الشريط الإخباري

الإعلام في مواجهة الإرهاب-صحيفة البعث

يشكّل المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب، الذي تستضيفه دمشق اليوم، فرصة حقيقية لصياغة ميثاق شرف إعلامي يكون مرجعاً للإعلاميين والمثقفين وقادة الرأي، ونهجاً لإعادة الدور المنوط بالإعلام في نقل الأحداث على حقيقتها دون تضليل أو مواربة، والانتقال إلى مرحلة جديدة لمحو الصورة المشوّهة التي ارتسمت في عقول جمهور المتلقين خلال الفترة الماضية، حينما قلبت وسائل إعلام البترودولار الصورة رأساً على عقب، وهذا يتطلب بذل جهود كبيرة تواكب ما استجد من تبدلات في المواقف على المستويات كافة.

فبعد أن وصل الغرب وحلفائه وأدواته في المنطقة إلى نتيجة مفادها: إن الإرهابيين الذين صدروهم إلى سورية، وقدّموا لهم كل أشكال الدعم التسليحي واللوجستي، باتوا يشكلون خطراً لا يستثني أحداً، ويهدد أمن العالم برمته، بدأنا نلمس بأن ثمة تبدل في مواقفهم، وأن هناك إرهاصات تؤكد أن الاستدارة وإعادة تقييم سياساتهم إزاء مجمل ما يحدث في منطقتنا، وخاصة في سورية، باتت قريبة، وهذا ما يدعو إلى استنفار كل الطاقات لتطويق ظاهرة الارهاب والتكفير، وعلى رأسها الإعلام.

أربعة أعوام ونيف مرت من عمر الهجمة الشرسة استخدم خلالها الغرب كل أشكال الاستهداف على سورية، بدءاً باستقدام كل المنحرفين أخلاقياً، وتوقيع حكام ممالك ومشيخات النفط شيكاً على بياض لتأمين كل مستلزمات تدمير سورية، وانتهاء بتجنيد ماكينة إعلامية منقطعة النظير لبث الأكاذيب والأضاليل، ونشر فتاوى التكفير، لتغذية الصراع في المنطقة وتحويله من صراع عربي صهيوني الى صراع عربي عربي، بل فتنوي، جملة ذلك أفضى إلى تحوّل التطرف إلى ثقافة، وصلت إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا، ومؤخراً ضرب الإرهاب زعيمه الروحي أردوغان، وباتت تركيا قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، لتثبت حقيقة أن الإرهاب لا حدود له ولا وطن وهذا يحتم على كل من راهن على الإرهاب الجوال لتنفيذ أجنداته وتأمين مصالحه عليه أن يراجع حساباته.

إذن بات التأسيس لتحالف دولي جدي لمحاربة الإرهاب أمراً لابد منه، تزامناً مع ضرورة بلورة خطاب إعلامي لتصويب الأخطاء ووضع النقاط على الحروف، وتصويب إعوجاج ساد منذ انطلاق «ربيع الخراب»، ومواجهة الخطاب المضلل، الذي تنتهجه بعض القنوات الناطقة بالعربية، وبالتالي فإن المطلوب من المؤتمرين وضع الخطوط العريضة لتشكيل جبهة إعلامية لمواجهة الدعم الذي تقدّمه بعض الدول للإرهاب، وتحقيق رؤية مستقبلية لدور الإعلام، خاصة أن المؤتمر يحظى باهتمام كبير، دللت عليه حجم المشاركة الواسعة لأكثر من 130 شخصية من 22 دولة عربية وأجنبية، منهم جاء من دول ساهمت أنظمتها بدور رئيسي في الحرب على سورية، ومن المؤكد أنهم سينقلون حقيقة ما يجري إلى بلدانهم.

سورية، والتي اعتادت أن تكون موئلاً لكل الأحرار والشرفاء في العالمين العربي والعالمي، تفتح ذراعيها اليوم لكل مؤمن بعدالة قضيتها.

عماد سالم

انظر ايضاً

عصر التحولات الكبرى الجديدة بقلم: بسام هاشم

.. للمفارقة، فقد توجت “نهاية التاريخ” بتدمير نظام القطبية الأحادية نفسه، ليدخل عالم اليوم مرحلة …