مضامين ديوان الشاعر سليمان العيسى.. محاضرة في ثقافي المزة

دمشق-سانا

دعت الباحثة شفيعة سلمان في محاضرتها بعنوان “مضامين ديوان الشاعر سليمان العيسى وحاجتنا لها في تربية أطفالنا اليوم” اليوم إلى تربية الأطفال تربية متكاملة تتميز بنوع من الأصالة والمرونة تمكنهم من مسايرة مختلف التغيرات التي تطول مجتمعهم.

2

وبينت الباحثة في محاضرتها التي القتها ظهر اليوم في ثقافي المزة أن شعر العيسى يحوي على عالم انساني متكامل و يتضمن قيما نوعية أصيلة وحيوية تصب جميعها في وعاء التربية الذي لا نستغني عنه أبدا ولاسيما في هذه الأزمة التي نعيشها اليوم ومنها القيم الوطنية والاجتماعية والترويحية وقيم الطبيعة.

ورأت سلمان أن العيسى شاعر ملتزم بمبادئه القومية والوطنية في مرحلتيه شعر الكبار وشعر الأطفال وأن هذه المبادئ القومية تنبع من سياستنا التربوية وتنسجم مع أهداف التربية في القطر العربي السوري مستشهدة بقول له “أقاتل بالشعر منذ كتبت أول قصيدة لي تحت شجرة التوت التي تظلل باحة بيتنا في قريتي الصغيرة “النعيرية” في لواء اسكندرون موضحة أن الشاعر العيسى “ظاهرة قومية شعورية شعرية امتدت على مدى خمسة عقود من مسيرة أمتنا وتفاعلت مع تطورات وتحولات هذه الأمة”.

وكان شاعر الإنسانية العيسى يبحث بحسب ما أوضحته سلمان عن كل الأساليب التي يعمق عبرها الأمل في نفوس الأطفال باحثا عن الأصالة ليجدها في حنايا نتاجات التاريخ القديم فيستمد منه المثل التي تولد لدى الأجيال نوعا من الدافعية والحماس مستشهدة بمسرحيته “الأطفال يزورن تدمر” حيث صور الأطفال وهم يتجهون في حافلة نقل كبيرة إلى تدمر والفرح يغمرهم عبر أغنياتهم الموجهة إلى عروس الصحراء “تدمر” وعندما يتجولون بين الآثار التاريخية والهياكل العظيمة يسمعون صوت الماضي المجيد منطلقا من بين حناياها فينشدون لعروس الصحراء: ظلي نشيد الدهر لا تكبري … ياروعة الأجداد في تدمر ..يا طفلة الصحراء عودي بنا .. إلى أغاني مجدك الأنضر .. زنوبيا صوت الرمال التي تروي حكيات السنا الأخضر نقول للأجيال .. إني هنا .. فيا سرايا الخالدين اعبري.

ولفتت إلى أن العدو أدرك الأهمية التاريخية والحضارية لعروس الصحراء تدمر اليوم حيث استهدفها بغدره ولصوصه ومخربيه ومجرميه.

3

ورأت الباحثة أن العروبة التي غناها الشاعر العيسى هي نسيج حضاري عميق المعنى متشابك الأصول والفروع التي أعطت الإنسان العربي أكرم ما أعطي شعب على وجه الأرض ومن هنا فان الشاعر يرى أن رابطة العروبة تتغلغل إلى أعماق التاريخ فيقول: وأبعد نحن من عبس .. ومن مضر .. نعم أبعد .. حمورابي .. وهاني بعل ..بعض عطائنا الأخلد وعاش الراحل العيسى طوال حياته مؤكدا بلسان كل عربي مخلص وقوفه الى جانب فلسطين موظفا لذلك أساليب فنية متعددة حيث يدين الاحتلال الصهيوني ويعد بتحرير الأرض المغتصبة من أجل أن يعود الأطفال إلى وطنهم السليب حيث يقول: فلسطين داري ودرب انتصاري .. وجوه غريبة .. بأرضي السليبة .. تبيع ثماري وتحتل داري .. وأعرف دربي .. ويرجع شعبي ..إلى بيت جدي إلى دفء مهدي..

وقالت سلمان يؤكد الشاعر العيسى أن الفداء هو الحل الأمثل الذي يمكننا من تحرير الأرض ولعل بعض العمليات التي أثبتت نجاعتها آنذاك كانت وراء هذا الإيمان حيث لا ينسى الأقطار العربية التي ضحت بالملايين من أبنائها في سبيل الاستقلال فيقف بمعظم شعره إلى جانب ثورة الجزائر على سبيل المثال والتي انتهت بالنصر بعد أن دفعت ثمنا باهظا من أرواح مواطينها.

4

وأشارت الباحثة إلى أن الشاعر العيسى كان يردد دائما أن المستقبل لن يتحقق إلا بالثورة وعبر الطفل العربي الذي هو ركيزة هذه الثورة ومنطلقها فالأطفال هم مشروع الشاعر الإنساني الذين يعدهم للنضال والبناء مبينة أن العيسى كان ينسج من لعبهم خيوط الثورة لأنهم شلال يتفجر بالفجر الموعود ولهم من تاريخ آبائهم النضالي خير دليل للعمل والطفل العربي محوط بالأمجاد فمن اسمه يتعلم البطولة.