الشريط الإخباري

كاتب تركي: أردوغان يستغل القضية الفلسطينية وما يجري بالشرق لتحقيق مصالحه

أنقرة-سانا
أكد الكاتب التركي إحسان يلماز أن التصريحات الفارغة والعبارات البالية التي اكتفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان باطلاقها ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لا تقدم أي شيء للقضية الفلسطينية بل هي العكس من ذلك ليست إلا محاولة جديدة من قبل أردوغان الذي يدعم الإرهابيين وجرائمهم للتلاعب بمشاعر الناخبين الاتراك واستغلال مأساة الفلسطينيين في صناديق الاقتراع.
وقال يلماز في سياق مقال نشرته صحيفة توديز زمان التركية إن “أردوغان يكتفي باستخدام عبارات وتصريحات رخيصة وفارغة ليظهر نفسه بمظهر القائد لكن عندما يتعلق الامر بالفعل فانه لا يقدم على أي شيء”.
وأضاف يلماز إن “أردوغان يسعى إلى إثارة مشاعر الشعب التركي وتحويل هذه المشاعر إلى أصوات يدلي بها الناخبون في صناديق الاقتراع لكنه في الحقيقة لا يخاطر بأي شيء على أرض الواقع من أجل مد يد العون والمساعدة إلى الفلسطينيين”.
ولفت يلماز إلى حقيقة أن نجل أردوغان “يعمل في التجارة مع إسرائيل وبأن العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل تضاعفت خلال سنوات وجود أردوغان في السلطة” وتلك معلومات قد يغفل عنها بعض الناخبين الاتراك الذين لا يعلمون أيضا بأن “قاعدة الرادار كوريسيك التي اقيمت في الأراضي التركية والتي ستساعد القوات الاسرائيلية مدعومة من قبل أردوغان”.
وكانت صحيفة آيدينليك التركية كشفت مؤخرا أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف مدينة غزة تؤمن وقودها من تركيا حيث يتم نقل الوقود الذي تستخدمه الطائرات الحربية الإسرائيلية عبر ميناء مرسين وكذلك ميناء دورتيول.
وفي تاكيد لاكاذيب أردوغان الذي اطلق الوعود سابقا بأنه لن يعيد العلاقات مع الكيان الصهيوني إلا بشروط وذلك بعد الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مافي مرمرة عام 2010 أوضح يلماز أن رئيس الوزراء التركي “وافق على عدم تقديم شكاوى جنائية ضد مسؤولين اسرائيليين فيما يتعلق بشهداء سفينة مافي مرمرة”.
وأكد يلماز أنه “في حال كان أردوغان صادقا في قلقه على مصير الفلسطينيين فبامكانه إيقاف كل ما سبق ذكره بسهولة وإنهاء كل العلاقات الاستراتيجية والعسكرية والتجارية مع إسرائيل”.
واعتبر يلماز أنه لدى الشعب التركي كل الاسباب لينتقد أردوغان ويشعر بالاستياء من تصرفاته لأنه يملك جميع السلطات التي تخوله وقف كل أنواع العلاقات مع الكيان الصهيوني ولكنه لن يفعل ذلك أبدا بل سيستمر في علاقاته تلك لتحقيق مآربه الداخلية.
ولا يخفى على أحد تاريخ تركيا وعلاقتها القوية بقوات الاحتلال الإسرائيلي فهي لم تحارب الكيان الصهيوني في تاريخها وحتى في أعقاب حادثة السفينة مافي مرمرة عادت العلاقات بين الجانبين كما كانت عليه وعاد التعاون العسكري والاستخباراتي بين الجانبين على اشده و ارتفع حجم التجارة 30 بالمئة عام 2011.
ولا يمكن لتركيا بسبب عضويتها في حلف شمال الأطلسي الناتو أن تعادي الكيان الصهيوني بل على العكس تماما فهي تعمل وتنسق معه اقليميا وهذا ما يتضح بشكل كامل في الدور الذي تلعبه حكومة أردوغان لدعم الارهابيين وتسهيل مرورهم عبر اراضيها إلى سورية وتقديم كل أنواع الدعم المادي والعسكري لهم تنفيذا لأوامر إسرائيل واتباعها من مشيخات الخليج.