واشنطن-سانا
وسط تزايد مخاوف الدول الغربية من خطر عودة الإرهابيين الذين دعمتهم لنشر الإرهاب في سورية إلى دولهم كشفت صحيفة (لوس انجلوس تايمز) الأميركية عن أن آلاف المسلحين الأجانب انضموا خلال الاشهر الماضية إلى صفوف المجموعات الإرهابية في سورية والعراق.
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان “العديد من المقاتلين الأجانب ينضمون إلى المسلحين في سورية والعراق” للكاتبين براين بينت وريتشارد سيراونو: “إن الزيادة في أعداد المقاتلين فضلا عن الاستخبارات وتطوير الإرهابيين اليمنيين قنابل تعمل بالهاتف المحمول لتجنب الكشف في المطارات دفعت الإدارة الأمريكية للتحذير العاجل من استخدام جوازات سفر أوروبية أو أمريكية في عمليات خطف طائرات وغيرها من الهجمات الإرهابية”.
وذكر الكاتبان نقلا عن مسؤولين في مكافحة الإرهاب إن نحو 10 آلاف مسلح أجنبى انضموا للمجموعات الارهابية المسلحة وبينها “تنظيم دولة العراق والشام” ليرتفع الرقم الذي كان مسجلا في شباط الماضى بنحو ثلاث مرات.
ونقل الكاتبان عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ثلاثة آلاف مسلح يحملون جوازات سفر أوروبية وغربية أخرى “وهذا يمكنهم من السفر بسهولة عبر الحدود المختلفة اضافة إلى نحو مئة آخرين يحملون جوازات سفر أمريكية”.
وأضاف الكاتبان إن الشراكة المحتملة بين بعض هؤلاء الغربيين وصناع القنابل المتطورة من تنظيم القاعدة فى اليمن أثار قلقا واسعا في واشنطن وعواصم أخرى.
وكان وزير العدل الأمريكي إريك هولدر قال مؤخرا في مقابلة مع شبكة (ايه بي سي) الأمريكية الإخبارية إن التحالف القاتل بين الإرهابيين في سورية وخبراء صناعة المتفجرات في اليمن يشكل مصدر القلق الرئيسي للادارة الامريكية الأمر الذي يكشف ازدواجية معايير السياسة الأمريكية المنافقة حيث كان الرئيس
الأمريكي باراك أوباما جدد في حديث لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية مؤخرا مواصلة إدارته مع الدول الغربية واتباعهم في المنطقة دعم الإرهابيين في سورية تحت ستار دعم “المعارضة المعتدلة” محذرا من جهة أخرى من الخطر الذي يشكله المتطرفون الذين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية والعراق على أمن الولايات المتحدة وذلك على صدى التهديدات التي تمثلها هذه المجموعات باستهداف الدول الغربية التي اسهمت منذ بداية الأزمة في سورية في تصنيعهم ومن ثم تمويلهم وتسليحهم وتوفير الدعم السياسي واللوجستي لهم من دول المنطقة الموالية لواشنطن.
ونقل الكاتبان عن سيث جونز الخبير السياسي في مؤسسة راند البحثية قوله إنه تم القبض على أميركيين اثنين بتهم تتعلق بالإرهاب منذ نيسان قبل صعودهما إلى طائرة كانت في طريقها إلى تركيا يشتبه في أنهما كانا في طريقهما لمساعدة الارهابيين”.
وأضاف جونز: “إن هذا العدد من المسلحين الغربيين هو أكبر عدد شهدناه في المناطق الجهادية” فيما قال دانيال بايمان أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون في واشنطن: “إن هذا العدد ضخم جدا”.
وقال مسؤولون إن قوة خاصة لمكافحة الإرهاب مؤلفة من وكلاء مكتب التحقيقات الاتحادي (اف بي اي) ومدعين اتحاديين مهمتها التحقيق بشأن عشرات الأمريكيين الذين سافروا أو الذين يعتقد مسؤولون أنهم ينوون السفر إلى سورية لمساعدة المسلحين.
وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (جيمس كومي) للصحفيين في واشنطن: “ننفق قدرا هائلا من الوقت والجهد في محاولة لتحديد أولئك الذين يذهبون إلى سورية حتى نتمكن من معرفة من هم عندما يعودون”.
ويشكل الفرنسيون والبريطانيون الكتلة الأكبر من حاملي جوازات السفر الغربية في سورية وقد بدأت السلطات في لندن وباريس باتخاذ اجراءات صارمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه تم إلقاء القبض على نحو 40 شخصا على الاقل بين كانون الثاني وآذار الماضيين في بريطانيا بتهم تتعلق بدعم الجماعات المسلحة في سورية بينما قال مسؤولون بريطانيون في وزارة الداخلية انه تم تجريد نحو 20 شخصا من جنسياتهم للاشتباه في دعمهم للإرهاب.
وكان مسؤولون أمريكيون كشفوا في وقت سابق أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تعد برنامج تدريب لنحو 2300 إرهابي ممن تحاول إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما دون جدوى الترويج لهم بوصفهم (مقاتلين معتدلين) على أن يحصل هوءلاء الإرهابيون على التدريب والتمويل والدعم اللازم قبل إرسالهم إلى سورية.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية التي سلطت الضوء على برنامج التدريب الذي تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بإعداده فإن مسؤولين عسكريين أمريكيين أطلعوا لجاناً في الكونغرس ومن خلف أبواب مغلقة موءخرا على تفاصيل مخطط التدريب الذي سيجري على مدى أشهر في السعودية والإمارات وقطر وتركيا.
ولفت مسؤولون في البنتاغون إلى أن العدد الحقيقي للمسلحين الذين سيشاركون في برنامج التدريب المقترح سيكون أعلى من 2300 دون ذكر المزيد من التفاصيل.