الشريط الإخباري

خولة ملاك.. سيدة تحدت ظروفها الصعبة وأسست ورشة صغيرة للأعمال اليدوية

السويداء -سانا

لم تقف خولة ملاك مكتوفة الأيدي أمام الظروف الصعبة التي واجهتها بعد وفاة زوجها فتحدت مصاعب الحياة بتأسيسها مع مجموعة من النساء ورشة صغيرة للأعمال اليدوية اسمتها “بنت الجبل” تؤمن من خلالها دخلا لأولادها الثلاثة من جهدها وعرق جبينها.1

وتقول السيدة ملاك لنشرة سانا سياحة ومجتمع .. “قررت بعد وفاة زوجي أن أكون عاملة منتجة أؤمن دخلا لأولادي واعتمد على ذاتي وبتشجيع من محيطي أسست هذه الورشة منذ نحو ثمانية أشهر بالتعاون مع مجموعة من النساء اللواتي يمتلكن المهارة بالعمل ويحتجن إلى العمل مثلي تماما”.

وتوضح ملاك أن العمل في الورشة يعتمد على التشاركية ضمن فريق عمل واحد حيث نقوم بتنفيذ أعمال الحياكة على النول والسنارة وتصنيع الإكسسوارات ومجسمات بالسيراميك وحرق على الخشب وخياطة فساتين العرائس إضافة إلى تصنيع المنتجات الغذائية المحلية كالخبز العربي والكشك.

وحول سبب تسمية الورشة ببنت الجبل تقول ملاك.. إن هذا الاسم جاء تأكيدا على قدرة نساء السويداء على العطاء والعمل وتحدي كل الصعوبات مستندات في ذلك إلى الإرث الجميل الذي تركته لهن أمهاتهن وجداتهن.2

وأضافت ملاك.. إن منتجات الورشة لاقت رواجا وطلبا كبيرين في أول معرض شاركت فيه مؤخرا ضمن مهرجان ذوي الاحتياجات الخاصة حيث فتحت تلك المشاركة المجال أمام العاملات في الورشة لتوسيع وتطوير عملهن.

وترى ملاك أن الجانب المعنوي الذي قدمته لهن الورشة يعتبر مسألة في غاية الأهمية لمتابعة الطريق وتوسيع نطاق العمل بما يحقق لهن دخلا ماديا يساعدهن في مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها الكبيرة كاشفة بالوقت نفسه عن استعدادهن حاليا لتنظيم ورشات عمل تدريبية مجانية لزوجات وبنات الشهداء وذوي الإعاقة.

أما فيما يتعلق بصعوبات العمل فتقول ملاك إن الورشة التي تسعى صاحبتها والقائمات عليها لتطويرها باستمرار تعاني مجموعة من الصعوبات أهمها عدم وجود مقر دائم حيث يقتصر العمل حاليا على محل صغير للتوزيع مع تصنيع النساء للأعمال في منازلهن إضافة إلى صعوبات تسويقية يعملن على تذليلها باستمرار.4

من جهتها أعربت الشابة رجاء العريضي عن سعادتها بعملها في هذه الورشة مستفيدة من مهاراتها اليدوية وحبها للفن في أعمال النحت على الخشب والتطريز ومشاركتها لـ خولة بإدارة شؤون الورشة ماليا مبدية استعدادها للاستمرار بالعمل رغم وجود عمل آخر لديها.

بدورها تشير حسيبة جودية 50 عاما إلى أن زوجها رجل كبير بالسن وليس لديهم دخل مادي ثابت الأمر الذي دفعها للوجود بالورشة عبر أعمال الحياكة للشراشف بالسنارة حيث حققت نتيجة معقولة في بداية طريقها بالعمل على أمل التطوير مستقبلا.

أما الشابة ناريمان المتني فتقول إنها وظفت ما لديها من إمكانيات في تصنيع الإكسسوارات المختلفة لتعيل أسرتها وخاصة مع تراجع دخل أسرتها مؤخرا بسبب الظروف التي تمر بها البلاد مشيرة إلى أن الورشة شكلت بالنسبة لها فرصة للظهور والتعريف بمصنوعاتها.

يذكر أن محافظة السويداء شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تنفيذ العديد من الأعمال والمبادرات المتميزة للنساء بما يعكس قدرة المرأة السورية والمكانة التي تحظى بها في مجتمعنا.

عمر الطويل – مي عثمان