دمشق-سانا
شعراء وكتاب تلاقوا في مهرجان أدبي أقامته مديرية ثقافة ريف دمشق بالتعاون مع منتدى نينورتا الثقافي قدموا خلاله قصائد شعرية بأشكال مختلفة إضافة إلى قصة قصيرة وذلك في قاعة مديرية الثقافة بالمركز الثقافي العربي في الميدان.
وعبرت الشاعرة لما الفقيه في قصيدة بعنوان “طريق المجد” عن قيمة الكرامة ودور اجتهاد الإنسان للوصول إلى المجد في أقصى أعاليه معتمدة على البحر البسيط والميم المضمومة كروي تكمل فيه معانيها فقالت..
“لا تيأسن إذا ما كنت ذا بأس تخضع لك الأقدار والأحلام والهمم
واصعد إلى القمم الشماء في ثقة.. بئس الطريق الذي ليست فيه قمم..
والحق لا يعطى إلا إذا انتزعا .. من قبضة الأقدار كي تحظى به الأمم”
في حين تميزت قصيدة محمد عصام قدور “إني أنا عربي” بكلمات ذات قافية وروي إلا أنها بعيدة عن الصور والموسيقا والحضور الشعري مقتصرا على اهتمامه بسلامة اللغة فقال في نصه..
“لي لسان لست منه وليس هو مني .. نسيب لغريب أبوه وتبني
أبكي لأحزاني يغرد ضاحكا .. أتلوى بآلامي يرقص ويغني”
وفي قصتها عالجت فرح العارف قضية اللجوء الفلسطيني والألم الذي عاناه الفلسطينيون ثم امتدت للتصدي إلى المؤامرة التي تتعرض إليها سورية مبينة أنه كان للصهاينة دور أكبر بكثير مما هو ظاهر وذلك بأسلوب عفوي يبشر بموهبة واعدة.
وقدمت الكاتبة فاتن ديركي نصا شعريا بعنوان “طيف حلم” فيه ارتقاء إنساني شفيف يدل على طموحات أنثى تعكس فيه كثيرا مما تعيشه المرأة في حياتها فقالت ..
“هل يختفي صهيل الخيل بصرختي .. أم أنني الليل الأصيل يعاند
التوريض فيجمع راكضا خلف التلال .. أيصفق الموج الرحيم معربدا
ومعانقا في جوقه زبد البحار .. وحبة لؤلؤ”.
أما الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق فقدم قصيدة حديثة تمكن في مكوناتها من العمل على الانزياحات الشعرية والتصوير البنيوي مستندا على عاطفة وطنية سببها حب سورية فقال في قصيدة “سحائب الرمال ..سورية”..
“هزي بجزعك من ثنا عينيا .. واساقطي رطبا على خديا
من لي بدمع لا دموع بمقلتي .. أبك الأحبة مصبحا ودجيا
بئس الرجال كما الغثاء بموطني .. باعوا الديار وضيعوا سوريا
يا شام قولي إنك جرحك دامل .. والفجر آت بالضياء سنيا”.
وليدة عنتابي ألقت قصيدة بعنوان “هو الشعر” ذهبت إلى معاني الشعر بأسلوب التفعيلة وقالب نفسي وفلسفي له شكل يختلف عن تعاريف الشعر الأخرى لما فيه من توغل في الفلسفة فقالت..
“يراود لحظتي
يستاف برقاً في مدى روحي
وينهض من سبات تصحري أفقاً
يطاول نجمة الصبح
يطرز بالتخاريم التي انبثقت
وشاح الوقت من جرحي”.
أما الشاعر محمد طاهر الهاشمي فجاءت قصيدته بعنوان “الطير الحر” بشكل عفوي يذهب إلى الغزل عبر صور ودلالات رقيقة اعتمد فيها الواقع ورقة الألفاظ فقال..
“يوما
ضحك الفجر على شرفات العمر ……
مد حبال الزينة رش العطر …
شق القلب جدار الصدر ….
طار بعيدا فوق جبال الدهشة ……
غرد فوق غصون البدعة ……
أمطر منه الشوق نجوما ….
طرز فيها ليل الرعشة …”
مديرة الثقافة بريف دمشق “ليلى الصعب” عبرت عن استعداد المديرية لمساعدة الأدباء والشعراء والمثقفين الذين يمتلكون مواهب إضافة إلى إقامة المنتديات شرط أن يكون العمل أساسا في بناء الوطن وتحقيق مصلحته الثقافية العليا.
بدورها قالت الشاعرة لبنى مرتضى مديرة منتدى نينورتا الثقافي إن المنتدى الذي اندمج مع ملتقى الثلاثاء الثقافي الذي تقيمه مديرية ثقافة ريف دمشق تحت مسمى جديد هو منتدى ريف دمشق الثقافي نينورتا ساهم في تسليط الضوء على كثير من التجارب الثقافية التي اختلفت في مستوياتها لتكون في دور الريادة الثقافي برغم الأزمة وما يحاك ضد سورية.
وبينت الباحثة الاجتماعية نادية معن أن هناك قصائد شعرية تدل على تجارب ذاتية وخاصة لذلك اختلفت المستويات وارتقت بعض القصائد وضعف بعضها الآخر ويبقى دور مديرية الثقافة ماثلا في تسليط الضوء على هذه المحاولات والمواهب ضمن وجود حرية للنقد والتعبير عن الرأي.
محمد الخضر – شذى حمود