الرسام الشاب حمزة ثلجة يضع بصماته الجمالية والفكرية في عمق المشهد الفني الحمصي

حمص-سانا

كان وما زال الفن التشكيلي بالنسبة له شغفا ووسيلة للتعبير ومحاكاة الجمال ومن خلاله أيضا ينظر الطبيب الشاب حمزة ثلجة إلى المحيط من حوله فيعيد صياغته بصريا وفق تصوراته الخاصة معتمدا على معادلات جمالية يرصد لها كل إمكاناته وأدواته الفنية بعد سفر من التعلم والتدريب المتواصل رغم ضيق وقته وتوزعه بين الطب والترجمة والفن انطلاقا من قدرة كل من هذه المجالات على تظهير الإمكانات العلمية والفنية للشباب السوري.

عن موهبته التشكيلية أوضح ثلجة أنه بدأ الرسم في سن مبكرة جدا حتى قبل أن يتعلم الكتابة ليلاقي تشجيعا من الأهل والمدرسة ويبدأ فعليا منذ مرحلة الدراسة الابتدائية بالمشاركة في المعارض الفنية وهو ما تواصل لاحقا خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية وصولا إلى سنوات الدراسة الجامعية في حلب إلا أن هذه المشاركات الواسعة لم تدعه في غفلة عن ضرورة التعلم لصقل مهاراته الإبداعية فبدأ مسيرة الدراسة التشكيلية.

وأضاف ثلجة في حديث لنشرة سانا الشبابية التحقت بعدة دورات تدريبية قبل أن انضم إلى معهد صبحي شعيب للفنون التابع لوزارة الثقافة حيث تعلمت الرسم الأكاديمي ورسم المناظر الطبيعية ضمن رحلات الرسم التي كان يقيمها المركز لأتخرج منه في العام 1996 وانتسب إلى نقابة الفنون الجميلة في العام 1999 فأصبحت مخولا للمشاركة في المعارض الدورية التي تقيمها نقابة الفنون الجميلة فرع حمص والمعارض الجماعية السنوية التي تقيمها النقابة المركزية في دمشق.

وعلى الرغم من تعلق الطبيب الشاب وولعه بالرسم إلا أنه كما يقول بقي يشتغل على اعماله بروح الهاوي رغم أنه تعلم استخدام جميع تقنيات الرسم فأتقن استخدام الألوان المائية والزيتية والباستيل وغيرها كما تمكن من استخدام أساليب متنوعة تظهر مقدرته الفنية فرسم بالطبشور والإكريليك والأحبار على الورق والورق المقوى والقماش متموجا في غالبية أعماله بين المدارس التعبيرية والرمزية والواقعية.

ولفت الفنان الشاب إلى أنه عادة ما يعتمد على مثلث اللون والخامة والأسلوب لإبراز معالم عمله الفني فهذه أدوات رئيسية يلجأ إليها الفنان لبلورة رؤيته الابداعية إنما يختلف تقدير أهمية وإبراز كل من هذه العناصر بين فنان وآخر حسب التصور الذهني والحسي لديه في اختيار ما يناسب رؤيته هذه.

أما إصراره وسعيه إلى المشاركة في معظم المعارض التي تقام حاليا في مدينة حمص فيعود إلى رغبته العميقة في أن يشهد عودة الحياة الثقافية لهذه المدينة الثقافية العريقة حيث أكد أن الفن التشكيلي هو رسالة فكرية وجمالية من شأنها أن تحارب الأفكار الظلامية وتوحد الرؤى والتصورات السامية وهو ما يتطلب من المحيط الاجتماعي أن يكون على قدر المسؤولية لتشجيع الطاقات الخلاقة والاحتفاء بها ولا سيما عند بزوغ براعمها بين الأطفال بالدرجة الأولى تأسيسا لأجيال فنية متنورة فكريا وروحيا.

صبا خيربك