الشريط الإخباري

المطربة لميس الخوري.. موهبة فنية رائدها التراث السوري وهدفها الغناء الوطني

دمشق-سانا

لم يأت إطلاق لقب أميرة الطرب الشرقي وأم كلثوم سورية على الفنانة لميس الخوري من فراغ لأن هذه المطربة التي ترعرعت في مدينة حلب أم القدود والموشحات امتلكت موهبة فنية أصيلة ما جعلها تتمسك بالأغنية التراثية وبالكلمات والألفاظ ذات الوقع الأصيل إضافة إلى تقديمها للأغنية الوطنية بأسس معبرة عن حضارة سورية وصمودها.

وفي حديث خاص لـ سانا قالت الخوري “أنجز حاليا أغنيتين وطنيتين جديدتين تعكسان إحساس السوريين وآلامهم وآمالهم ضمن الالتزام باللحن الشرقي والكلمة المعبرة لأن الأغنية الوطنية يجب أن تنطلق من حضارتنا العريقة بكل أبعادها إذ لا يجوز أن نقدم أغنية ركيكة وضعيفة الكلمات وهزيلة الألحان لتمثل الشعب السوري وقيمه” معتبرة أن الهدف الأسمى من الأغاني الوطنية تحريض الجماهير وإذكاء حماسها.

إحدى هاتين الأغنيتين حملت عنوان “زهور الوطن” من كلمات أحمد فداوي وألحان الفنانة الخوري وتقول كلماتها “رعيت الأمة سنين وعهود..يا منبر العرب.. يا مهد الجدود..يا شام الأمل .. يا شامة الخدود..حبك فاق الحدود”.

أما الأغنية الثانية فحملت عنوان “الغريب” كتب كلماتها المغترب السوري إياد فحوش ولحنها المغترب ميشيل شلهوب وهي بحسب الخوري تحمل وجع السوريين ولا سيما من تغربوا عن الوطن فكان ألمهم مضاعفا إلا أن الأغنية لا تخلو من التحدي والأمل ومن كلماتها”وقفني الغريب .. ال جاي من الضباب .. سألني عبيوت .. وعن ناس وحباب ما بتعرف يا غريب .. هودي كلن راحوا .. تيردوا السلام لأرضك يا شام .. من بحر الغياب”.

وعن التزامها بالأغنية الوطنية تقول الخوري “التزمت بهذا النوع الغنائي نتيجة للإحساس الذي أعيشه والذي يجب أن يمتلكه كل فنان وأن ينعكس بشكل طبيعي حب الوطن على أغانيه دون أن يقصد لأن الوطنية ليست صنعة بل هي انتماء وعواطف وإحساس”.

وتعتبر أن توجهها العفوي تجاه الغناء للوطن تعمق نتيجة تدريسها لمادة الموسيقا في وزارة التربية حيث دربت العديد من فرق الكورال على الأغنية الوطنية الأمر الذي ضاعف احتكاكها اليومي مع هذه الأغنية حتى تجذرت داخلها.

وعلى التوازي من نشاطها في الغناء الوطني تستعد الخوري لإنجاز أغنيتها العاطفية الجديدة بعنوان “خدني حبيبي” كلمات أحمد فداوي وألحان مهدي العربي وتعبر عن حالة عاطفية صادقة ونقية.

وتؤكد ابنة مدينة حلب أنه ليس بوسعها تقديم أغنية لا تتلاءم مع الطرب الأصيل الذي تربت عليه وعاشت أجواءه ورغم ما يتعرض له هذا النوع الغنائي من محاولات للإلغاء والتهميش ستبقى متمسكة بالأصالة مهما كانت النتائج .

وفي السياق ذاته ترى الفنانة الخوري أن الأغنية العربية اليوم ليست بخير لأن الوسائل الإعلامية راحت تبحث عن الأرباح المادية قبل القيمة الفنية ما أثر سلبا على الفن ولا سيما بعد المؤامرة التي جاء بها ما يسمى “الربيع العربي” فانتشرت معه هرطقات فنية كثيرة وتمادت أصوات لا علاقة لها بالفن وتراجعت المحاولات الفنية الأصيلة.

وتشير إلى أنه نتيجة للمؤامرة التي تعصف بالمنطقة اضطرت المنابر الإعلامية العربية ولا سيما في سورية والعراق والتي كانت تعنى بالفن الأصيل إلى تكريس موادها وبرامجها للدفاع عن أوطانها ما أفسح المجال للإعلام النفطي لبث فنه الرديء.

وعن الأغنية الوطنية التي تحاول أن تفرض وجودها على الساحة الفنية قالت الخوري “ليست بمستوى الطموح ولا بمستوى تطلعات السوريين لأنها تفتقد إلى الكلمات والألفاظ والألحان التي تعكس حجم الوجع السوري فكثير من الأغاني جاءت بلا وزن ولا تتعدى رصف الكلام العادي أما الأغنية الأصيلة فتحتاج إلى دعم إعلامي وإعطائها حق إثبات وجودها على الساحة الفنية”.

وعن نشاط دار الأوبرا خلال سنوات الأزمة قالت الخوري “استطاعت دار الأوبرا السورية برغم الأزمة أن تصمد وتقدم كثيرا من الحفلات بشكل حضاري قدمت خلالها طربا أصيلا عبر عن التراث السوري لكن يجب عدم الاقتصار على دمشق ونقل التجربة إلى كل المحافظات”.

ودعت الخوري إلى حماية الحقوق الفكرية لأصحاب الأغاني السورية المنتجة وضبط ظاهرة سرقتها وبيعها قبل نشرها معتبرة أن هذه الظاهرة تؤثر سلبا على الأغنية الأصيلة وتتطلب مواجهتها إحداث شركة إنتاج شبيهة بالإنتاج الدرامي والسينمائي .

أما إعادة الألق للأغنية السورية فهذا مشروع غنائي تعمل عليه الخوري وتعتبره مهما لأن الغناء السوري كان دائما ملتصقا بالأرض ومعبرا عن روح الشعب ومتنوعا وغنيا ظهرت فيه أنواع غنائية عديدة يجب علينا الحفاظ عليها من الاندثار ونقلها للأجيال القادمة.

يذكر أن الفنانة لميس الخوري شاركت في العديد من الفعاليات والمهرجانات السورية مثل “حلب عاصمة الثقافة الإسلامية” ومهرجانات “الأغنية السورية في حلب “و “الكفرون” و”السنابل” في بعمرة و”منا إلى سورية” في حمص وطرطوس والسويداء وحماة و”مهرجان الموسيقا العربية “على دار الأوبرا فضلا عن مهرجانات عربية مثل” المدينة” في تونس و”الأندلسيات “في المغرب و”المألوف” في الجزائر .

محمد الخضر