“وجوه سورية” معرض للفنان محي الدين الحمصي في جبلة

اللاذقية -سانا

تعكس لوحات الفنان محي الدين الحمصي الأحساس الإنساني الفطري المختلط بالترقب الذي يحياه السوريون بسبب الأزمة بمزيج من الألم والأمل بغد مشرق أفضل عبر الخطوط والألوان التي عنيت برسم تقاسيم الوجوه فعبرت بواقعية عما يدور من أحداث اشتركت جميعا بحلم الانتصار وإن طال الانتظار وكأنها تحيا عبر فسحة الأمل.6

هذا ماعبرت عنه لوحات الفنان الحمصي في معرضه وجوه سورية الذي أقيم في صالة عامر للفنون بمدينة جبلة.

ويبدو أن الإنسان وبواعثه الوجدانية وتأثره بمحيطه الجغرافي هو منطلق الفكرة والمحرك الأساس في فن الحمصي فلوحاته افردت تجربته عبر التشاركية في معظم تقاسيم الوجوه لكون الألم واحد والمعاناة واحدة وهو ألم الوطن وجراحه وما أفرزته الأزمة من تفاصيل مؤثرة بقوة عكستها تفاصيل الوجه وأن اختلفت فمعظم لوحاته ،هي وجوه غير مستقرة إلا أنها تبحث عن الاستقرار عبر حدقة العين وتهفو إليه عبر الألوان فاللون هو المعبر بصدق عن إحساس الفنان بالأخر ومشاعره حياله بحسب ماأوجزه الفنان الحمصي لنشرة سانا الثقافية.

ويضيف الحمصي حاولت تجسيد الحالة التعبيرية للقلق والحزن في تقاسيم الوجه فيما وظفت الألوان للتعبير عن الأماكن النفسية الأخرى التي يتفجر من خلالها الحلم بغد مشرق أفضل لكون السوريين متجذرين بالحضارة ولا يمكن لغيمة عابرة للحدود أن تنهي مستقبلهم وتقضي على تاريخهم.

وحول انتمائه للمدارس الفنية يؤكد الحمصي أنه ما من فنان يختار مدرسته بداية فهو يخط إحساسه الصادق بما فطر عليه عبر الموهبة ومن ثم يهذبها بتجاربه وخبرته التي تتبلور مع الأيام لذا فهو دائما يأتي بالجديد المنبثق من العلم والتجربة معا فأي فنان يولد انطباعيا واقعيا.

ويعكس الحمصي الواقع الذي تفاعل معه وجسده في فنه مؤكدا أن اختياره لتقاسيم الوجوه البورتريه جاء من إيمانه بأن الأنسان هو الأبقى والأشمل وهو الذي يبني ويشيد الحضارة فالعقل البشري هو المحرك الأوحد لتاريخ الأمم وهو الحي المنبثق من جديد المتمرد الصامد الذي لا ينفصل عن الحلم.

ويرى الفنان أنور الرحبي أن الحمصي متوقد باتجاه حرية اللون غير المسور بأية إشارة أو فعل درامي والأبيض لغته يفتح به مسارات عبر ممرات لونيه فيها نسمة الارتجال وإضافة الممكن بحيث يبدو الحمصي محاولة لدفع مواهب الشباب والتأكيد على صيرورة أبحاثهم الفنية الشابة.6

وأوضحت الفنانة التشكيلية ديمة مقصود أن معرض الحمصي يحمل خبرة وتجربة وقوة في التفكير عندما يدخل أكثر من معنى وأكثر من مدرسة في لوحة واحدة فيكون بذلك قد تجاوز مراحل كبيرة في العمل الفني ما يجعل عمله يقترب من الأعمال العالمية واللوحة عنده متوازنة مستريحة وصريحة.

يذكر أن الفنان محي الدين الحمصي من مواليد دمشق عام 1971 خريج معهد الفنون التطبيقية وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين شارك في معارض ومهرجانات دولية كمهرجان مالطة للشباب وحظي بالمركز الثاني في مسابقة شباب العالم عام 2002 وله مشاركات محلية كمهرجان الربيع الشتوي ومعارض خاصة أخرها في صالة الشعب هذا العام .

صبا العلي

انظر ايضاً

بالحب بدنا نعمرها.. مبادرة لفريق أبجد الثقافي بالتعاون مع منظمة بنفسج وجمعية القيثارة للآداب والفنون