حمص-سانا
يتابع ملتقى الثلاثاء الثقافي بحمص نشاطه الأسبوعي بمشاركة شعراء ومثقفين وأدباء حيث قدموا أمس قصائد وطنية تجسد تضحيات الجيش بالإضافة إلى القصائد الغزلية الجميلة.
وجاء الملتقى كتحية للصحفيين بمناسبة عيدهم السنوي وبالأخص للإعلاميين الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ثمنا لنقل الحقيقة والكلمة الصادقة فيما لم تفارق هموم الوطن قصائد الشعراء حيث بدأت الشاعرة مادلين طنوس بقصيدة محكية من هون من قلب الوطن عبرت من خلالها عن حجم الحزن العميق الذي حل ببلادنا من جراء هذا الإرهاب والفكر التكفيري حيث قالت
من هون من قلب الوطن…
فل الفرح..حل الحزن…من هون من قلب الوطن ..هالغيم
خبا البرد…من هون من قلب الوطن برفع علم ما بينحني….
من جانبها عبرت الشاعرة خديجة حسن من خلال قصيدتها الإسراء عن مشاعر الحب والعشق الممزوجة بالألم في ظل هذه الأحداث الأليمة فقالت:
صوت من نبيذ البوح أشرق…رشفت النداء…أسرعت
الخطو..أسرعت..انبسطي يا أرض..هدهدي يا رياح..هذا المكان يعبق
بجنون عاشقين ..هذا المكان يهمس كوني الحنين…شذا الياسمين
يصدح…تتلألأ أعيني أملا في وجه الحياة التعيس…
ووجهت الشاعرة لما الريس قصيدتها “كم عمرك” لكل امرأة تسأل عن عمرها مبينة جمالية المرأة وعظمتها في جميع مراحلها فتقول..
لست صفراء خريفية..تقذفني الريح الهمجية ..لست الجرداء بلاعطر
…فخدودي صارت وردية…وضفائر شعري تتدلى …تنساب حين انثرها
…فتطير حمائم برية…لست صفراء خريفية.
بدوره عبر الشاعر ابراهيم هاشم عن حزنه وألمه الشديد لما حل بوطننا من تدمير وتخريب وقتل على أيدي الإرهابيين فقال
جاؤوك ياوطني من كل بادية..بالجهل يطلق أنواع
الثعابين…فالجهل صمم أن يمضي بنا قدما …حتى تنام بجانب حورها العين.
وخص الشاعر مدينة حمص بقصيدة عبر فيها عن مدى الحزن والأسى الذي أصابها وعمق الجراح التي مزقتها فقال..
حمص كفي الدموع …فهذا الدمع يدميني …والاه عندك خلف الاه
تكويني كفي الدموع فإن للضنا وطن …من دفق جرحك عندي ألف
ساقية تمتد عندي في أقصى شراييني.
وخصت الشاعرة صفية قنص الجيش العربي السوري بقصيدة محكية حيت فيها تضحياته الجسام حيث قالت..
يا جيشنا السوري..ياجيش اسطوري..فيك انكتب آيات..منك علت
رايات…واتعطرت كلمات..بدفتر سطوري..ياجيشنا السوري…ياجيش
أسطوري…نادوا عساكرنا…هلت بشايرنا….
وألقى الشاعر سامر الأسعد قصيدتين الأولى غزلية بعنوان “طوق الجلنار” والثانية عن الإرهابيين والتكفيريين وما عاثوه من خراب ودمار في بلدنا بعنوان “والقلم وما يسطرون” وألقت الشاعرة اسمهان ديب قصيدة بعنوان “مزارات الياسمين”.
كما قدمت مجموعة من الأطفال العديد من المعزوفات الموسيقية الجميلة موطني- حماة الديار- حلوة يابلدي بالإضافة إلى العديد من المقطوعات الموسيقية الأجنبية.
بدوره قدم الطفل مهدي عباس من أطفال مدرسة عكرمة المخزومي قصيدة بعنوان “أطفال عكرمة” عاهد بها الأطفال الشهداء من مدرسته الذين استهدفهم الإرهاب في تفجير المدرسة بأنهم سيتابعون علمهم ودراستهم لمحاربة الجهل والتكفير فقال..
أطفال يصرخون ..عن أي سبب يقتلون..الويل للمغتصبين..فنحن
صامدون صامدون ..هذه بلادي ..هذا علمي..هذا حلمي….
وقدم الطفل يوشع النقري قصيدة بعنوان “لا ياجاري” أكد فيها أنه لا يجب أن نسمح لما يزرعه التكفيريون والإرهابيون من التفرقة والضغينة أن تتغلغل بيننا فنحن أبناء بلد واحد يتسع للجميع.
بدوره أكد الأديب نبيه الحسن مدير الملتقى دور الإعلام السوري بكل أشكاله المرئي والمسموع والمكتوب والمقروء ..على إظهار الحقيقة بكل تفاصيلها متحدين جميع من أراد العبث ببلادنا والعمل على تدميرها منوها بالتضحيات الجسام التي قدمها الإعلاميون وعدد الشهداء الكبير منهم الذين ارتقوا في سبيل إيصال رسالتهم من أجل الحفاظ على أمن البلد.
من جانبها أشارت فاطمة الحسين مديرة مدرسة عكرمة المخزومي إلى أهمية ملتقى الثلاثاء الثقافي في حمص لتكريس ثقافة الورقة والقلم بعد أن أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت منتشرة بشكل غير محدود ما أضعف الاهتمام بالكتابة الورقية.
ولفتت الحسين إلى الدور الكبير الذي قام به الإعلام خلال السنوات الماضية في كشف الادعاءات المغرضة للقنوات الأخرى بالإضافة إلى إيصال الحقيقة حيث كان الإعلاميون جنبا إلى جنب مع الجيش العربي السوري وقدموا العديد من الشهداء.
يذكر أن ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص انطلق في 14 شباط العام الماضي وهو منبر لجميع الشعراء الشباب ويقيم فعالياته في مدارس المحافظة كل ثلاثاء بحضور حشد من الأدباء والشعراء والمهتمين.