغربي الأفريقي.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى حالة الخوف والقلق في الأوساط الأوروبية والإسبانية من الشباب الأوروبيين الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية التكفيرية في العراق وسورية وينشرون على صفحات التواصل الإجتماعي وخاصة الفيسبوك وتويتر الأعمال الإرهابية التي يقومون بها وتجربتهم الإجرامية وخبرتهم القتالية المكتسبة وتشجيع أصدقائهم وحثهم على الإلتحاق بالمجموعات الإرهابية التكفيرية من أجل القتال.
وكانت دولوريس ديلغادو المنسقة المدعية للإرهاب الدولي في المحكمة العليا الإسبانية اكدت خلال مقابلة صحفية مع وكالة “أي اف أي” نشرتها صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية أول أمس أن عدد الإرهابيين الإسبان الموجودين حاليا إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بلغ 29 إرهابيا مع احتمال تزايد هذا العدد بسبب عدم إمكانية تحديد مكان البعض الآخر وفقا لتقارير خبراء و باحثين إسبان في الإرهاب وشبكات تجنيد الإرهابيين.
ولفتت إلى أهمية ودور مواقع الانترنت و شبكات التواصل الإجتماعي في الدعاية والإعلان والدعوة والتبليغ والتجنيد والتدريب والتي تطور الشخص وتحثه على القيام بأعمال إرهابية وهذا ما أكدته أيضا التحريات والتحقيقات الأمنية المستمرة التي أشارت إلى تحول شبكات الانترنت إلى البيئة الإفتراضية التي تخلق وتنمي وتعمق التطرف والتشدد وتغذي الإرهابيين وبعد ذلك ترسلهم إلى التنفيذ على الأرض.
وتأتي تصريحات ديلغادو بعد أن بدأت الدول الأوروبية مواجهة مع الإرهابيين العائدين إلى أوطانهم وشرعت في اتخاذ الإجراءات والتدابير لمنع دخول من ساهمت في تدريبهم ودعمهم لارتكاب المجازر في سورية خوفا من ارتداد إرهابهم عليها.

انظر ايضاً

صحيفة إسبانية: واشنطن وحلفاؤها دعموا الإرهاب في سورية

مدريد-سانا أكدت صحيفة ال “بوبليكو” الإسبانية أن واشنطن وحلفاءها دعموا الإرهابيين في سورية بالسلاح والمال …