ملتقى الثلاثاء الثقافي يواصل فعالياته الأسبوعية بمجموعة من القصائد المنوعة

حمص-سانا

يواصل ملتقى الثلاثاء الثقافي بحمص نشاطه الأسبوعي بمشاركة كبيرة من الشعراء والمثقفين والأدباء بقصائد تحمل عناوين متنوعة..وفي ملتقى أمس تعددت القصائد والقصص القصيرة ولكن كان العنوان الأبرز هو الوطن بكل ما يحمله من هموم وآلام وآمال.

وافتتح الملتقى الأديب نبيه إسكندر الحسن بمحاضرة تناولت مقومات القصة القصيرة التي تعتبر حكاية مختلفة يمتزج فيها الخيال مع الواقع..وهي رسالة من الكاتب إلى قرائه يعرض فيها حالة اجتماعية أو سياسية أو أخلاقية تهم المجتمع والأفراد ..ويتلقاها القارئ على أنها حدثت بالفعل وهي بهذا المعنى نتاج مخيلة فرد عالية التركيز… ويضيف الحسن مدير الملتقى.. أن القصة ذات حدين الحكاية والأدب…فالحكاية يمكن ان تكون من المسرود الشعبي الذي انتقل إلينا عبر الأجيال أما الأدب فإنه يتضمن الرؤى مشيرا إلى أن القصة تحمل الوظيفة الاجتماعية والتربوية كما أنها وسيلة لتحفيز الوطنية والحث على العمل الجاد والارتقاء نحو عالم تسود فيه المساواة وتنتفي فيه الصراعات موضحا أن من عناصر القصة الطول والقصر والبداية والنهاية والسخرية والارتياح والقلق والتساؤل.

بدوره تناول الشاعر حسن سمعون تعريف الشعر والنثر والمحكي من خلال ندوة نقدية حيث أكد فيها أنه من الواجب حل الصراع حول المسميات فثمة تجارب يجب الوقوف والتدقيق عندها ونحن بحاجة إلى التدقيق بالمصطلحات الأدبية فالخلاف الذي يواجهنا هو بين النثر والنظم وليس بين الشعر والشعر داعيا إلى الثورة في هذا المجال لأن الشعر المحكي يجب أن يكون موزونا.

من جانبها تناولت الشاعرة عتاب عودة من خلال قصيدة محكية بعنوان “ليلة مجنونة” قصة حب وعشق واتباع حبيبة لحبيبها دون أي تفكير بدافع الحب والغرام.

كما تناول الشاعر عبد المسيح دعيج من خلال قصيدته “برموش عيوني يا شام” حبه الكبير لدمشق وانها بالرغم من كل ما مر عليها من غدر وخيانة ومؤامرات ستبقى قوية برجالها وشبابها الأحرار حيث قال..

برموش عيوني يا شام أنا بدي بوس ترابك…..قلبي حارس

عبوابك..يا شام رجالك أحرار..وبوجوه الجيش المغوار كل العالم بتهابك.

بدوره أكد الشاعر أيمن موسى أن الحب والعشق كله لسورية وذلك من خلال قصيدة القاها بعنوان “لا تكذبي سيدتي” قال فيها ..

“لا تكذبي سيدتي فأنت لست حبيبتي …لن تخدعيني فأنت لست

حبيبتي …وجهك ليس وجهها…ضفائرك ليست ضفائرها…عطرك ليس

عطرها…أنت لست حبيبتي فحبيبتي اسمها سورية”.

من جانبها بينت الشاعرة هيام الأحمد من خلال قصيدتها “سجود في محراب الوطن” حجم المعاناة والجراح والدمار الذي أصاب سورية جراء هذه الحرب المجنونة حيث قالت ..

“أيا وطنا تسيجه الجروح…ويدميه التشرد والنزوح…يضم فؤاده الباكي

حنينا…وطفل الحب في دمه يصيح…على أهدابه غيمات دمع….يصلي رهبة الطوفان نوح”.

من جانبها بينت الشاعرة مادلين الحسن في قصيدتها “زركشي نعشي” عظيم ما قدمته الأم وما علمته لأولادها من حب الوطن والتضحية في سبيله حيث قالت ..

“أماه يا نور الله في قلبي..يا عظيم

شكري وامتناني…يا من غرست في حنايا ضلوعي عشق الكون

والإنسان..وأرضعتني من لبانك حب الوطن من الإيمان”.

كما أشارت الشاعرة عفاف خليل من خلال قصيدتها “موطني” إلى حجم الوجع الذي يسكن قلوبنا جراء هذا الجرح الذي أصاب الوطن فتقول..

توجعني توجعني شطآني..يسكن الملل زواياي الحادة…مبللة

بالرحيل..اخطبوط أفكاري يأكل آخر الرقصات…والنهار يتسكب

مثقلا بالقصيدة..فعمودها الفقري مصاب بسعال حاد”.

أما الشاعرة الشابة ميس ابراهيم فتوجهت بقصيدة إلى أرواح أطفال عكرمة الذين رحلوا وعيونهم تحدق بالشمس وقد وصلوا إليها فتقول..

“مطر شحيح..مطر شحيح يغسل الغسقا..يهدهد ليلا بفيء

الصبح بات محترقا..كانوا صباح الأمس فلذة الكبد…والآن صاروا بحذو الشمس”.

أما الشاعر ابراهيم هاشم فتوجه بقصيدة مهداة إلى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قال فيها ..

“للدهر عندك وقفة الإجلال…يا منصف الكلمات بالأفعال..

ألبست دهرك ما يليق من الحلا…فيه الروائع ما خطرن ببالي”.

كما القت الشاعرة زينب العلي العديد من القصائد تناولت موضوعات مختلفة منها على أرصفة الليل- يوميات لاجئة والتي تتحدث فيها عن الصعوبات التي يواجهها المهجرون وقصيدة “شام” تتناول فيها جمال دمشق وروعتها وقصيدة أخرى بعنوان “ما أريد منك”.

وخصت الشاعرة خديجة الحسن الفقراء بقصيدة قالت فيها

..”للفقراء في غابات الاسمنت المفخخة..ودخان الكذب

المتصاعد..وقذارة أموات أحياء..تتسلق دالية بأغصان من نور”.

كما تناولت الكاتبة فاديا قراجة من خلال قصة قصيرة معاناة أم وثلاثة أطفال حيث توفي الأب والابن الأكبر وهم شردتهم هذه الحرب القاسية وتاهت بهم الدروب فأخذوا التنقل من حي إلى حي ومن مدينة إلى مدينة حيث أصبح الموت هو الخيار الأنسب لهم.

كما القت الشاعرة الدكتورة مادلين طنوس قصيدتين الأولى بعنوان “حكاية وجع” والثانية بعنوان “يا زهرتي” وهي موجهة إلى كل امرأة سورية صامدة قالت فيها..

يا زنبقة..يا زنبقة بها لكون وشوية عطر…

معقول أنتي هون ما همك خطر…معقول انتي هون ما همك برد.

كما تحدث الشاعر رجب ديب عن الوطن وضرورة حمايته بشتى الوسائل والطرق وذلك بطريقة شعرية جميلة.

يذكر أن ملتقى الثلاثاء الثقافي الادبي في حمص الذي يحضره حشد كبير من المثقفين والأدباء والشعراء و المهتمين انطلق في 14 شباط العام الماضي وهو منبر لجميع الشعراء الشباب و يقيم فعالياته في مدارس المحافظة كل ثلاثاء.

صبا خيربك

انظر ايضاً

أمسية لشعراء ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص

حمص-سانا استهل ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص نشاطه الأسبوعي بحضور نخبة من شعراء حمص الذين …