برنامج تدريبي بجامعة تشرين حول دور الأقسام الأكاديمية في تحقيق معايير الجودة

اللاذقية – سانا

انطلاقا من أهمية الدور المتقدم لمنظومة التعليم العالي في تأهيل الموارد البشرية وتمكينها من أخذ دورها في إدارة وتنفيذ الأعمال في مختلف مؤسسات المجتمع أقام مركز ضمان الجودة بجامعة تشرين مؤخرا برنامجا تدريبيا بعنوان دور الأقسام الأكاديمية في تحقيق معايير الجودة حيث تضمنت فعاليات البرنامج الذي استمر لثلاثة أيام متتالية مجموعة من المحاضرات وورشات العمل المتخصصة أشرف عليها محاضرون وأساتذة من رئاسة الجامعة وهيئتها التدريسية.

وذكر الدكتور تميم عليا رئيس المركز في تصريح لنشرة سانا الشبابية أن الأقسام الأكاديمية في الكليات تعتبر الحجر الأساس في منظومة التعليم العالي ويرتبط نجاح التعليم العالي بإنجاز كل قسم لمهامه بالشكل المطلوب لذلك فإن البرنامج التدريبي يستهدف رؤساء الأقسام في الجامعة بهدف تسليط الضوء على المهام المتعددة التي يتوجب عليهم إدراكها في مختلف المجالات التعليمية والبحثية والإدارية للارتقاء بمخرجات التعليم العالي وتبادل التجارب والخبرات.

وبين عليا في محاضرة له تحت عنوان “إجراء متابعة العملية التعليمية وتطويرها” إن التدريس في التعليم العالي يتميز عن بقية المراحل كونه يشكل الحلقة الأخيرة في تأهيل الموارد البشرية ما يجعله قاطرة يرتبط بها تقدم المجتمعات وتطورها منوها إلى أنه بالرغم من تنوع المناهج الدراسية والمهارات التي يكتسبها الخريجون خلال دراستهم العالية فإن تأهيل الخريجين بالمهارات المطلوبة يبقى هو المحور الأساس الذي يبنى عليه تطور التعليم العالي وهذا يستدعي المتابعة المستمرة من جميع القائمين على العملية التعليمية ليأخذ كل منهم دوره في هذه العملية.

وأوضح أن الهدف من هذه المحاضرة هو توضيح الاجراءات المعتمدة من قبل مجلس جامعة تشرين فيما يخص متابعة العملية التعليمية بهدف ضمان تحقيقها لأهدافها وتطويرها المستمر مشيرا إلى أن رئيس القسم هو الحجر الأساس وصلة الوصل بين الطلاب والكادر التدريسي وإدارة الكلية والجهات المستفيدة من الخريجين وجهات أخرى ذات صلة.

وتحدث الدكتور صلاح شعبان أمين جامعة تشرين في محاضرة بعنوان “التعامل مع المراجعين” عن أنماط المراجعين التي يمكن للموظف أن يصادفها خلال أداء مهامه وعمله وكيفية التعامل مع كل نمط منها بهدف مساعدتهم على إنجاز مهامهم بالشكل الأمثل وبالسرعة المطلوبة وطرق التعامل معهم والمواصفات والأخلاقيات التي يجب على موظف الجامعة التحلي بها عند قيامه بمهامه ومقابلته واستقباله المراجعين بمختلف شرائحهم.

كما ركز الدكتور هاني ودح النائب الإداري لرئيس الجامعة في محاضرته التي جاءت تحت عنوان “الإدارة والقيادة والفرق بينهما” حول الفرق بين القيادة والإدارة وأهمية أن يمارس رئيس القسم دور القائد الذي يستطيع ان يجمع المعنيين ومن لهم علاقة بالقسم تحت إدارته ليعملوا جميعا كفريق عمل واحد في سبيل تحقيق رسالة القسم وأهدافه.

وقدم الدكتور انور حميدوش من كلية التربية الثانية بطرطوس ورقة عمل بعنوان استراتيجيات التدريس الحديثة في التربية الحديثة معرفا الاستراتيجية بأنها خطة تبين كيفية الوصول إلى هدف محدد حيث تتعدد أنواع الاستراتيجيات في مجال التدريس فمنها التدريس المباشر والتعليم القائم على الاستقصاء والعمل الجماعي.

بدوره بين الدكتور علاء الطويل في محاضرة حول تطوير المناهج أهداف وأساليب وأسس تطوير المناهج الحديثة مبينا أن عملية التطوير هذه تستدعي أحداث تغييرات في عنصر أو أكثر من عناصر منهج قائم بقصد تحسينه ومواكبته للمستجدات العلمية والتربوية والتغييرات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يلبي احتياجات المجتمع وافراده مع مراعاة الإمكانات المتاحة من الجهد والوقت والكلفة.

ولفت إلى أن أساليب تطوير المنهاج تنقسم إلى أساليب تطوير تقليدية تعتمد على الحذف والإضافة والتقديم والتأخير والتنقيح وإعادة الصياغة وتطوير واحد أو أكثر من عناصر المنهاج في حين أن الأساليب الحديثة تنظر إلى التطوير كعملية شاملة تتناول المنهاج عموما بدءا من فلسفته وأهدافه وانتهاء بعملية تقويمه.

وتضمنت الفعاليات أيضا محاضرة حول تقويم العملية التدريسية وفق استبيان آراء الطلاب بتدريس المقررات ومضمونها ألقاها الدكتور شريف الحايك مدير وحدة ضمان الجودة بكلية الهندسة المدنية شارحا فيها أن عملية ضبط الجودة في الجامعات تتطلب على الأقل تغذية راجعة من الأساتذة والطلاب بصورة نموذجية راجعة من أصحاب العمل كما تستلزم إشرافا منتظما ومراجعة النماذج والبرامج والخطط الدرسية حيث أن الغاية الأساسية من إجراء استبيان ما لأراء الطلاب حول تدريس المقررات ومضمونها في كليات جامعة تشرين هي تقييم الأداء التدريسي لأعضاء الهيئة التدريسية المتفرغين في كليات الجامعة بهدف رفع كفاءتهم.

وتحدث الدكتور علاء الطويل ضمن البرنامج التدريبي عن ملف المقرر مبينا أن ملف المقرر يعتبر خارطة طريق لعملية التدريس إذ أنه يشمل مجموعة من الوثائق والمصادر العلمية لمقرر دراسي حيث تقوم هذه المصادر بوصف المقرر وتحديد إطاره وتوثيق إجراءاته ومصادره ووسائله وطرق تدريسه بالإضافة إلى تقويم نتائجه والهدف من ذلك هو تأمين مرجع موثق لكل مدرس اكاديمي يتولى تدريس المقرر ونقل الخبرات والتجارب الخاصة بطرق التدريس لمقرر دراسي من عضو هيئة تدريسية إلى آخر وتفادي تكرار الوقوع في الأخطاء السابقة إلى جانب شرح وتحليل المواقف التعليمية وتوثيق مدى تعلم الطلاب وتحسين كفاءة تدريس المقرر وتلبية متطلبات هيئات الاعتماد الأكاديمي.

في السياق نفسه القى الدكتور نسيم برهو مدير وحدة ضمان الجودة بكلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية محاضرة حول الجامعة واحتياجات سوق العمل بين فيها أن التقدم العلمي والتقني الذي يشهده العالم اليوم يملي على كل الدول والمجتمعات تحديات كثيرة ويدفعها للمبادرة إلى استخدام كل ما يتاح لها من الأساليب الإدارية والتكنولوجيا المعاصرة لتطوير أساليب التعليم الحالية واستنباط أساليب ونظم حديثة تمكنها من الصمود ومواكبة التطور ومسايرة التقدم التكنولوجي.

كما قدم الدكتور مدين الضابط من مركز ضمان الجودة محاضرة بعنوان التعريف بالبرنامج الاكاديمي أوضح فيها أن المؤسسات التعليمية تقدم البرامج الأكاديمية التي تشكل عامل الجذب الرئيس لجمهور الطلبة أو المستفيدين بشكل عام وهي أحد المؤشرات المهمة على نجاح المؤسسة وتطورها باعتبارها المرآة الحقيقية التي تعكس القدرات الأكاديمية و من هنا كان الاهتمام بوضع أدلة البرامج والنشرات التعريفية والترويج لها بحيث تظهر إمكانيات المؤسسة وقدراتها العلمية والبحثية.

كذلك تم خلال البرنامج التطرق إلى تقويم أداء أعضاء الهيئة التدريسية عبر محاضرة للدكتورة رنا ميا عرفت فيها الأداء الأكاديمي على أنه ما يقوم به عضو هيئة التدريس من مهام ونشاطات داخل جامعته أو خارجها لتحقيق أهداف الجامعة وتوقعات المجتمع ومن ثم يعد الأداء التدريسي أحد جوانب الأداء الأكاديمي لعضو هيئة التدريس بالجامعة وتقويم هذا الأداء هو أحد أهم ركائز عملية الاعتماد الأكاديمي للجامعات حيث تسعى كثير من الجامعات ومعاهد التعليم العالي في البلدان المتقدمة إلى تطوير أداء أعضاء هيئة التدريس فيها وذلك من خلال متابعة وتقويم ممارساتهم التدريسية.

بشرى سليمان- نعمى علي

انظر ايضاً

مراسل سانا باللاذقية: تعرض 3 عناصر من إدارة العمليات العسكرية لكمين نفذته فلول ميليشيات الأسد على طريق M4 قرب قرية المختارية شمال اللاذقية وأدى الكمين لاستشهاد عنصر وإصابة آخرين